أعلنت الدول العشر، أمس، في بيان دعمها بقاء الحكومة، داعيةً الأطراف إلى مساعدتها في إجراء إصلاحات اقتصادية مهمة، كما أدانت بيانات أنصار الله الداعية إلى إسقاط الحكومة، في وقت تواصل فيه لجنة المفاوضات لحل الأزمة اجتماعاتها بالتزامن مع تحضيرات ميدانية واقتراب النار من برميل البارود، حيث شهدت العاصمة صنعاء اشتباكات ومناورات أسفرت عن إصابات في صفوف الحوثيين، لكنها لم تصل إلى الحجم الذي يعطل مسار المفاوضات التي من شأنها إشراك الحوثيين في صنع القرار، في حين أعلنت جماعة الحوثي عن انضمام لواء ووحدات عسكرية في محيط العاصمة إلى المعتصمين. وقال مصدر مطلع إن لجنة المفاوضات توصلت إلى مسودة قابلة للتنفيذ، مشيراً إلى أن ضغوط المبعوث الأممي وسفراء العشر على قيادات حزب الإصلاح أثمرت إلى حد كبير في إقناعها القبول بالأمر الواقع، وبأن هناك مركز قوة جديد قد فرض نفسه. وعن بنود الاتفاق قال المصدر إنها عبارة عن ملخص لما ورد في الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار، حيث تم وضعها في نقاط محددة ومزمّنة بما يضمن مشاركة الحوثيين والحراك الجنوبي السلمي في السلطة إلى جانب البنود المتعلقة بالمطالب المرفوعة من قبل الحوثيين (تخفيض الجرعة وإقالة الحكومة الحالية). وفي السياق أكد ل"اليمن اليوم" مصدر مسؤول في مكتب المبعوث الأممي بنعمر أن المفاوضات أمس حققت تقدماً كبيراً. وتضم لجنة المفاوضات إلى جانب بنعمر كلاً من الدكتور عبدالكريم الإرياني واللواء عبدالقادر هلال، وعن الحوثيين حسين العزي عضو المجلس السياسي للجماعة ومهدي المشاط ممثلا خاصا لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي. وتوصلت اللجنة في مفاوضات الخميس والجمعة إلى اتفاق يتضمن البنود التالية: 1- اعتذار الحكومة عن أحداث مجلس الوزراء والمطار. 2- قيام الحكومة بتعويض أسر شهداء مظاهرات مجلس الوزراء والمطار، ومعالجة وتعويض الجرحى. 3- تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق في أحداث مجلس الوزراء والمطار، والقصاص من مرتكبي الجرائم في حق الثوار السلميين. 4- تعديل أسعار المشتقات النفطية بتخفيض 1000 ريال بشكل مبدئي. 5- إقالة الحكومة الحالية وتكليف شخصية وطنية بتشكيل حكومة كفاءات غير وزراء حكومة الوفاق. 6- قيام أنصار الله بإزالة المخيمات حول العاصمة مع بقاء معتصمي المطار. 7- توقيع بنعمر على هذا الاتفاق وضمان التنفيذ. سفراء العشر وقالت مجموعة السفراء العشر، رعاة المبادرة الخليجية إنها تشعر بالقلق البالغ وعلى وجه الخصوص بشأن النشاطات العلنية لجماعة الحوثي، داعية إياها إلى التفاوض مع الحكومة اليمنية بحسن نية لمعالجة المطالب وحل الخلافات السياسية، وأن تنفذ جميع الاتفاقيات التي توصلت إليها مع الحكومة. وأدانت مجموعة السفراء البيانات العلنية لجماعة الحوثي المهددة بإسقاط الحكومة، محملة إياها مسئولية تدهور الوضع الأمني في العاصمة صنعاء، وعدم الانسحاب الكامل من عمران. وقالت: "يجب على جميع الأطراف دعم جهود