ليس هناك أسوأ من رجل يتحدث عن نظام سابق ويصفه بالعصبوية والتجهيل وهدم القيم والأخلاق والنظام والقانون وهو كان في هذا النظام وكما قال بنفسه الرجل الأول فيه وليس الثاني.. هذا الرجل أخذته العزة بالإثم وبدا في مقابلته التي أجرتها معه صحيفة الجمهورية وكأنه المنقذ لليمن والجمهورية والثورة والشعب من بطش وجبروت واستبداد رأس النظام السابق علي عبدالله صالح التي مثلت فترة حكمه كما قال إحدى أعظم كارثتين منيت بها اليمن بعد كارثة انهيار سد مأرب العظيم!.. لم أجد في مقابلة علي محسن الأحمر الرجل الأول في النظام السابق، ويبدو أنه سيستمر الرجل الأول في النظام الجديد أيضاً شيئاً مفيداً ونافعاً للوطن ولأبناء الشعب بقدر ما وجدت كلمات ومفردات مليئة بالكراهية والحقد ومليئة أيضاً بالاتهامات الموجهة لشخص الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي ترك السلطة طواعية حقناً لدماء أبناء الشعب.. وهدفاً في إخراج اليمن من الأزمة التي قادها علي محسن الأحمر وأعوانه ورفاقه وتسببت في تجهيل الشعب وهدم القيم والاخلاق والنظام والقانون.. مقابلة محسن مليئة بالتجهيل الواضح والمتعمد لهذا الشعب وتكشف عن سعي حثيث للمضي في اتجاه هدم ما بقي من قيم وأخلاق ونظام وقانون وفق فلسفة عبثية أجادها علي محسن ورفاقه بامتياز وأصبحوا معها اساتذة في تعليمها وتلقينها لهذا الشعب.. من هو علي محسن الأحمر؟.. سؤال لو وجهته اليوم لطفل لم يتجاوز سن العاشرة من العمر سيجيب عليه بعفوية وتلقائية ويقول بأنه الرجل الأول في النظام الذي قاد بنفسه الثورة عليه وأصبح قائد هذه الثورة رغم أنف الحاقدين والموتورين!.. فلسفة عبثية قالها بنفسه تهدف في الأساس إلى هدم كل شيء جميل في هذا الوطن وإحراقه وإعادته إلى ما قبل الثورتين «سبتمبر وأكتوبر».. فلسفة عبثية تجيد فن مواراة الجريمة وإلصاقها في آخرين ووصفهم بالعصبوية والاستبدادية واشهار ذلك دون خوف أو حياء أو خجل.. نعرف علي محسن كما نعرف علي عبدالله صالح وبين هذين الرجلين فارق كبير وشاسع فالأول فنان في حبك المؤامرات وهندسة الجرائم فيما الآخر قائد وطني آثر على نفسه الخروج من السلطة من أجل انقاذ الشعب من حرب طاحنة كادت ستقضي على كل شيء في الوطن.. الأول كان متهماً ومطلوباً في جرائم ارهابية للولايات المتحدةالأمريكية فيما الثاني رفض تسليمه وحماه ونفى عنه تلك التهم التي وجهتها إليه الإدارة الأمريكية وهي معروفة للقاصي والداني.. الأول عبثي بامتياز ويقف وراء الكثير من الأعمال والممارسات التخريبية التي أضرت بالوطن سواء خلال العامين المنصرمين أو قبلهما وما أحداث صعدة عنا ببعيد!.. أنا لا ادافع هنا عن علي عبدالله صالح بقدر ما انتقده كثيراً لا سيما في هذه الفترة التي توضحت لدي ككاتبة صحافية الكثير من الحقائق والمعلومات التي كانت غائبة عني وعن غيري من المهتمين والباحثين والسياسيين عن شخصية علي محسن الأحمر كونه أبقى عليه وتركه يسيئ لنظام حكمه ليأتي اليوم ويصف حكم الرئيس علي عبدالله صالح بالعصبوي والتجهيل وهدم القيم والأخلاق والنظام والقانون.. علي محسن الأحمر قال في مقابلته لصحيفة الجمهورية كل ما في جعبته وحاول تجميل نفسه على حساب الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبدا وكأنه قائد ثوري ومناضل بارز ومنقذ لهذا الشعب فيما نسي أن كلامه وما قاله في ذلك اللقاء كشف حقيقة علي محسن الأحمر بصفته الرجل الأول في النظام السابق والذي ينبغي عليه الرحيل كون بقاؤه كارثة حقيقية على اليمن واليمنيين..