اصبح الأمر يزداد سوءً بشكل عام حسب المعطيات والاحداث الجارية على الساحة اليمنية ، والجميع يعرف ماذا يدور بغض النظر مع من أنا ومع من انت ، حالة لا تسر صديق ولا ترضي عدو مهما كانت قسوة القلب التي اصبحت سائدة في قلوب الشعب اليمني الصغير والكبير ، المقاتل والمسالم ، الانثى والذكر لأسباب عديدة ، اولها اننا وصلنا الى مرحلة خطيرة ومتقدمة قد تفكك النسيج الاجتماعي اليمني وحتى القيم الانسانية التي كان يتحلى بها الشعب اليمني الذي وصفه رسول البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بأننا اصحاب حكمة وارق قلوب وألين افئدة . نضيف الى ذلك بعد فقداننا لتلك الاوصاف الجميلة ، اننا فقدنا سمة المحبة والاخوة والمواطنة والجيرة ، واصبحت الفتنة الطائفية والمناطقية والمذهبية هي السائدة بيننا حتى اصبحنا نتخاصم ونتقاتل ونكفر بعضنا بل ننكر بعضنا من العيش جنباً الى جنب بسلام ، ووصل بنا الحد اننا ادخلنا الدين في كل شيء ، وكل واحد يقول انه الوحيد والوصي على اليمن وشعبه وهو من سوف يدخل الجنة وما سواه الى النار والعياذ بالله .
وكل فرقة او منظمة تعتقد انها هي من قال عنها الرسول الكريم بأنها الفرقة الناجية ، من يصدق بأن البعض وهم على ملّة واحدة ومذهب واحد ودين واحد واتجاه واحد يكذب الآخر وان غيره ليس على شيء ، وهم من يدعّو بانهم يتبعوا السلف الصالح الا انها ظهرت بينهم شقة كل فئة تقول عن الأخرى بأنها تتبع الفكر كذا وكذا وهي ليس على حق على سبيل المثال ، إنا لله وانا اليه راجعون .
هذا يجرنا الى الوصول الى حقيقة دامغة : بعد هذا كله من النفخ في الكير والحث في النفير بأننا لا يمكن الا ان نقول وبالفم المليان اننا وصلنا الى قناعة ان الامور اصبحت خارجة عن السياق العادي واصبحت شبه مؤكدة انها خرجت من ايادينا ، واصبح الشعب الواحد لا يقبل ببعضه في كل مناحي الحياة دينياً وطائفيا ومناطقي .
وعلى سبيل ذلك اصبح الجنوبي لا يقبل بالشمالي ، ولا الشمالي بالجنوبي ، ولا السني يقبل بالشيعي وكذلك العكس ولا حتى السني بالسني المختلفين في السياسة غير قابلين ببعضهم .
ومثلما يردد الجميع في السياسة بان الحوثيين والشماليين لا توجد لهم حاضنة ولا قبول في الجنوب ، اصبح الجنوبي ليس له حاضنة ولا قبول في الشمال ، وتخيلوا بعد هذا وما حصل من تعبئة خاطئة من قِبل السياسيين ويأتي واحد جنوبي مثل ( ابن هادي ) يطالب بان يكون رئيس لليمن ومن ضمنه المناطق الشمالية ، نقول للجميع اننا مضطرين غير مخيرين ان نقولها وللأسف ( لكم دينكم ولنا دين ) او بمعنى آخر لكم بلادكم ولنا بلادنا ورحم كل واحد بطبعه ومبروك عليكم التحرير من قِبل المستعمرين الجدد .
وبهذا نختم ونقول لمن عمل على هذا الفراق والطلاق الغير معلن بين الشعب الجنوبي والشمالي ولا زال يعمل على اذكاء الفرقة بين الشعب اليمني الواحد طائفياً ومناطقي بأنك لابد ان تكتوي بنار الفتنة التي عملت على اذكاءها وسيجيك اليوم الذي تقول فيه يا ياليت اني ما سريت .