الحكومة لإجراء إصلاحات اقتصادية هامة". كما أدانت المجموعة ما أسمتها (العناصر التي تسعى إلى استغلال حالة الاستقرار الحالية لتحقيق أجندات سياسية ضيقة، بينما تستدعي الظروف من كل اليمنيين أن يعملوا معاً لتحقيق المصلحة الوطنية). وجددت المجموعة التأكيد على التزامها الدائم بالعملية الانتقالية السلمية لما تضمنته مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام بالمبادئ الأساسية للمبادرة والهادفة إلى الحفاظ على أمن اليمن ووحدته واستقراره. اللعب بالأوراق وتوتر ميداني وفي سياق اللعب بالأوراق قال ل"اليمن اليوم" خبير عسكري متقاعد إن سيطرة الحوثيين على المواقع العسكرية في جبل النبي شعيب بهذه السهولة يوحي بمدى سيطرتهم وتوغلهم في الحزام الأمني المحيط بالعاصمة، متوقعاً سيطرتهم على مواقع عسكرية أخرى. وكانت جماعة الحوثي أعلنت في وسائلها الإعلامية أمس عن انضمام لواء الدفاع الجوي المرابط في جبل النبي شعيب بمديرية بني مطر –المدخل الغربي للعاصمة- إلى صفوف المعتصمين. ونشرت الجماعة بياناً قالت إنه صادر عن تلك القوات أكدت من خلاله –تلك القوات التي يقودها أحد أبناء قبائل أرحب- أنها لن تكون في يوم من الأيام مطية للفاسدين أو في مواجهة مطالب الشعب العادلة والمحقة. ويرابط في الموقع لواء الدفاع الجوي والرادارات.. ويقود اللواء العقيد عنتر نشطان من أبناء أرحب.. وتتوزع قوات اللواء في ثلاثة مواقع على أعلى قمة الجبل وفي سفحه. وأشار الخبير العسكري إلى أن كشف الحوثيين عن انضمام هذا اللواء يأتي في إطار اللعب بأوراق الضغط التفاوضية، كما أن الاشتباكات التي شهدتها أمس صنعاء وقبل ذلك أحداث ساحة مجلس الوزراء إنما تأتي في إطار محاولات الطرف الآخر إفشال المفاوضات وإقحام الرئيس هادي في حرب واسعة ضد الحوثيين. ميدانياً توترت الأوضاع أمس، مجدداً في صنعاء عقب إصابة شخصين من الحوثيين برصاص جنود بالقرب من مطار صنعاء الدولي، فيما رفع أنصار الجماعة سقف مطالبهم إلى أربعة شروط. وقالت مصادر في جماعة الحوثي ل"اليمن اليوم" إن وفداً من أنصار الحوثي كان بصدد مغادرة ساحة اعتصام الجراف – داخل أمانة العاصمة- عندما أطلق أفراد نقطة عسكرية بالقرب من مقر التلفزيون النار عليه وأصابوا اثنين من المشاركين ، مشيرة إلى أن إطلاق النار يأتي على خلفية مشاركة الوفد في قافلة غذائية قدمها أبناء منطقة شعوب للمعتصمين في ساحة اعتصام الجراف، غير أن مصادر أمنية قالت ل"اليمن اليوم" إن تبادلاً لإطلاق النار اندلع بين مسلحين من أنصار الحوثي وأفراد نقطة عسكرية قريبة من مخيم اعتصام الحوثيون على خط المطار. وقالت المصادر إن المسلحين كانوا يستقلون سيارة شاص رفضوا التوقف في نقطة التفتيش، لكن مصادر في جماعة الحوثي قالت بأن أفراد النقطة باشروا بإطلاق النار على سيارة ، أمين جار الله. ويخيم التوتر على المنطقة الشمالية من العاصمة مع وصول مسلحين قبليين موالين للحوثيين ونشر قوات من الأمن والجيش مزيداً من التعزيزات في محيط اعتصام نصبه الحوثيون قبل نحو