واحد بغل جالس يكتب ينتقدني بناء على كوني "هاشمي" ومستندا في ذلك إلى ما كتبه عن "هاشميتي" بغل آخر هو مروان غفوري. أنا مش هاشمي طبعا. لكن ماذا تقول للعَفَن الذي يتسلح بالكذب إلى جانب العنصرية؟ والأهم: أليست ذروة الانحطاط التي يمكن أن يصل إليها مجتمع ما هي تلك التي يضطر فيها أفراده إلى إبراز "أنسابهم" دائما، أو إجراء حديث من نوع: أنا هاشمي، لا أنا مش هاشمي، أنا من بني فلان، لا أنا من بني علان..؟!! الفحص في الهويات والألقاب بدأ لدى الإخوان في اليمن بشكل محموم، والنهاية ستكون سحل يمنيين يمنيين آخرين بجريمة "البطاقة الشخصية"، تماما كما حدث في مصر خلال حكم الإخوان لها(حادثة سحل شحاتة وطلابه الشيعة). ............... لن يسمح عصر القرن الواحد والعشرين للحوثيين ولغيرهم أن يكونوا عنصريين مهما كان اعتقادهم تجاه نسبهم، لكن اللافت أن العنصرية "المفترضة" لدى الهاشميين تتم مواجهتها بعنصرية "حقيقية" وليس افتراضية من قبل الإخوان وداخل خطابهم اليومي. ............ حال الإخوان مع الهاشميين هو نفس حالهم "العنصري" مع الطوائف الدينية: والد صديقي يعمل مصرفيا كبيرا، عرض عليه بنك "اسلامي" من بنوك الإخوان منصبا وظيفيا، وبعد أن تم الاتفاق اكتشف مدير البنك أن صاحبنا "اسماعيلي" "بهري" فأوقف إجرءات توظيفه. وحين سُئل لماذا؟ قال مش معقول نوظف "اسماعيلي" وهناك ناس "سُنة" بلا عمل!!! ..... الإخوان بالوعة كبيرة صدقوني، وإذ تطفح الآن على استحياء، فإن سكوت المثقفين والنخب تجاه سلوكها العنصري (الذي كان قد تجلى بشكل "ثوري" في احتقار "عفاش" و الإعلاء من عنصر "الأحمر")؛ هذا السكوت سيدفع بها إلى الانفجار مرة واحدة لتغرق ما تبقى من تماسك هذا المجتمع.
........... يا فندم عبد ربه أيش معنى تغلق الصحف الصادرة في الجنوب وتتركنا نحن في الشمال نصدر بصحفنا؟!! إما أن تُغلقنا جميعا أو تترك للحريات الإعلامية حالها دون تمييز. هذا بمختصر العبارة أقولها بمنتهى الشجاعة ومستعد لتحمل تبعاتها. الإجراءات القمعية ضد صحيفة "عدن الغد" تستوجب وقفة حاسمة من جميع الصحفيين والمعنيين بحريات الإعلام والصحافة في البلاد. منع طباعة صحيفة والاعتداء على رئيس تحريرها ليس حدثا عابرا بل هو جريمة ضد المجتمع ككل. "عدن الغد" الموقع والصحيفة من أكثر وسائل الإعلام مهنية واحترافية ومصداقية. والزميل فتحي بن لزرق من الكفاءات الإعلامية النادرة في البلاد. أدين بشدة هذا القمع وكلنا "عدن الغد" و "بن لزرق".