نعرف أن شحنة الأسلحة مصدرها ميناء إيراني لكن ممن؟ ولمن؟ لا نعرف رئيس الأمن القومي: شحنة سلاح مثل هذه وراءها جهات رسمية (إيرانية) روسيا والصين تعارضان صدور بيان أمريكي عن مجلس الأمن يدين "إرسال إيران أسلحة لليمن" مصادر "الأولى": السفير الروسي في اليمن عبر عن قلقه تجاه تصعيد الرئيس هادي اتهاماته ضد طهران
يمن لايف - صحيفة الاولى : أزمة علاقات دولية تؤسس لها قضية "سفينة الأسلحة" التي تقول السلطات اليمنية إنها "إيرانية"، مع تصعيد صنعاء خطابها تجاه طهران، واعتراض كل من روسيا والصين على مشروع بيان من مجلس الأمن الدولي يدين الشحنة. وعارضت روسيا والصين مشروع بيان صحافي لمجلس الأمن اقترحته الولاياتالمتحدة، أمس الأول الجمعة، يعبر عن "القلق البالغ" إزاء تقارير عن إرسال إيران أسلحة إلى اليمن، بما "يهدد بنسف استقراره واستقرار المنطقة"، وبما يعتبر انتهاكا للقرارات التي تمنع ايران من تصدير الاسلحة الى الخارج. وطلبت الدول الغربية في المجلس، رئيس لجنة العقوبات على إيران، بالتحقيق في إعلان الحكومة اليمنية أن إيران ترسل أسلحة إلى اليمن، خصوصا بعدما أعلن الموفد الدولي الى اليمن جمال بن عمر أن "الباخرة تم اعتراضها في المياه اليمنية"، وأن الأسلحة التي كانت تنقلها "متقدمة، وتضم صورايخ أرض -جو". ويشير هذا التطور إلى دخول التوتر بين صنعاءوطهران منعطفا جديدا غير معزول عن صراعات "المحاور" الدولية، خصوصا محوري أمريكا وحلفائها من جهة، وروسيا وحلفائها من الجهة المقابلة. مصادر سياسية كشفت ل"الأولى" أن الموقف الروسي والصيني في مجلس الأمن سبقته تحركات لسفيري موسكو وبكين في صنعاء، التقيا خلالها بعدد من الأطراف السياسية، معربين عن قلق بلديهما من حجم "التدخلات الأمريكية في اليمن"، فيما أبلغ السفير الروسي أطرافا في الحكومة عن قلقه تجاه تصاعد خطاب الاتهامات الرسمية اليمنية ل"طهران". طبقا للمصادر فإن كلا من موسكو وبكين تخشيان أن ما يحدث هو "تهيئة لليمن رسميا وشعبيا لنقل معارك الصراع المسلح في سوريا إليه"، حسب تعبير المصادر. في السياق القريب، عقد وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن القومي، أمس، في صنعاء، مؤتمراً صحفيا لإعلان تفاصيل "شحنة الأسلحة" التي قال وزير الداخلية إنها كانت على متن السفينة "جيهان1"، موضحا أن السفينة انطلقت من ميناء إيراني، "لكن ممن؟ وإلى من؟ لا نعرف، ولا زالت التحقيقات جارية"، حسب قوله. الوزير عبدالقادر قحطان، طالب الصحافيين بعدم الاستعجال، وعدم المبالغات أو الدخول في "مغالطات لا مجال لها"، مشيراً إلى أن البعض "يحلم أحياناً، وثاني يوم يطلع كلام أن هذه الشحنة قادمة من البلد الفلاني، وبتصريح من وزير الداخلية والجهة الفلانية"، في إشارة إلى ما نشرته بعض الصحف عن تصريح وزارتي الداخلية والدفاع بدخول الباخرة "جيهان1" التي تم ضبطها في المياه الإقليمية اليمنية، في 23 يناير الماضي. وأكد قحطان أن السفينة المضبوطة جاءت من إيران، لكنه اعتبر أن الجهة المرسلة، والجهة المستقبلة، لا تزال معرفتهما خاضعة لنتائج التحقيقات، مشيراً إلى أن طاقم السفينة الحالية، والسفن السابقة القادمة من تركيا، قد تم إيداعهم في السجن، وأن التحقيق معهم ما زال مستمراً. رئيس جهاز الأمن القومي كان أكثر صراحة في توجيه التهمة إلى طهران، حين قال إن شحنة أسلحة مثل هذه لن يكون وراءها إلا "جهات رسمية"، ومع ذلك فقد رفض الإدلاء بالمزيد من المعلومات، قائلا إن الأمر لا يزال رهن التحقيق. وصدر عن المؤتمر بيان صحفي أورد تفاصيل الشحنة، قائلا إنه تم ضبط السفينة وعلى متنها 8 بحارة يمنيين، في المياه