أسبوعين في إطار خطط تصعيد الجماعة المناوئة لحكومة الوفاق. واتهمت مصادر في جماعة الحوثي قيادات عسكرية وقبلية مرابطة في المنطقة بالسعي لتفجير الوضع . وبدأت المخاوف في أوساط سكان منطقتي الحصبة والجراف من تفجر مواجهات جديدة هناك على غرار المواجهات التي اندلعت قبل عدة أيام في منطقة حزيز حيث يرابط أنصار الحوثي في مخيم على المدخل الجنوبي منذ أسابيع. وفي الضاحية الشمالية الغربية، وصلت تعزيزات عسكرية إلى معسكر الاستقبال المحاذي لمخيم اعتصام للحوثيين في منطقة بيت نعم، مديرية همدان. وقالت مصادر عسكرية ل"اليمن اليوم" إن 4 ناقلات تقل العشرات من الجنود وعدداً من الأطقم والمصفحات العسكرية وصلت المعسكر، فجرا، مشيرة إلى أن الجنود باشروا باستحداث مواقع ونقاط تفتيش قريبة من مخيم الاعتصام. وكان شخصان من أنصار الحوثي قد سقطوا، الأسبوع قبل الماضي، برصاص أفراد نقطة تابعة للمعسكر وتم تحكيم قبائل همدان في الحادثة عبر وساطة قادها قائد المنطقة العسكرية السادسة، الحاوري. وتبددت ملامح الاستقرار في صنعاء بعد فشل التوصل إلى اتفاق مع جماعة الحوثي، أمس الأول. وأضاف أنصار الحوثي، أمس، إلى مطالبهم السابقة شرط يقضي ب"القصاص من القتلة". وتتهم الجماعة مسئولين كبار في الحكومة بالوقوف وراء إطلاق النار على المتظاهرين أثناء مرورهم بالقرب من مجلس الوزراء، الثلاثاء الماضي، حيث قتل 7 متظاهرين وأصيب 125 آخرون. وفي إطار تسارع الأحداث، أعلن منتسبو لواء الدفاع الجوي ومنظومة الرادارات المرابط في جبل النبي شعيب، أمس، انضمامهم إلى المعتصمين في الضاحية الغربية. وقالت جماعة الحوثي في وسائلها الإعلامية إن وفداً من اللجنة التنظيمية للاحتجاجات صعدت إلى مقر اللواء وأخذت صوراً تذكارية مع قادته. كما قطع جنود من منتسبي معسكر الخرافي ، المرابط في الضاحية الشمالية الشرقية، أمس، مدخل العاصمة المؤدي إلى بني حشيش، ومنعوا حركة المرور للمطالبة بصرف مستحقاتهم والترقيات. وقالت مصادر عسكرية ل"اليمن اليوم" إن بعض قادة المعسكر أعلنوا تأييدهم لمطالب الحوثي. ويأتي انضمام أفراد من الجيش إلى ساحة اعتصام الحوثيين تزامناً مع شن وزارة الداخلية حملة اعتقالات في أوساط ضباط انضموا في وقت سابق إلى مخيمات الحوثيين. وكشف مصدر أمني ل(اليمن اليوم) عن اعتقال الأمن لمسئول في الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، مشيرا إلى أن طقم شرطة اعترض سيارة ، يحي الديلمي، أثناء عودته من صلاة الجمعة في المطار واقتاده إلى جهة مجهولة. كما كشف مصدر في جماعة الحوثي عن إحالة وزارة الداخلية ضابطاً رفيعاً فيها إلى سجن للبحث الجنائي على خلفية مشاركته في مخيمات الاعتصام. وقال مصدر في الجماعة ل"اليمن اليوم" إن الداخلية وجهت قبل 3 أيام باعتقال الضابط يحي اليوسفي وأحالته أمس للتحقيق. وكانت قوات الحرس الرئاسي اعتقلت، الجمعة، اثنين من قيادات الحوثي (عبدالكريم زبارة، يحي السراجي) أثناء عودتهم من المشاركة في تشييع جثامين ضحايا التظاهرات السلمية في صنعاء