" بقلم الشيخ رضا حليمة – أحد دعاة الازهر الشريف" انه الشيخ المجاهد البطل الذي عاش بين الناس رجلا وبين الرجال بطلا وكان بين الأبطال مثلا؛انه الشهيد الذى أحيا بموته أمة ؛وحرك باستشهاده همة؛انه الشيخ" أحمد ياسين" ؛الرجل الذى أثبت للدنيا كلها أن العجز ليس هو عجز الجسد؛وأن العاجز ليس هو من جلس على كرسى متحرك ؛أو اعتمد على عصا يتوكأ عليها؛ وإنما العاجز حقا هو كما قال النبى –صلى الله عليه وسلم-من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانى" ؛وهو من استسلم لرغباته وشهواته وصار أسير الهوى والملذات .فهذا هو العاجز حقا ؛وكم من عجزة يعيشون بيننا قد ملأوا الدنيا صياحا وعويلا ؛وباطن الأرض فى الحقيقة خير لهم من ظاهرها .فالعاجز حقا هو من عطل حواسه عن مهامها التى من أجلها خلقت .فمن عطل عقله عن التفكير فيما ينفع أمته ؛وينفع نفسه فهو عاجز.. ومن عطل قدمه عن أن يسعى بها لقضاء مصالح العباد والبلاد والسعى على الرزق الحلال فهو عاجز. ومن عطل عينيه من أن تنظر لجمال الكون من حوله وتتأمل فى ملكوت السموات والأرض ؛وتتأمل فى أحوال وظروف البلاد والعباد فهو العاجز حقا. ومن عطل يده من أن تمد يد العون والمساعدة لكل من يحتاج فهو عاجز. ومن عطل أذنه عن أن تسمع الخير؛وتبلغه للغير فهو العاجز حقا. ومن عطل لسانه عن أن يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر ؛أو أن يكف آذاه عن الخلق فهو عاجز. وهؤلاء هم العجزة والمعوقون الحقيقيون الذين قال الله عنهم (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) وقال الله عنهم أيضا (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) وهؤلاء أيضا الذين أشار الله اليهم فى قوله: (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۖ وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا ) فهؤلاء المعوقون والعجزة هم من يعترفون يوم القيامة بعجزهم الحقيقى وباعاقتهم التى أعاقتهم عن دخول الجنة (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) ان شيخنا وشهيد الأمة الغالى الشيخ المجاهد "أحمد ياسين" الذى كان فى نظر البعض من ضعاف البصر والبصيرة ؛رجلا مسنا عاجزا يجلس على كرسى متحرك.كان ومازال وسيظل رمزا ومثلا يحتذى ويقتدى به على مر العصور..يرسل لنا رسالة عبر الزمن من عالم الأفراح والأرواح الذى يتنعم فيه الشهداء والصالحون..رسالة مفادها "أنه مهما كان حالكم ومهما كانت ظروفكم الخاصة والعامة فان هذا لم ولن يعفيكم من المسئولية أمام الله عز وجل عن تبليغ دعوة ربكم ؛وحماية دينكم ؛والدفاع عن مقدساتكم .. ويقول لنا أيضا بلسان الحال"أن من عاش على شىء مات عليه ؛وأن من مات على شىء بعث عليه؛وأن من بعث على شىء حشر عليه. رحم الله الشيخ المجاهد فقد عاش بطلا ومناضلا ومجاهدا ومدافعا عن دينه وعن قضيته وقضية جميع المسلمين والعرب. فاستحق أن يموت شهيدا مصليا لصلاة يعجز كثير ممن ينتسبون الى الإسلام عن آدائها"صلاة الفجر" صائما لله تبارك وتعالى فى يوم الأثنين الموافق 1/2/1425ه الموافق22/3/2004 فى هذا اليوم رحل أسد الأمة ؛عالى الهمة؛الشيخ البطل المجاهد "أحمد ياسين" الذى عاش طوال حياته يبحث عن الشهادة فى سبيل الله ؛وربى جيلا ليخلفه من بعده رافعا وبحق شعار "الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا" رحم الله شيخ الشهداء عندما سئل قبيل استشهاده ماذا تتمنى ياشيخ؟فأجاب قائلا "أملى أن يرضى الله عنى" رحمه الله ورضي عنه وأرضاه. والسؤال الأخير لنا جميعا هل كان الشيخ من العجزة والمقعدين؟؟؟أم أننا نحن من عجزنا عن القيام بدورنا؟ وصدق الله القائل (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا) فالفرصة مازالت سانحة وواضحة وذلك من لطف الله بنا فى قوله (ومنهم من ينتظر)