تناسى زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي كليا معاناة الشعب الفلسطيني وإجرام إسرائيل اليومي بحق القدس والفلسطيني، مكتفيا بمهاجمة المملكة العربية السعودية، تأكيدا لحقيقة أن احتفاء الجماعة وكل حلفاء إيران بالقضايا الإسلامية، ما هي إلا للاستهلاك السياسي. وبينما كان الشعب اليمني، يأمل من زعيم الحوثيين إطلاق بوادر لحسن النوايا، وتأكيدا على احترام الهدنة الإنسانية التي ما إن أعلن عنها حتى تنفس اليمنيون الصعداء، فاجأهم زعيم الحوثيين بأن الهدنة لا يمكن أن تستمر، وأن مصيرها هو نفس مصير الهدنة السابقة. وفي هذا السياق قال عبد الملك الحوثي في خطاب ألقاه على أتباعه بمناسبة يوم القدس العالمي، الذي تقيمه إيران وحلفائها " أنه ليس لديه أمل كبير بنجاح الهدنة، مشيرا إلى أن مصيرها هو مصير الهدنة السابقة.
وقال الحوثي، إن نجاح الهدنة مرتبط بالتزام النظام السعودي ورهن بتوقف ما وصفه ب"العدوان" كليا، متهما السعودية بأنها باتت " صهيونية الهوى ..إسرائيلية الوﻻء".
وهدد زعيم الحوثيين أنه في حال استمر ما وصفه ب"العدوان" على اليمن، فإنه يتحتم على جماعته إعلان التعبئة العامة على كل المستويات لمواجهته، في مؤشر خطيرة على نية الجماعة الذهاب إلى أقصى مدى لإهانة وتدمير الشعب اليمني.
وأضاف: " إذا استمر العدوان فسنقدم على اتخاذ خطوات إستراتيجية كبيرة ستغير وجه المنطقة، مهما سينتج عنها من تطورات".
ودعا عبد الملك الحوثي القوى السياسية إلى سد الفراغ السياسي و يصفه بالضروري لإعانة الشعب اليمني، دون الانتظار للخارج.
وأضاف بأن "ما يقوم به التكفيريون والنظام السعودي في المنطقة يفيد " إسرائيل" ومن ورائها، وأن ما يحدث ليس له علاقة بالنفوذ الإيراني لأن الشر في هذه المنطقة هو"اسرائيل"والخطر التكفيري الممتد منها.
وقال زعيم الحوثيين إن السعودية تحاول تضليل شعوب المنطقة وإطلاق صفة إيراني على كل من يواجه إسرائيل، مشيرا إلى أن الأخيرة دفعت السعودية إلى أن ترتكب جرائم في اليمن أفظع من التي ارتكبتها هي !.
وقال بأن السعودية تريد أن تجعل من العمالة لإسرائيل عروبة ومن يواجه إسرائيل يوصف بأنه إيراني، مشيرا إلى أن تتبنى قضية حقيقية ومبدئية في دعمها للقضية الفلسطينية ودعمها للمقاومة وعلى كل الأحرار في العالم تبني هذا الموقف، وهو ما يناقض كلام رئيس اللجنة الثورية الحوثية الذي نقلته عنه صحيفة الشروق الجزائرية، والذي اتهم فيه إيران بمحاولة إثارة الفتنة الطائفية في اليمن.
وقال عبد الملك الحوثي: " المسألة في المنطقة ليست مسألة محاربة النفوذ الإيراني كما يدعون إنما القضية هي قضية بسط النفوذ الإسرائيلي في المنطقة".
وأشار إلى أن هناك علاقة بين إسرائيل والنظام السعودي والجماعات التكفيرية واتضح ذلك جلياً في سوريا، منوها إلى أن التكفيريين لا ينفصلوا بأي حال من الأحوال عن العدو الإسرائيلي وما يقومون به يخدم هذا العدو.
وقال بأن السعودية تمثل البؤرة والمصدر والمنشأ الحقيقي للإرهاب في المنطقة والعالم، وأنهم يحاولوا ان يلخصوا العروبة في العمالة لإسرائيل . وكان الآلاف من أنصار وأتباع جماعة الحوثي وحزب صالح قد نظموا مسيرة اليوم الجمعة في العاصمة صنعاء بمناسبة اليوم العالمي للقدس العربي المحتل.