الإقليمية اليمنية، بعد أن توفرت معلومات لدى الأجهزة الاستخباراتية والأمنية بأن السفينة تحمل مواد متفجرة وأسلحة، حيث تبين بعد تفتيش السفينة وجود 73 طناً من مادة الديزل، وحوالي 40 طناً من الأسلحة والقذائف والمتفجرات. وبحسب البيان فقد تم ضبط مئات الآلاف من طلقات الذخيرة للرشاشات الآلية، وأكثر من 24 ألف طلقة ذخيرة دوشكا، وأكثر من 100 ناظور، ومئات من الصواعق وأجهزة التفجير الكهربائي، وصواريخ كاتيوشا وقاذفات آر بي جي، و20 صاروخاً أرض جو إيرانية الصنع، و20 صاروخ كاتيوشا صناعة إيرانية أيضاً، وعدد من الأسلحة وأجهزة التفجير والتوصيلات وغيرها. وأفاد البيان أن التحقيقات ما زالت جارية مع طاقم السفينة، وأن الأجهزة الأمنية ما زالت تحقق في مصير شحنات سابقة من نفس المصدر دخلت إلى البلاد في شهر مايو من العام المنصرم. وردا على ما ورد في المؤتمر الصحفي، قال السفير الإيراني لدى اليمن محمود حسن علي زادة، إنه تقدم باحتجاج رسمي إلى الخارجية اليمنية بشأن الاتهامات التي وجهت إلى بلاده حول وقوفها وراء شحنة الأسلحة التي تم ضبطها على متن سفينة قبالة السواحل اليمنية مؤخرا. وأضاف السفير الإيراني في تصريح لوكالة "خبر" للأنباء، أنه تقدم باحتجاج رسمي إلى الخارجية اليمنية بشأن الاتهامات التي تواصل السلطات اليمنية كيلها لنظام بلاده خلال الفترة الماضية، ومنها اتهامات وزير الداخلية ورئيس الأمن القومي، مشيرا إلى أن اتهامات وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن القومي اليمنيين، ستدفع بالعلاقات بين البلدين نحو مزيد من التأزم. وقال السفير زادة للوكالة خلال الحفل العشاء الذي نظمته سفارة إيران، مساء أمس بصنعاء، بمناسبة الاحتفال بالذكرى 34 لانتصار الثورة الإسلامية، إنه تم إبلاغ الخارجية اليمنية باستياء طهران من هذه الاتهامات المتكررة التي اتضح عدم صحتها، في إشارة إلى سفينة سابقة تم ضبطها في اليمن قيل إنها إيرانية، ليتضح أنها تتبع دولة أخرى. التصعيد الرسمي في اليمن في موضوع شحنة الأسلحة، امتد، أمس، إلى الصحافة الحكومية التي كتبت افتتاحيات تهاجم إيران، وتتهمها مباشرة بتصدير السلاح إلى اليمن. وتزامن ذلك مع تقارير واسعة نشرتها كبريات الصحف السعودية والخليجية، زادت على تناولات الصحف الحكومية في اليمن بنقل تصريحات عن مصادر حكومية يمنية لم تسمها؛ تتهم "الحوثيين" أو "الحراك الجنوبي" بأنهما الهدف المرسلة إليه الشحنة الإيرانية. ويبدو أن الرئيس عبد ربه منصور هادي، نجح حتى الآن بتحويل الصراع مع خصومه السياسيين من القيادات الجنوبية، كالرئيس علي سالم البيض، إلى صراع إقليمي دولي، عبر تصعيد الموضوع الإيراني، طبقا لمراقبين. ويرتبط البيض بتحالف قوي، تنامى مؤخرا، مع الجمهورية الإسلامية في إيران، ويواجه الرئيس هادي مشكلة متفاقمة في المحافظات الجنوبية مع اتساع جماهيرية البيض والحراك الجنوبي الداعي إلى الانفصال. غير أن التوتر على خلفية الصدام السياسي والإعلامي مع طهران، سينعكس توترا في صعدة، حيث التيار الحوثي الحليف الآخر لإيران، ويتلقى الحوثيون الخطاب الرسمي المتهم لطهران بتصدير الأسلحة إلى اليمن، باعتباره تصعيدا تجاههم أو "مؤشرا على التحضير لحرب ضدهم"، طبقا لما كتبه الصحفي والسياسي محمد المقالح، القريب من الجماعة، أمس، في صفحته على "فيسبوك". يشار إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي أول من صرح عن إيقاف سفينة الأسلحة بواسطة قواتها المنتشرة في البحر العربي. ويربط مراقبون بين التصعيد اليمني الإيراني، وبين ازدهار نشاط التجنيد في اليمن لمصلحة الجيش السوري الحر في سوريا.