نسمع كثيرآ عبارة ( أبويمن ) عند وصف أو ذكر أبناء اليمن ؛ وقد شاع وكثر استخدام هذه العبارة خارج اليمن ؛ في دول المهجر ودول الخليج بشكل خاص . والمتتبع لصيغة هذه العبارة وتركيبها اللغوي من حيث البناء والمعنى يدرك يقينآ أن مصدر هذه العبارة إنما هو شخص أعجمي لا يمت للعرب أو العربية بصلة ( وما أكثر هؤلاء في دول الخليج ) ومن ثم انتشرت هذه العبارة شيئآ فشيء وتلقفتها الألسن ونادانا بها ( من يسوى ومن لا يسوى !! ) وكذلك الكثير من الإخوة العرب وخاصة في دول الخليج ورددوها ونشروها بقصد وبغير قصد ؛ وبحسن نية أحيانآ وبغير ذلك أحيانآ كثيرة ؛ لغرض في نفس يعقوب لا يخلو من الشماتة والاستهزاء والاحتقار تجاه أبناء هذه الجنسية ؛ والمفارقة هنا والمؤسف حقآ أن تجد كثيرآ من أبناء اليمن أنفسهم – بعلم أو بغير علم وبحسن نية منهم – يقومون بترديد هذه العبارة وقبولها من الآخر بصدر رحب وربما إجازة المتكلم عليها دون إنكار أو علم بمغزاها ومعناها اللغوي . والعبارة هذه ( أبويمن ) خاطئة وغير صحيحة من حيث البناء والمعنى : أولآ : من حيث البناء : لا يصح أن نقول ( أبويمن ) بل الصحيح ( أبواليمن ) ثانيآ : من حيث المعنى : حتى لو استقام البناء وتم تصحيحه وقلنا ( أبواليمن ) بدلآ من ( أبويمن ) فان المعنى يظل خاطئآ وغير صحيح ؛ فمن غير السائغ أن يكون المواطن في منزلة الأب للوطن ؛ والوطن في منزلة الابن له فنقول للمواطن يا ( أبواليمن ) ؛ بل العكس هو الصحيح ؛ فالوطن هو بمنزلة الأب للمواطن وهو الذي يحتوي ويحتظن كل أبناءه على ثرى أرضه المباركة ؛ وعليه فمن الخطأ أن نقول يا ( أبويمن ) أو يا ( أبواليمن ) والصحيح لغة من حيث البناء والمعنى أن نقول : يا ( ابن اليمن ) . فأنا وبكل فخر (ابن اليمن) ولست (أبويمن) فليتنبه الجميع لذلك .