لا تزال المفاوضات لحل الأزمة في صنعاء متوقفة لليوم الثاني على التوالي وسط تفاعل كبير لعناصر الانفجار. وفيما واصل أمس المبعوث الأممي جمال بنعمر لقاءاته بقيادات حزب الإصلاح (الإخوان) في إطار محاولاته نزع الفتيل، اتجهت جماعة الحوثي للتصعيد مجدداً، واستحدثت مخيماً خامساً في محيط العاصمة وتزويد مخيماتها السابقة بمئات المسلحين والكثير من العتاد الحربي، كما عززت نقاطها في أحياء الجراف والحصبة داخل أمانة العاصمة بعشرات المسلحين. وقال موقع "أنصار الله" التابع لجماعة الحوثي إن أبناء همدان افتتحوا مخيم اعتصام في ضلاع همدان واحتفلوا بذلك. وذكرت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" أن المخيم الجديد يتكون من خيمتين كبيرتين يتمركز فيهما نحو 400-500 مسلح، ويعد هذا المخيم هو الثاني للحوثيين في المدخل الشمالي الغربي للعاصمة إلى جانب المخيم الذي نصبوه قبل نحو أربعة أسابيع في منطقة بيت نعم. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر قبلي موالٍ لحزب الإصلاح، وهو من أبناء همدان انتقل مؤخراً للعيش في صنعاء إن استحداث الحوثيين مخيما في ضلاع همدان يتيح لهم فرض حصار على قوات الجيش المتمركزة في شمال غرب العاصمة، والتابعة لقوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً) في المعسكر الذي كان يعرف بمعسكر الاستقبال، حيث يقع المخيم السابق في منطقة بيت نعم شمالي غرب المعسكر، فيما يقع مخيم ضلاع شرق المعسكر الذي يعد سياج الحماية الوحيد للعاصمة من الناحية الشمالية الغربية. وتواصل جماعة الحوثي منذ أربعة أسابيع حشد مسلحيها إلى منافذ العاصمة واستحداث نقاط تفتيش مسلحة، فارضة حزاماً قبلياً كبيراً بعمق 100-150 كيلومتراً على حساب حزام قبلي كانت جماعة الإخوان (الإصلاح) قد حاولت فرضه أثناء الأزمة 2011م قبل أن يتلاشى تماماً. ونقلت جماعة الحوثي أمس أسلحة ثقيلة إلى مخيمات اعتصام مناصريها في صنعاء تزامنا مع تعثر المفاوضات مع الحكومة. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن قرابة 1000 شخص من مسلحي القبائل الموالية للحوثيين في منطقة خولان تجمعوا في منطقة جحانة واتجهوا صوب مخيم اعتصام الجماعة في منطقة حزيز، جنوب العاصمة. وأشارت المصادر إلى أن المسلحين تمكنوا من الدخول، رغم الإجراءات الأمنية في الحزام الأمني للعاصمة. واصطحب المسلحون مدافع هوزر ورشاشات 23 ورشاش 12.7 إضافة إلى الأسلحة المتوسطة والخفيفة الأخرى. وكان المسلحون نظموا، الأحد، وقفة في منطقة جحانة وحذروا في بيان صادر عنهم الحكومة من مغبة اعتراض المشاركين في التظاهرات السلمية. وفي ذات المنطقة -المدخل الجنوبي للعاصمة- استحداث أمس مسلحو الحوثيين مواقع جديدة، وفقا لما ذكرته مصادر محلية. كما انتشروا على أسطح عدد من المنازل في المنطقة. وفي الضاحية الغربية، أفادت مصادر أمنية "اليمن اليوم" بوصول شحنتي أسلحة إلى مخيمات اعتصام الحوثيين في صباحة. وقالت المصادر إن الشحنة الأولى نقلتها (5) شاحنات مطربلة، مشيرة إلى أن الشحنة تحركت من مناخة . وأشارت المصادر إلى وصول شحنة أسلحة على متن 10 شاحنات نوع (دينا) ترافقها 6 أطقم تابعة لجماعة الحوثي، وصلت ضواحي صنعاء بصحبة القيادي البارز في الجماعة "أبو الحاكم"، وتم نقلها عبر طرق فرعية إلى صنعاء، قادمة من شبام كوكبان. وسقطت الضاحية الغربية نهائيا في أيدي جماعة الحوثي مع إعلان كتيبة الدفاع الجوي والرادارات المرابطة في جبل النبي شعيب، مطلع الأسبوع، انضمامها إلى مطالب المعتصمين، فضلاً عن انتشار مسلحي الحوثي على امتداد الخط الذي يربط صنعاء بالحديدة، وآخر بعمران حيث ينصبون منذ أسبوعين أكثر من عشر نقاط في مديريات الضاحية الغربية. وداخل أمانة العاصمة عززت جماعة الحوثي، أمس، النقاط والمتارس التي شيدتها أمس الأول في أحياء الحصبة والجراف، بعشرات المسلحين فيما شوهد في الصباح طقم عسكري تابع للفرقة الأولى مدرع (المنحلة) يوزع دروعاً صدرية لمتمركزين في متارس نصبها حزب الإصلاح واللواء علي محسن الأحمر في ذات الأحياء.