يصفونه بأنه ليس أكثر من ميليشيات للقتلة والمأجورين ومصاصي الدماء ، ويصفونه في أفضل التقديرات بأنه الجيش العائلي للمخلوع وميليشيات للمجوس الروافض ، ويتناسى من يطلقون تلك الصفات أنه إن كان الأمر كما يدعون ، وكانت جحافل تحالفهم (الملائكي) تنتصر للحق الإلهي المغتصب في وجه الباطل والإفك المبين ، لكانت يد الله قد وضعت فوق أيادي تلك الجحافل ، ولكانوا قد أجهزوا على ميليشيات (عفاش) و (الحوثي) من القتلة والسفاحين سافكي الدماء حسب وصفهم في الأيام الأولى أو الأسابيع الأولى أو الأشهر الأولى من عدوانهم (المقدس) ، خصوصاً وقد حشدوا الدنيا وأخذوا بكل أسباب التفوق الساحق والسيطرة الطاغية جواً وبحراً وبراً .
لكنني لا أدري ، هل هو عمى حقيقي ؟! أم هو تعام أحمق؟!، كما النعامة التي تدس رأسها في الرمال ، معتقدة أنها وهي على هذا الحال قد أخفت جسدها رغم ضخامته عن أعين الناظرين إليها ، ولن ترى شيئاً مما لا ترغب برؤيته ، فتتجاهله كأن لم يكن له وجود أصلاً ، إذ تنتابني الدهشة والتعجب ممن ينكر وجود جيش للوطن أصلاً ، بل وتتعالى قهقهاته وتتسع الابتسامة التي تملأ شفاهه ، حينما ترد إلى مسامعه جملة (جيش) يمني ، فما بالك إن أضفت لتلك الجملة كلمة (أسطوري) ، سينظر إليك حينئذٍ وكأنك تمازحه بدعابة فجة سمجة أو تهذي بما لا يتطابق مع الواقع ، أو كأنك تتمتم بتُرَّهات وخرافة ليس لها أساس من الصحة .
والأصل في حال هؤلاء هو ما جاء في الآية الكريمة (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) ، فما زلت مصراً على وصف أبطال جيشنا المغاوير بالأسطوري ، وهاكم بعض مسوغات ذلك الوصف ، لعل أولئك النعام تراجع نفسها بما استودعه الله تحت عظام جماجمها من عقول يأبون أن يفقهوا بها ، ولعل قلوبهم تبصر ؛ فتزول تلك الغشاوة التي يصرون على حجب أبصارهم بها ، فلا يصير حالهم كما ورد في الآية الكريمة السابقة ، أو كما في الآية الكريمة التالية (لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) أو يصدق فيهم قول الحق تبارك وتعالى (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) .
ألا يكفي أولئك الحمقى ليعترفوا بأسطورية الجيش الوطني البطل ، أنه بالرغم من مرور أكثر من 200يوم من الصمود والتصدي (الأسطوري) لجحافل تحالف دولي شيطاني يضم تشكيلات عسكرية من أكثر من 11 دولة بطائراتها وصواريخها وبوارجها ومدرعاتها وأقمارها الصناعية ، لم يتجرأ الناطق إفكاً وبهتاناً باسم ذلك التحالف الجهنمي بإعلان انتهاء المعارك التي يخوضها المعتدين الذين أوكلوا إليه مهمة التحدث باسمهم مع من هم ماضون بكل استبسال وشجاعة في الدفاع عن أرضهم وعرضهم ، غير خانعين ولا مستكينين ولا متخاذلين ولا فارين من المواجهة التي كانت تبدو للعالمين في ال26 من مارس غير متكافئة لصالح المعتدين ، غير أنهم أجبروا العالمين على الاعتراف بأنها باتت غير متكافئة لصالح المدافعين عن حياض وطنهم ، بعد أن وضعوا تحت أقدامهم كل الضربات الصاروخية الجبانة التي تطال مواطنيهم المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ ، وبعد أن تحدوا العالمين بمنازلتهم ومواجهتهم على الأرض .
ألا يكفي أولئك الحمقى ليعترفوا بأسطورية الجيش الوطني البطل ، أن الله قد أخزى أولئك المتغطرسين المتعالين المتبخترين وسَوَّد وجوههم ، وجعلهم أقزاماً متضائلين يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر ، و 72 ساعة بعد 72 ساعة ، وقد أحالوا كل وعودهم بالوصول لقلب لعاصمة صنعاء لرماد تذروه الرياح بعد أن استعصت عليهم مشارفها ، وحَوَّلَ صلفهم وغرورهم وعنجهيتم إلى أضحوكة يتناقلها شبابهم عبر مواقع التواصل الاجتماعية الالكترونية ، وجعلهم مثاراً لسخرية وتندر أبناء جلدتهم من مواطنيهم ، الذين صاروا بفضل الميامين من أبطال جيش (اليمن) الأسطوري يتخبطون وهم في حيرةٍ من أمرهم ، وهم يبحثون عن إجابات لتساؤلاتهم الحيارى التي يوخزون بها كروش قادتهم السياسيين والعسكريين على حد سواء : ما الذي يعيق أفراد جيشهم (الوطني) المعتدي من استرداد السيطرة مجدداً على المحافظاتاليمنيةالمحتلة : نجران وجيزان وعسير؟! ، رغم امتلاك ذلك الجيش أحدث المعدات العسكرية من ذخائر وطائرات وبارجات وصواريخ محرمة ومحللة دولياً تحدد أهدافها بدقة متناهية بواسطة الأقمار الصناعية المسخرة لخدمة عدوانهم اﻵثم؟!.
