خطر لي في لحظة وجدانية مخاطبة عبد الملك الحوثي برسالة قد تلفت انتباهه لجملة حقائق غائبة عن وعيه الذي يفارق بماضويته المحتشدة وعي جيلنا فهو لا يدرك مخاوف الفتيان الذين نشئو على تمثل مزاج ليبرالي متحرر مؤمن بمكاسب ثورة سبتمبر وهويتها الوطنية اليمنية التي بعثتها ، جيل ينزع لتمجيد الفردية والولع بالكتب والموسيقى على ان اسأله : هل تعرف محمد الظاهري من صعدة ؟ محمد الذي يتواجد في صنعاء مفصحا عن وجوده بالدأب والبحث واقتراح مضامين جديدة لحياة تشتغل على الحق في حياة افضل لكل اليمنيين ،، الظاهري المأخوذ بمرويات الحداثة وتجارب الانحياز للانسان اولا وحقه في العدالة من كل شي ، وصل الظاهري من صعدة بهويته المكدودة بشروط تواجد ابن الطبقة الوسطى ولقد ورث من عائلته لقبا ومتاعب وكان عليه دوما الاستيقاظ تمام السابعة صباحا ليدرس ثم ليبحث عن وظيفة ومتواجدا في صنعاء بمزاج من يريد العدالة للمغلوبين ولم يخطر له يوما ان عليه انصاف ميراث الإمام علي ولا الوقوف بوجه اي محاولة لتحقيق هذه العدالة التاريخية فهو لا يضمر غير الانحياز للانسان وعلى منهج حالم بتحديث اليمن . ما الذي تظنه قد يخالج محمد وهو على أبواب مدينته صعده عائدا من صنعاء ليجدها قد أمست مدينتك وهو يمر قريبا من لوحة مكتوب عليها : أهلا بك في مدينة ابن بنت رسول الله؟ هل تظنه سيرضى بالامان الجديد الذي خالجه في العمشية وقد أمنت انت له الطريق وانتزعت منه بالمقابل المكان الذي يعود اليه ويجد فيه جذره البسيط لحساب جذرك الموغل في اشكالات التاريخ.؟؟؟ نشأنا يا عبد الملك متفارقين نحن وانت ، فبينما نحاول ايجاد مكان تحت الشمس بالدأب والبحث عن لغة ومثال أخلاقي ووطني ننحاز اليه لاستحقاق المكان والمكانة تأتي انت بأجدادك ظلالا هائلة تسعى لتلوين المكان بحس استحواذي لا يرى غير ظلاله على جغرافيا تحاول اعادة تفصيلها على مقاس هذا الظلال ، وتقوم بهذا بمعيار تقدم مختلف عن الذي راكمناه من معايير الدأب والذكاء والوطنية للتقدم في الحياة ، وتستميت انت على تثبيت معيار تقدمك بالميراث والبنادق . ما الذي يتبقى لنا وقد حددت لنا مفهومك للعدالة بوصفها انصافا وموازنة اختلال حدث قبل الف واربعمائة عام ؟ بينما نلامس العدالة بوصفها جدارة بالفرصة على معيار الجاهزية وعدالة حياة لائقة بكل يمني. يرونك الان ذراعا لارادة اهتبال التمكين ويثبتون وجودك بوصفك انت فرصة تاريخية احيائية لا ينبغي التفريط بها. انت مندفع الان وتظن العدالة حق الهي في الحكم وملاحقة قطاع الطرق والانصاف الطازج للمظلوم بقوتك الناجزة الان وليس بدولة قانون ومعيار عدالة لكل اليمنيين تضمنه دولة ، بقدر ما تظن الضمانة هي نيتك في تحقيق العدالة بطريقتك في الطريق لكرسي أمسى مسيطرا على مجال رؤيتك لنهاية الطريق . صدقني ليس ذلك ما ينتظرك لكنه اختبار أليم دموي يضعنا وانت وجها لوجه في حال أصررت على المضي الى النهايه .