أكثر من 150 موفداً من جامعة صنعاء للخارج يستلمون مرتباتهم بالرغم من أنهم لم يعودوا إلى وظائفهم طالب غادر في العام 89 ولا يزال موظفاً لدى الجامعة بينما يوجد مدرسون بدون وظائف الدكتور مجدي عقلان: الجامعة أوقفت رواتب هؤلاء المبتعثين مؤخراً وعاد منهم 30 (يمن لايف)| "الأولى"– صنعاء: كشفت وثائق حصلت عليها "الأولى" عن حالات "فساد" أبطالها الطلاب الموفدون من جامعة صنعاء إلى جامعات في بلدان خارجية أخرى، في إطار منح التبادل الثقافي بين الدول، حيث إن أحد الموفدين موجود في كشوفات الراتب، وتم إيفاده في العام 1989، ولم يعد إلى الجامعة لممارسة عمله إلى اليوم، بالرغم من أنه محسوب موظفاً لدى الجامعة. وتضمنت الوثائق أسماء المبتعثين، والتي تقول الوثائق إنها لا زالت في كشوفات مرتبات الموفدين، وفي الكشف الأول من الأسماء ابتعث 11 طالباً وطالبة إلى مصر وأمريكا وألمانيا والهند ورومانيا وماليزيا وكندا، وأن أقدمهم ابتعثت في العام 1999 إلى أمريكا، وآخرهم ابتعث في 2007 إلى الهند، وبحسب الكشف فإنهم لا يزالون يستلمون مرتباتهم، بالرغم من أنهم استنفدوا الحد الأقصى للتمديد، ولم يوافوا الجامعة بمؤهلهم الدراسي، ولم يعودوا إلى مقر عملهم في الجامعة. وفي كشف آخر يحمل الرقم 1 أيضاً، ابتعث 11 طالباً وطالبة، وكان أقدم ابتعاث في العام 1999 لأحد الطلاب إلى بريطانيا، وآخر مبتعث في 2008 إلى سوريا، وأنه تنطبق عليهم نفس الإجراءات السابقة من أنهم لم يوافوا الجامعة بشيء بشأن وضعهم، ومع ذلك لا زالوا يستلمون مرتباتهم. وتضم الوثائق كذلك كشفاً يحمل الرقم 6، ويحوي 8 مبتعثين ومبتعثات من جامعة صنعاء إلى دول خارجية، ويعتبر أقدم مبتعث خرج للدراسة في العام 1989 في جمهورية مصر، وأحدث مبتعثة في الكشف في العام 2001 إلى ماليزيا، ولم يعودوا إلى الجامعة، ويستلمون مرتباتهم بحسب هذه الوثائق. وكان نقل ل"الأولى" مصدر مطلع في جامعة صنعاء، أن هناك كشوفات ل153 طالباً وطالبة مبتعثين للدراسة من قبل جامعة صنعاء لجامعات ومعاهد خارج اليمن، وأنهم لم يعودوا لجامعة صنعاء، ولا يزال مصيرهم غير معروف، بالرغم من أنهم لا يزالون محسوبين على الجامعة ويكبدونها مبالغ كبيرة. "الأولى" بدورها، تواصلت مع رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبدالحكيم الشرجبي، الذي قال إنه حاليا مسافر خارج صنعاء لحضور ورشة عمل، وأحال الصحيفة على الدكتور مجدي عقلان، المسؤول عن ملف المبتعثين. من جانبه، قال ل"الأولى" الدكتور عقلان إن الحديث عن استلام هؤلاء المبتعثين رواتبهم غير صحيح، وإن مجلس الجامعة اجتمع بعد الرسالة الموجهة من مجلس الدراسات العليا والبحث العلمي، وأرسلت رسائل من الجامعة للسفارات اليمنية في الخارج، تبلغها بإيقاف مستحقات هؤلاء الموفدين، وأن القرار الذي اتخذ شمل رواتب الموفدين في البلد وخارج البلد. وأضاف أن حوالي 30 طالباً بدأوا يتوافدون إلى جامعة صنعاء بعد إيقاف رواتبهم، وأن بعضهم حاول إيجاد مبررات لغيابهم واستنفادهم المدة القانونية، وقدم بعضهم أوراقهم ومؤهلهم الدراسي لتصحيح أوضاعهم. ونفى الدكتور عقلان الأنباء التي حصلت عليها الصحيفة من أن الموجودين في هذه الكشوفات يمثلون أطرافاً نافذة في الدولة، ولذا تقف وراء أية عملية إيقاف لمرتبات المبتعثين، وقال: هذا كلام غير صحيح، عندنا مبدأ واحد، وهو تكافؤ الفرص، ونحن نعطي المبتعث سنة زيادة لتقدير أي أمر طارئ، وبصرف النظر عن أي توجهات أو محسوبية، ومن ثم نقوم –مؤخراً- باتخاذ إجراءات قانونية في حال لم يعد إلى الجامعة. وفي هذا السياق، كان مجلس الدراسات والبحث العلمي بجامعة صنعاء، أرسل مذكرة إلى رئيس جامعة صنعاء، بعد اجتماع له بتاريخ 18/6/2013، يطالبه فيها بالمصادقة على قرار المجلس باتخاذ قرار لإيقاف المستحقات المالية للطلاب في الداخل والخارج (المرتبات +المساعدات)، مما يعني أن هؤلاء المبتعثين كانوا حتى هذا التاريخ على الأقل يستلمون مرتباتهم. مصدر آخر في هيئة التدريس بجامعة صنعاء، من جهته، قال ل"الأولى" إن هناك أعداداً كبيرة من خريجي الكليات والحاصلين على تقديرات عالية (امتياز مع مرتبة الشرف) أو جيد جدا، والأوائل على دفعاتهم، ومنهم من يدرسون في كليات بجامعة صنعاء لأكثر من 5 سنوات، لكن لم يتم تثبيتهم إلى اليوم. وأشار المصدر إلى أن هناك احتياجاً في الكليات، بدليل هؤلاء الطلاب غير المثبتين، لكن مع وجود تلك الوظائف الوهمية حدث خلل في العملية التعليمية، فالخدمة المدنية والمالية تتذرعان بعدم وجود درجات وظيفية، فيما هؤلاء المبتعثون محسوبون على جامعة صنعاء، بينما يعملون في وظائف أخرى، وبينهم من لم يعد من الخارج بعد.