أثناء الأزمة التي شهدتها اليمن في 2011 ، كان أصحابها- من بني إخوان والوجيه وصاحب الصندقة- يتشدقون ويبيعون الأوهام بتسوية أوضاع الجنود والبلد بشكل عام وأسهبوا في الحديث عن وضع الجندي وراتبه المتدهور.. وبعد أن اوصلتهم الفوضى إلى المناصب هيكلوا وفككوا وأقصوا وأحرموا الجنود من أبسط حقوقهم كمواطنين وتجاهلوا أوضاع البلد والمواطنين- ودشنوا مشاريع كسبهم غير المشروع- وأختتموا جرائمهم بقتل الجنود والمواطنين لمجرد أنهم يطالبون بحقوق كانوا يحصلون عليها في السابق.. تباً لضمائرهم – إن كان لديهم ضمائر-... الفصل الأخير لنهاية "الإخوان"..!! أثبتت الأيام القليلة الماضية أن شعوب " الربيع العربي" أتحدت في وجه الإرهاب الإخواني، ابتدءا من مصر، مروراً بليبيا، وصولاً إلى تونس.. إذ شهدت هذه البلدان – وما تزال- اصطفافا شعبيا غير مسبوق في وجه التنظيم العالمي، بعد فقدانها مناعة تحمل نزعته العدائية والانتقامية ، وعملياته الإرهابية التي أفزعت دول العالم. في مصر خرج الشعب في 30 يونيو بتظاهرات ضخمة، فاقت مليونيات بلدان " الربيع" مجتمعة، للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان وحظر الجماعة، وأمس الأول أعاد المصريون مشهد 30 يونيو- استجابة لدعوة القائد العام للقوات المسلحة المصرية- وكلا اليومين سيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته، كحدثين جليلين أعادا المعادلة المصرية إلى الاتجاه الصحيح بعد أن حرفها الاخوان برعونة، وصمم الشعب فيهما نهاية تليق بجماعة لا تزدهر تجارتها إلا في الدم . المشهد في تونس وليبيا آخذ في التعاظم والاصطفاف لرفض الجماعة ذاتها، خصوصاً بعد الجرائم الاستباقية التي قامت بها في هذين البلدين لتصفية الخصوم السياسيين، والتي بدأتها بالناشط التونسي البارز محمد البراهمي، وقبله شكري بالعيد، وآخرها في ليبيا بعبدالسلام المسماري، ولا أحد يعلم من الضحية القادم لجماعة مكافحة الحياة، وفي أي بلد سيكون. ومالا تدركه قيادات هذا التنظيم الهلامي المغلق، إنها ومن خلال المجازفة والمراهنة على العنف والسلاح وكل الأدوات البدائية، لفرض مشاريعها اللا وطنية واللا إنسانية، واللا عقلانية، المرفوضة شعبيا، أنها بذلك تكتب الفصل الأخير من الانتحار الجماعي، وتستعجل رحلة التنظيم إلى أقاصي مزبلة التاريخ.