شن رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية أحمد عبدالعزيز الجارالله هجوماً على جماعة الحوثي المتمردة باليمن، مؤكداً أنها تحترق بنار أطماع إيران بالمنطقة. واستغرب الجار الله من ممارسة عبدالملك الحوثي للأعمال الإرهابية التي لن ترهب اليمنيين، والتي تتمثل من خلال سعيه لتكرار تجربة "حزب الله" اللبناني بالاعتصام في الساحات وإقفال الطرق ليجد له مكاناً في التحكم بقرار الدولة، مؤكداً أن ملايين اليمنيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال هذه الأعمال الإرهابية، مشيراً إلى أن الشعب اليمني يعرفه التاريخ بمقاومته ودحره لكل الغزاة، وإحباطه لكل المؤامرات التي حكيت ضده ووقف سداً منيعاً في وجهها.
وأضاف في افتتاحيته للصحيفة: «إذا كان الحوثي يعتقد ذلك فهو واهم, وسيكون واهماً اكثر اذا خيل له ان اليمن سيترك لمصيره ليصبح صومالاً آخر, فلا يظنن أن عملية اعادة التموضع السياسي التي تسبق التسويات بعد الازمات الداخلية تعني تخلياً عن الوطن الواحد بصيغة الفيدرالية الجديدة, ما يجعله يتمادى في الخروج على الدولة تحت شعار المطالب الشعبية, ورفض “الجرعة” التي لا شك يمكن التفاهم عليها من دون اللجوء الى تهديد استقرار البلاد, واعادة الامور الى المربع الاول, وهو ما اعلنته القوى السياسية كافة, حتى المعارضة, ووقفت الى جانب الدولة رافضة ممارسات الحوثي وجماعته, وشاركت بتظاهرات مليونية لمواجهة بضعة آلاف من أنصاره اعتصموا في أحد الميادين.»
كما وجه رسالة إلى الزعيم المتمرد عبدالملك الحوثي، قائلاً له: «على عبدالملك الحوثي ان يفهم الوضع الاستثنائي الذي تعيشه المنطقة والتهديدات الوجودية لبعض الدول, وفي ظل التحالف الدولي الجديد لمحاربة الارهاب لن يكون هناك اي مجال لشغب ما, لاسيما اذا كان يهدد المصالح الحيوية للدول المجاورة, ولا يتوهم أن العالم لن يسمح لها بحماية تلك المصالح بذريعة حقوق الانسان, فالرهان على ذلك بات من الماضي, خصوصاً أن حركة “أنصار الله” لا تختلف كثيراً عن الحركات المستهدفة اليوم من التحالف الدولي الجديد.»
وتابع قائلاً: «هذه الحقيقة تدركها غالبية دول المنطقة, ومنذ بداية الازمة اليمنية عملت على معالجة الاسباب التي أدت للانفجار الكبير وإعادة اليمن الى جادة الصواب من خلال المبادرة الخليجية, وهي مبادرة تاريخية لا يمكن استمرار الدولة من دونها, وليس هناك افضل من الرئيس عبد ربه منصور لقيادة هذه المرحلة لما له من مكانة عند جميع اليمنيين ووسطيته التي لا ينكرها احد وقد اثمر ذلك حوارا وطنيا كانت نتائجه اساسا ليمن قوي ومستقر.»
مشيراً أن إيران لم تستطع هضم التسوية السياسية باليمن، فعمدت بعد ذلك إلى تحريك عبدالملك الحوثي للانقلاب على ذلك.
وأوضح أن إيران بعزلتها الدولية تحاول جاهدة إيصال سكين التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب إلى عنق جماعتها باليمن، وأضاف الجارالله بقوله: «ايران المعزولة اليوم بعد قيام التحالف الدولي لمكافحة الارهاب تشعر ان السكين لابد ان تصل الى عنق جماعاتها في المنطقة, إذ لا يمكن لعاقل في هذا العالم القبول بوجود حركات كانت السبب الأول في زيادة حدة التطرف المذهبي, ومارست كل ما يساعد على تأجيج الصراع الطائفي, ولذلك اذا كانت المرحلة الأولى من مشروع التحالف الدولي القضاء على “داعش” فإن المرحلة الثانية ستكون بالتخلص من اذناب ايران ايضا, ليس بتحجيمها او تقليم أظافرها, بل التخلص, الى الابد, منها كي لا تتحول الحرب على الارهاب مصدرا جديدا للشعور بالغبن الطائفي او ينظر اليها على انها كانت حربا ضد قوى محسوبة على طائفة معينة مما يعني حربا طائفية تستمر مئة عام.»
وختم الجارالله افتتاحيته للصحيفة بتحذير إيران من تحريك "الخوارج" الجدد في اليمن، بعد فشلها في البحرين، قائلاً: «هذا ما يجب ان تفهمه ايران قبل أي أمر آخر, ولا تراهن على تحريك “الخوارج” الجدد في اليمن في محاولة لاضعاف المملكة العربية السعودية, من خلال تحريك جبهة الجنوب بعدما فشلت في البحرين, حيث كان الهدف شرق المملكة, ولا تتوهم انها قادرة على رسم حدود نفوذ جديدة, او بالاحرى “سايكس – بيكو” ايراني فهي بذلك ترتكب حماقة كبرى وتسير الى هاوية الانتحار لأن شعوب المنطقة على استعداد للدفاع عن أوطانهم حتى الرمق الأخير, ولن يسمحوا, لا لايران او غيرها, بتهديد وحدة واستقرار اوطانهم, بل لن يكون مستبعدا ان ينقلب السحر التقسيمي على الساحر الايراني.» للمزيد من التفاصيل والاخبار تابعوا صفحتنا على الفيس بوك