"10 سبتمبر 2004" أتذكر ذلك اليوم جيداً، كنت في حينه أعمل محامياً في مدينة عدن و مازلت اواصل برنامج الماجستير في جامعة عدن، أتذكر الاصدقاء الذين تناولت بمعيتهم وجبة الغداء في شقتي الصغيرة بخورمكسر، تلقيت بعد الغداء مباشرة إتصالاً فأجبته دون أن أتعرف على هوية المتصل ،أتذكر تفاصيل المكالمة تلك كأنها اليوم:- ...: آلو هو: أنت نزيه ابن العماد. ...: أيوة معك اهلا وسهلا. هو: قتلوا صاحبكم الحوثي؟ ...: الله يرحمه، مات ولا عرفنا ايش الحكاية. هو: عادك بتقول الله يرحمه يا خنزير. ...: عفواً من معي؟ هو: مش شغلك من معك، عاد فيها الله يرحمه يا عرق ابليس. ...: من أنت؟ هو: أنا يمني ماعيخليش أحد منكم فيه هذا العرق الوسخ. ...: من أنت؟ أنا يمني أكثر منك ولو انت محترم عرف بنفسك أول. هو: أعرف بنفسي ليش؟ او تشتي تنتقم للكلب حقكم. أغلق هاتفه بعد ذلك، عرفت من هو بعد ان بحثت عن بياناته من رقم هاتفه، كان أحد الضباط الذين يتم استخدامهم في مهام كهذه، وكان فعلاً كما توقعت من اعوان الجنرال العجوز. تذكرت تلك الواقعة بعد ان سمعت بخبر مقتل القشيبي، تسألت كيف لا تدرك أدوات الجرائم بأن إخفائها سيكون من واجبات من أستخدمها، هذا في الوضع الطبيعي، أما عندما تتغير خارطة القوى في البلد فيصبح إخفاء أدوات الجرائم هو الأولوية الأهم لمن أستخدمها،،، لا أشك بأن القشيبي قتلته اليد التي استخدمته، كما لا اشك أيضاً في أن الأداة التي قتلت القشيبي سيتم إخفاؤها أيضاً،،، ذلك هو المنطق و تلك هي حقائق التاريخ لكن هناك أناس لا يدركونها،،، فعلاً حزنت على قتلهم لحسين الحوثي ولن أدعي بأني كنت ممن يدعمونه كمن يتكسبون اليوم من قول كهذا، لكني حزنت لأنه قُتل ولم تتح لنا فهم القضية التي قتلوه بسببها، ولأن قتله كان خارج إطار القانون و مخالف لأخلاق الرجولة،،، اليوم لا أخفي حزني على قتل القشيبي لأني كنت أريد أن نفهم منه أشياء كثيرة، لأن طمس أدوات الجرائم واحدة تلو أخرى لا ينفي حدوث الجريمة لكنه يجعل فهمها مستحيل،،، تذكرت واقعة الاتصال و صاحبها، لست حاقداً عليه أبداً، فهو مجرد ضحية غبية، لكني أتسأل، هل مازال على رأيه؟ وأذا كان قد غير رأيه فهل هو الخوف بعد تغير خارطة القوى هو ماغير رأيه؟ أتمنى أن يكون فهمه لحقيقة الوضع هو ماغير رأيه وأتمنى أن يشرح لزملائه مافهمه، وأن يشرح لنا أيضاً...