- شن رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية احمد الجارالله هجوما لاذعا على زعيم الجماعة الحوثية عبدالملك الحوثي , واتهمه بممارسة اعمال إرهابية والسعي الى تكرار تجربة حزب الله اللبناني بالاعتصام في الساحات. وقال الجار الله في إفتتاحية صحيفة السياسة " على عبدالملك الحوثي ان يفهم الوضع الاستثنائي الذي تعيشه المنطقة والتهديدات الوجودية لبعض الدول, وفي ظل التحالف الدولي الجديد لمحاربة الارهاب لن يكون هناك اي مجال لشغب ما, لاسيما اذا كان يهدد المصالح الحيوية للدول المجاورة " . وأضاف "إيران المعزولة اليوم بعد قيام التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب تشعر ان السكين لابد ان تصل الى عنق جماعاتها في المنطقة, إذ لا يمكن لعاقل في هذا العالم القبول بوجود حركات كانت السبب الأول في زيادة حدة التطرف المذهبي, ومارست كل ما يساعد على تأجيج الصراع الطائفي". وجاء في مقاله " هذا ما يجب ان تفهمه ايران قبل أي أمر آخر, ولا تراهن على تحريك “الخوارج” الجدد في اليمن في محاولة لاضعاف المملكة العربية السعودية, من خلال تحريك جبهة الجنوب بعدما فشلت في البحرين".
وفيما يلي نص المقال :
الحوثي يحترق بنار أطماع إيران أحمد الجارالله هل يعتقد عبدالملك الحوثي أن الأعمال الإرهابية التي يمارسها سترهب اليمنيين, وأن سعيه إلى تكرار تجربة “حزب الله” اللبناني بالاعتصام في الساحات وإقفال الطرق سيجعله يتحكم بقرار الدولة, وستقف ملايين اليمنيين مكتوفة الايدي حيال ذلك؟ فهل نسي تاريخ هذا الشعب الذي قاوم كل الغزاة ودحرهم, وأحبط كل المؤامرات التي حيكت ضده ووقف سداً منيعاً في وجهها؟
إذا كان الحوثي يعتقد ذلك فهو واهم, وسيكون واهماً اكثر اذا خيل له ان اليمن سيترك لمصيره ليصبح صومالاً آخر, فلا يظنن أن عملية إعادة التموضع السياسي التي تسبق التسويات بعد الأزمات الداخلية تعني تخلياً عن الوطن الواحد بصيغة الفيدرالية الجديدة, ما يجعله يتمادى في الخروج على الدولة تحت شعار المطالب الشعبية, ورفض “الجرعة” التي لا شك يمكن التفاهم عليها من دون اللجوء الى تهديد استقرار البلاد, واعادة الامور الى المربع الاول, وهو ما أعلنته القوى السياسية كافة, حتى المعارضة, ووقفت الى جانب الدولة رافضة ممارسات الحوثي وجماعته, وشاركت بتظاهرات مليونية لمواجهة بضعة آلاف من أنصاره اعتصموا في أحد الميادين.
على عبدالملك الحوثي ان يفهم الوضع الاستثنائي الذي تعيشه المنطقة والتهديدات الوجودية لبعض الدول, وفي ظل التحالف الدولي الجديد لمحاربة الارهاب لن يكون هناك اي مجال لشغب ما, لاسيما اذا كان يهدد المصالح الحيوية للدول المجاورة, ولا يتوهم أن العالم لن يسمح لها بحماية تلك المصالح بذريعة حقوق الانسان, فالرهان على ذلك بات من الماضي, خصوصاً أن حركة “أنصار الله” لا تختلف كثيراً عن الحركات المستهدفة اليوم من التحالف الدولي الجديد.
هذه الحقيقة تدركها غالبية دول المنطقة, ومنذ بداية الأزمة اليمنية عملت على معالجة الأسباب التي أدت للانفجار الكبير وإعادة اليمن إلى جادة الصواب من خلال المبادرة الخليجية, وهي مبادرة تاريخية لا يمكن استمرار الدولة من دونها, وليس هناك أفضل من الرئيس عبد ربه منصور لقيادة هذه المرحلة لما له من مكانة عند جميع اليمنيين ووسطيته التي لا ينكرها احد وقد اثمر ذلك حوارا وطنيا كانت نتائجه أساسا ليمن قوي ومستقر.
لكن, وكما كان متوقعا, لم تستطع إيران هضم هذه التسوية لأنها أفقدتها حجج التدخل في اليمن فعمدت إلى تحريك عبدالملك الحوثي للانقلاب على ذلك.
إيران المعزولة اليوم بعد قيام التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب تشعر ان السكين لابد ان تصل الى عنق جماعاتها في المنطقة, إذ لا يمكن لعاقل في هذا العالم القبول بوجود حركات كانت السبب الأول في زيادة حدة التطرف المذهبي, ومارست كل ما يساعد على تأجيج الصراع الطائفي, ولذلك اذا كانت المرحلة الأولى من مشروع التحالف الدولي القضاء على “داعش” فإن المرحلة الثانية ستكون بالتخلص من اذناب ايران ايضا, ليس بتحجيمها او تقليم أظافرها, بل التخلص, الى الابد, منها كي لا تتحول الحرب على الارهاب مصدرا جديدا للشعور بالغبن الطائفي او ينظر اليها على انها كانت حربا ضد قوى محسوبة على طائفة معينة مما يعني حربا طائفية تستمر مئة عام.
هذا ما يجب ان تفهمه ايران قبل أي أمر آخر, ولا تراهن على تحريك “الخوارج” الجدد في اليمن في محاولة لاضعاف المملكة العربية السعودية, من خلال تحريك جبهة الجنوب بعدما فشلت في البحرين, حيث كان الهدف شرق المملكة, ولا تتوهم انها قادرة على رسم حدود نفوذ جديدة, او بالاحرى “سايكس – بيكو” ايراني فهي بذلك ترتكب حماقة كبرى وتسير الى هاوية الانتحار لأن شعوب المنطقة على استعداد للدفاع عن أوطانهم حتى الرمق الأخير, ولن يسمحوا, لا لايران او غيرها, بتهديد وحدة واستقرار اوطانهم, بل لن يكون مستبعدا ان ينقلب السحر التقسيمي على الساحر الايراني.