ويضيف بعض المواطنين في ممالك الرمال المشاركة في التحالف الدولي للعدوان على (اليمن) العظيم إلى تلك التساؤلات الحيارى تساؤلات أخرى لا يجدون لها هي الأخرى إجابات شافية ، فما الذي يعوق وصول جحافل ذلك التحالف لقلب العاصمة صنعاء رغم مرور أكثر من مأتين يوم منذ بدء عملياتهم العسكرية القذرة ، وطلعاتهم الجوية التي تجاوزت الأربعين ألف طلعة جوية ، وما تقذفه من مخلفات صاروخية فاقت المائة ألف صاروخ ، وما استطاعت كل تلك القوة الطاغية الباغية الغاشمة أن تمكن قوات ذلك التحالف من السيطرة (اﻵمنة) على ما نسبته 1% من أراضي الجمهورية اليمنية .
أوليست الإجابة الشافية على كل التساؤلات مختصرة في أربع كلمات لا خامس لها : أبطال الجيش اليمني (الأسطوري) ، الذي مازال يذيقهم مرارات الهزيمة في كل ثانية من كل دقيقة في كل ساعة تمر من كل يوم وكل شهر يمضي من عمر عدوانهم المخزي الجبان الفاشل على (اليمن) العظيم ، الذي ظنوه فريسة سهلة المنال ، فصار بفضل الله الذي خلق وأوجد أولئك الأسود الضواري غُصَّةً في حلوقهم عصية على الابتلاع ، وليشير أولئك الساخرون من إلصاق وصف (الأسطوري) بالجيش اليمني ورأس ماله البشري لإجابة أخرى غير ما أوردتها سلفاً لما تقدم أعلاه من التساؤلات.
إلا أن يكون الله قد أضاف إلى ما أوجده وأبدعه في صدور وحنايا أبطال الجيش اليمني (الأسطوري) نصرهم بالرعب المقذوف في قلوب وأفئدة وعقول أعدائهم من المعتدين الذين أبوا أن يذعنوا أو ينصاعوا لما أمرهم به الله في كتابه الكريم وسنة نبينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة في ما ينبغي أن تكون عليه أخلاقيات وقيم المسلمين في مواجهتهم مع المشركين ممن ﻻ يشهدون بأن للكون خالقاً هو الله ومع من ينكر وجوده ، فما بالنا بأخلاقيات وقيم الاعتداء والتطاول على الآمنين المطمئنين ممن يشهدون خمس مرات كل 24 ساعة في صلواتهم بأنه ﻻ إله إلا الله وحده ﻻ شريك له وﻻ معبود بالكون سواه وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم المبعوث متمماً لمكارم الأخلاق رحمةً للعالمين ، هذا إن كان لاعتداء المسلمين على المسلمين أخلاقيات أو قيم أصلا .
ليجيبني أولئك الساخرون اللئام وهم كالنعام - مع اﻻعتذار للنعام - من الملاحم البطولية التي يسطرها أبطال الجيش اليمني (الأسطوري) ، والذين كانت فاجعتهم وملهاتهم التي غصت بها حلوقهم ، ما حاق بقاعدة الملك خالد بن عبدالعزيز في خميس مشيط في الخامسة فجر يوم الخميس الماضي الخامس عشر من أكتوبر في العام الخامس عشر بعد الألفين ، فاحتارت عقولهم الفارغة ، وبُهِتَتْ أفئدتهم الوَجِلَة ، وبادروا مشدوهين لتصديق ادعاء عدو الله المعتدي على وطنهم بأن قوات تحالفهم (الملائكية) قد اعترضت ذلك الصاروخ في نقطة ما في سماء محافظة عمران .
ليجيبني أولئك الحمقى : ونحن على مشارف الشهر الثامن ، ما الذي يؤخرهم هم ومن يمتطون عقولهم قبل ظهورهم من الاحتفال بالنصر المؤزر لجحافل ذلك التحالف الدولي بما يتشدقون بأنه (تحرير) لوطنهم من مواطنيهم ، سوى أبطال ذلك الجيش اليمني (الأسطوري) المغاوير ، الذين نسأل الله أن يثبت أقدامهم ويسدد رميهم ويشد من أزرهم وأن يمدهم بالمزيد والمزيد من الثبات والعزيمة ليستمروا في تصديهم (الأسطوري) المذهل بفضله تعالى وجوده وكرمه وبركته لجحافل الغزاة المعتدين ، إلى أن يجبروهم في نهاية الأمر على الإذعان والإقرار والاعتراف بواقع هزيمتهم ، وبخطأ وجسامة وقبح وبشاعة ما اقترفته أياديهم الآثمة التي تلطخت بدماء الأبرياء من المسلمين الموحدين بالله رباً ﻻ شريك له وﻻ معبود في الكون سواه .