ذهبت جائزة نوبل للسلام لهذا العام لرباعية "الحوار الوطني في تونس". لو كان في العالم عدالة لكانت هناك جائزة نوبل ل"البارود" مقابل جائزة نوبل ل"السلام".. ولمُنحت الجائزة ل"مؤتمر الحوار الوطني" اليمني مقابل جائزة السلام الممنوحة ل"الحوار" التونسي.
"الحوار" التونسي أوصل تونس للسلام، و"الحوار" اليمني حوّل اليمن إلى برميل "بارود" ثم أشعل عود الثقاب.
إننا نستحق جائزة دولية للبارود فعلاً وليس ادعاءاً: فحتى حواراتنا لأجل "السلام" تُختتم ببارود، وفي أوقات السلم، كما في أوقات الحرب، يتحكم بحياتنا البارود.
البارود جزء من حياتنا، ورائحته أول رائحة يستنشقها الواحد منا: عند ولادته نحتفي به بالبارود حفلة ختانه بارود حفلة خطوبته بارود حفلة عقد قرانه بارود حفلة زفافه بارود حفلة فض البكارة بارود وحين يموت يموت ببارود
نستخدمه لأفراحنا: في الأعياد الدينية بارود في الأعياد الوطنية بارود في الأعراس بارود في عودة الحجاج بارود في ألعاب العيد للأطفال بارود في فوز منتخب الناشئين بارود
نستخدمه لصناعة أحزاننا: بارود وحزام ناسف بارود وسيارة مفخخة بارود وعبوة ناسفة بارود وكاتم صوت بارود وقناص بارود و حرب طاحنة على رأس كل عشر سنوات
نلجأ إليه لحسم خلافاتنا: السلطة يصنعها البارود الصراعات السياسية يحسمها البارود العلاقات بين القبائل تمر عبر البارود ما يعجز "القضاء" عنه يفضه البارود نقتل القتيل ونُحكِّم أهله ببارود تحنق المرة فنرضيها وأهلها ببقرة وبارود
هو جزء من ثروتنا الوطنية: لدينا 60 مليون قطعة بارود كبار أثريائنا يعملون في تهريب البارود. بعض كبار تجارنا هم تجار البارود أشهر الأسواق لدينا أسواق البارود في ذمار صار لدينا مصانع لتجميع البارود ومعظم المواطنين لدينا دخلهم من إجادة استخدام البارود
وفي النهاية أرسلوا لنا السعودية و11 دولة لتدمير مخازننا الاستراتيجية (الحكومية) ل"البارود".. ولإمداد مخازننا الاستراتيجية (الأهلية) بالمزيد من البارود!!