كثر المتحدثون باسم الثورة والمتباكون على الوطن.. كل يتحدث بما تشتهي نفسه وبما يتلاءم وينسجم مع المتغيرات ومتطلبات المرحلة.. الغريب إن هؤلاء الابطال الاشاوس يحاولون تلميع أنفسهم وكتابة تاريخ خاص بهم لا يمت إلى التاريخ الحقيقي بصلة يضعون احداثاً من نسج خيالهم وينسبون الفضل لغير أهل الفضل.. تحركهم نوازع شخصية ومصالح أنانية ومطامع وأهداف حزبية يسعون وراءها.. ركبوا موجة التغيير وجاؤا بإفك عظيم ليخدعوا الشعب ويمنون على الوطن.. فهم الثوار والأحرار والمفكرون والعلماء والمثقفون والمشائخ والقادة العظماء حماة الديار هم وحدهم من طردوا الاستعمار من جنوب الوطن وحرروا شماله من طغيان الإمامة.. وأعادوا تحقيق الوحدة اليمنية ودافعوا عنها وحققوا المنجزات العظيمة وهم أيضاً من ثاروا على نظام علي عبدالله صالح.. تزييف للحقائق وتشويه للتاريخ اليمني بكل أحداثه ومراحله.. والمؤسف حقاً أن يتحول تاريخ النضال اليمني ورموزه إلى أوراق للمزايدة في بورصة أصحاب المصالح كما هو الحال مع الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي الذي يحاول الجميع استثمار تاريخه مستفيداً من تعاطف الناس وحبهم للحمدي لرفع أسهمه في بورصة السياسة الملعونة والظهور بمظهر الباحثين عن الحقيقة والناصرين للحق بما فيهم ربما من له يد في مقتل الحمدي أو يعرف جزءاً عن الحقيقة المغيبة طوال 35 سنة.. لا نريد أن يتحول الحمدي ولا غيره من رموز الوطن إلى سلعة رخيصة للمزايدات والمكايدات والمقايضات الرخيصة ووسيلة لتصفية الحسابات الشخصية.. نحن مع معرفة الحقيقة ولسنا مع الاتهامات الباطلة.. أكثر من 35 سنة وقضية مقتل الرئيس الحمدي مجمدة إلا من الاستثمار الاعلامي بين الحين والآخر.. فما الذي منع المزايدين بها اليوم من تحريكها وطلب فتح التحقيق فيها طيلة السنوات الماضية.. علي عبدالله صالح حين كان في السلطة وبعد أن غادرها لا يمانع من فتح ملف قضية اغتيال الرئيس الحمدي وعلى المزايدين والمتاجرين بدم الحمدي اليوم أن يتركوا الشعارات والتصريحات الاعلامية وتوزيع الاتهامات ويبدأوا بجمع الأدلة وتقديمها للمحكمة إن كانوا يريدون فعلاً معرفة الحقيقة.. ويكفينا مزايدة واتجاراً بقضايا الوطن ورموزه. نقلاً عن صحيفة تعز