كشفت مصادر مطلعة عن خلافات كبيرة بين أتباع جماعة الحوثي بمحافظة ذمار، وبين مندوب زعيم الجماعة بالمحافظة القادم من صعدة حول قضايا مالية ونهب للمال العام، وصلت إلى استدعاء عبد الملك الحوثي للطرفين إلى صعدة الأسبوع الماضي. وذكرت مصادر مقربة من جماعة الحوثي بذمار أن الخلافات بين شخصيات حوثية من محافظة ذمار ومشرف المحافظة المرسل من عبد الملك الحوثي ويلقب أبو عادل المروني بلغت ذروتها الأسبوع الماضي، بعد أن استدعى عبد الملك الحوثي أبو عادل إلى صعدة، إثر تقديم عدد من الشخصيات الحوثية بذمار شكاوى ضده.
وأكدت المصادر ل " المصدر أونلاين " أن حوثيين ذمار أكدوا عقب تقديم شكواهم رفضهم التعامل مع أبو عادل بسبب كثرة فساده، ونهبه للأموال لمصلحته الشخصية كما اتهموه بالاستبداد والتفرد في صناعة القرار.
وتضمنت الشكوى المقدمة إلى زعيم الحوثيين تفاصيل عن النهب الذي يمارسه أبو عادل، في محافظة ذمار، مشيرة إلى أنه يصادر المخصصات المالية التي كانت تصرف للمحافظ يحيى العمري، تحت بند الصيانة، والمقدرة بمليوني ريال شهرياً، إضافة إلى 20% من مخصصات صندوق النظافة والتحسين الذي تصل إيراداته الشهرية إلى 20 مليون ريال في الحد الأدنى، فضلا عن اعتمادات المحروقات والنثريات والمساعدات المخصصة لديوان المحافظة التي تصل إلى مليون ومائة ألف ريال شهرياً.
وكشفت شكوى حوثيي ذمار أن أبو عادل المروني يصادر كل هذه المبالغ المالية لصالحه، فضلا عن مبالغ يتم تحصيلها من إتاوات تفرضها اللجان الحوثية التي يقودها مسلحون من صعدة.
وبينت المصادر أن القياديين الحوثيين في ذمار صدموا من موقف الحوثي وردة فعله إزاء شكواهم بمندوبه، خلال جلسة بين الطرفين حضرها عبد الملك الحوثي، حيث عبر فيها حوثيو ذمار عن امتعاضهم من تصرفات القادمين من صعدة، واتهموهم بافتعال تحرشات مع أبناء المحافظة وصنع ثأرات معهم، هم في غنى عنها، وتضرر مصالحهم في المحافظة إثر تزايد حالة السخط الشعبي ضدهم بسبب ممارسات لجانهم الشعبية، مستشهدين باستهدافهم في الآونة الأخيرة بحوادث اغتيالات وتفجير منازل ومحال تجارية لهم.
وقالت المصادر أن القياديين الحوثيين القادمين من ذمار طرحوا عدة بدائل لتولي موقع مشرف المحافظة، من أبناء المحافظة الذين تتوفر فيهم الكفاءة والخبرة الإدارية ولديهم معرفة بإدارة المحافظة، لكن عبد الملك الحوثي رفض طلبهم وأكد تصميمه على إعادة أبو عادل المروني إلى ذمار.
كما أبلغ عبد الملك الحوثي القيادات الحوثية في ذمار بأن الحق في إجارة الدولة في هذه المرحلة لمن خاضوا معه المعارك في صعدة، وشاطروه الأفراح والأحزان، وأنه لا يمكن أن يأتي الآن من كان يسكن " الطيرمانات " والمناظر ليحكموا دون أن يتذوقوا المعاناة.
