على غير المتوقع ، اتخذت قناة اليمن اليوم مسارا مهنيا مبهرا نال اعجاب العامة والخاصة في الشارع اليمني المتابع ، فالقناة التابعة لحزب المؤتمر الشعبي – الحزب الحاكم سابقا – والقوة السياسية التي تواجه اشد حملة ممنهجة للنيل منها وتفتيتها تحت مبررات وذرائع الثورة ، ها هي تتجاوز منهجية الخصوم الاعلامية المتكورة في دائرة العداء والتحريض ضد الآخر ، والغير متقبل لحضور "الآخر " على شاشته .. وكذلك الاعلام الرسمي – التائه الآن و الغير محايد – لتصبح منبرا للخصوم على اختلاف وجهاتهم ورؤاهم. كل قيادات السياسة "الثوريين" القادمين من الساحات التي طالبت بإسقاط "المؤتمر " ومحاكمة رئيسه ، وجدوا متسع للتعبير عن رؤاهم – لم يرونه في الساحات – في قناة الخصم ، ومن خلاله هجوه بكل ما ملكوا من قدره وبدون مقاطعة او حذف او تحفظ ..من ينكر ذلك ؟ ، لم يجد رجال قادة– ثائرون على نظام صالح – مثل محمد عبد الملك المتوكل وحيدر ابو بكر العطاس و سلطان السامعي و حمود الهتار و محمد الحزمي و غيرهم الكثير ، لم يجدون مكانا او متسعا او حتى قابلية في "سهيل" و "يمن شباب" التابعتين لقيادات في حزب الاصلاح " الثائر" أبان الثورة ، لكنهم ظهروا للشارع من خلال قناة اليمن اليوم. التقارير الواردة من الميدان تتحدث عن برامج القناة التي اضحت تتداول في المقائل والمجالس وعلى وسائل المواصلات العامة ، يتحدثون عن رؤية مغايرة قدمتها هذه القناة ، متمنيين ان تحذوا بقية قنوات التلفزة الحزبية والرسمية حذوها. يقول احدهم : ليس ذلك وحسب ، بل لقد ساهمت القناة الى حد كبير في عودة حبائل الود بين الخصوم ، وازاحت الفجوات الكبيرة التي سببها التمترس وراء المشاريع والاهداف الرافضة للآخر والملغية لوجوده. ويضيف آخر .. انها قناة اليمن اليوم لا الامس .. ويجب ان تكون كذلك ..