- لا يزال القلق المجتمعي المحلي والدولي من تزايد خطر تنظيم القاعدة وهجماتها الإرهابية ومن صعود الإسلام السياسي في ظل ما يسمى ب»الربيع العربي« الذي يعد الأخير بوابة لانتشار ما يسمى تطبيق الشريعة عبر الاستراتيجية القتالية التي تتفنن وتبدعها عناصر وخبراء القاعدة. وخرجت الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب من مخابئها لتهدد حياة اليمنيين وتضعهم حسب محللين تحت رحمة هذا التنظيم وتهديداته المتنوعة وعملياته التفخيخية التي حصدت العشرات من المواطنين اليمنيين وتتزايد بشكل مكثف من خلال استغلال حالة الانفلات الأمني والفراغ المخابراتي التي تعاني منه أجهزة الأمن وتستهدف العمليات الانتحارية عناصر القوات المسلحة والأمن ومعسكراتها. ويتوقع خبراء ومحللون تزايد شهية الإرهابيين مع الأيام القادمة باتجاه استهداف السفارات الأجنبية والمصالح الغربية خاصة بعد قدرتها على اختراق خطة الحماية الأمنية للعاصمة صنعاء باستهداف أحد المشائخ والوجاهات القبلية بمنزله بأمانة العاصمة وهو ما ماجد الذهب أحد مشائخ مدينة رداع محافظة البيضاء والذي كان له دور في تصفية عدد من قيادات وعناصر التنظيم وعلى رأسهم طارق الذهب. ويرى مراقبون وعسكريون وأمنيون أن السلطات اليمنية تواجه عقبات خاصة في الجانب المعلوماتي والاستخباراتي للعمليات وخطط القاعدة وأياديه المنتشرة في عدد من المحافظات وعلى الرغم من النجاحات الميدانية في دحر التنظيم من أبينوشبوة إلا أن العمل الاستخباراتي متخلف، الأمر الذي يعيق كبح جماح التنظيم في العودة مجدداً ومن اختراق تحصينات عسكرية وأمنية لإنجاح عملياته »الجهادية«. كما يرى المراقبون بأن التشديدات والخطط الأمنية التي أعلنتها وزارة الداخلية لم تكن بالقدر الذي تمنع اختراقات القاعدة وبعض خلاياه التي تستعد حالياً لتنفيذ عمليات ستكون ضربة قاصمة لأجهزة الأمن خاصة بعد أن عاودت هجماتها مطلع الأسبوع الجاري بمحافظة حضرموت إذ نجا قائد عسكري من محاولة اغتيال أصيب على إثرها وكذلك في بحافظة عدن التي أجهضت أجهزة الأمن محاولة تفجير إرهابي استهدف مبنى الأمن السياسي.. جاء ذلك بعد الكشف عن هجمات إرهابية ضد أهداف عسكرية وأمنية بعدد من المحافظات وسيكون عبر خلاياه وخصوصاً التي في العاصمة التي تسمى خلايا مسيك وسعوان. ويؤكد مراقبون أن هذه الهجمات وغيرها تضع اليمن والمجتمع الدولي أمام تحدٍّ كبير خاصة وأن التنظيم يحمل النظرة الانتقامية من الجيش والأمن اليمني والمصالح الغربية التي تقدم الدعم للأجهزة اليمنية وعلى الرغم من ضبط عدد من الخلايا والنجاحات الأمنية في الكشف عن الجريمة قبل وقوعها إلا أن الحكومة اليمنية وأجهزتها المختلفة باتت أمام مواجهة مع الخلايا النائمة للقاعدة التي بدت أشد وطأة وقوة وعدائية وانتقامية من ذي قبل بعد الهزيمة التي لحقت بهم في أبينوشبوة.. كما باتت في مرمى الجيش والأمن وأجهزة المخابرات ومدى قدرتها على إحراز النجاحات والكشف عن الخطط والعمليات قبل حدوثها.. ويرى مراقبون ومختصون في شأن تنظيم القاعدة أن تهديد القاعدة في اليمن المصالح الحيوية للعالم لا يزال قائماً في عشرات الخلايا النائمة التي تمارس نشاطها بعيداً عن أذرع أجهزة الأمن في عدة محافظات. وعلى صعيد متصل شهد الأسبوع الماضي عدداً من الأحداث والهجمات الإرهابية والأنشطة بمحافظات أبينعدنشبوةحضرموت لتشتيت جهود الحملة الأمنية والعسكرية المستمرة، في حين صدرت توجيهات رئاسية للدفاع والداخلية بتعزيزات أمنية في أبينوشبوة وعدد من المحافظات بعد مساعٍ لإعادة انتشار عناصر القاعدة وأنصار الشريعة وبالذات في منطقة المحفد بأبين والمناطق المجاورة لجعار وزنجبار.. ويؤكد خبراء أن حدوث هجمات إرهابية فاشلة أو ناجحة يؤكد أن التنظيم لا يزال موجوداً وقادراً على الاختراق وإيجاد ثغرات أمنية واختراق الحزام الأمني لأية محافظة. نقلاً عن صحيفة تعز