من بوابة الملف الأمني.. إخوان اليمن يحاولون إعادة الصراع إلى شبوة    النعي المهيب..    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    متهم بجريمة قتل يسلم نفسه للأجهزة الأمنية جنوبي اليمن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    رسالة تهديد حوثية صريحة للسعودية .. وتلويح بفشل المفاوضات    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    توحيد إدارة البنك المركزي في صنعاء وعدن.. خبير مصرفي يكشف عن حل مناسب لإنهاء الأزمة النقدية في اليمن    الذكرى 51 لجريمة قتل الدبلوماسيين الجنوبيين بتفجير طائرتهم في حضرموت    زيود الهضبة يعملون على التوطين في مأرب وسط ويحابون كوادرها المحلية    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    وزير الدفاع يؤكد رفع مستوى التنسيق والتعاون بين مختلف الوحدات والتشكيلات العسكرية لهزيمة الحوثيين    جماعة الحوثي تفاجأ سكان صنعاء بهذا القرار الغير مسبوق والصادم !    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    حزامٌ ذهبيٌّ يُثيرُ جنونَ لصٍّ: شرطةُ سيئون تُلقي القبضَ عليهِ بتهمةِ السرقةِ!    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    روما يسعى لتمديد إعارة لوكاكو    الحوثيون يتلقون ضربة موجعة بعد رسالة قوية من الحكومة اليمنية والقضاء    السفير السعودي يبحث مع بعثة الاتحاد الأوروبي "خارطة الطريق" ومستجدات الأزمة اليمنية    "لا تلبي تطلعات الشعب الجنوبي"...قيادي بالانتقالي يعلق على رفض مخرجات لقاء الأحزاب    شاهد...عمار العزكي يُبهر جمهوره بأغنية "العدني المليح"    انقلاب مفاجئ.. الانتقالي يوجه ضربة قوية للشرعية ويهدد بالحرب بعد يوم تاريخي في عدن.. ماذا يحدث؟    أول تحرك يقوم به أبو زرعة في عدن بعد وصول العليمي مأرب    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    دوري ابطال اوروبا: الريال يتجاوز جحيم الاليانز ارينا ويفرض التعادل امام البايرن    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    بيان الرياض يدعو الى اتخاذ خطوات ملموسة لحل الدولتين وإيقاف فوري لإطلاق النار في غزة    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حين كان صوت من القصر الجمهوري يشيع المحبة في نفوس اليمنيين !
نشر في الجمهورية يوم 11 - 10 - 2012

يلحّ التساؤل عن وجود مكتبة صوتية ومرئية وورقية لنشاطات هذا الرئيس وخطاباته إذا لم تفعلها مؤسسة التلفزيون' الذي لم يعرفه اليمن قبل الحمدي، فالأحرى أن يقوم بذلك التنظيم الناصري الذي ينسب الرئيس الحمدي إليه، وعلى إخوته وأبنائهم أن ينفضوا الغبار الذي تراكم على صوره ومتعلقاته الشخصية
في إحدى صوره في مرحلة المراهقة مع العائلة يظهر الرئيس إبراهيم الحمدي جالساً، بيد ممدودة إلى طفل صغير وابتسامة خفيفة لوجه محبّ. ظلّ ذلك الوجه مبتسماً بجميع تفاصيله حتى بعد أن صار رئيساً للجمهورية، ليظهر الرئيس الشاب في جميع صوره مبتسماً. صور قليلة اختفت فيها ابتسامته، وفي هذه الحالة، ظهرت ملامح انشغال على وجهه الذي احتفظ في نفس الوقت بملمحه الودود. أما حين كان يلقي خطاباته الرسمية، فلم يكن بحاجة إلى صوت جهوري ليضفي المهابة على الخطاب الرئاسي؛ إذ كانت مضامين خطاباته، وبالمثل، البيانات السياسية ممتلئة بسياقات منطقية اكتسبت قوتها من واقعيتها.
الإطلالة الودودة على الشعب
عوضاً عن اللباقة واستخدامه اللغة العربية الفصحى، كان الرئيس الحمدي يلقي خطاباته بهدوء ويعبّر عن حبه لجميع أفراد شعبه دون حرج، لاسيما في زياراته التفقدية، مع إبقاء الحضور الرئاسي بعيداً عن الأجواء العاطفية.
وإلى ذلك، اتسمت مفرداته بالتواضع وحثّ قادة البلد للحرص على البناء مع استهداف للذهنية الشعبية لتهيئتها للحفاظ على المكتسبات الوطنية، كما كان بالمقابل، يوجّه كلامه للشعب لوضعه في الصورة إزاء المستجدات والأوضاع الاقتصادية والإنمائية والاجتماعية والسياسية، حسب تأكيده هو نفسه في أكثر من خطاب، وبخاصة البيانات السياسية بمناسبة عيد الثورة.
الفقرات التالية توجز مضموناً أخلاقياً في خطابات الحمدي التزم به طوال فترة رئاسته؛ فحين حضر حفل تخرّج دفعة من طلاب الكلية الحربية عام 1975 وجه لهم هذه الفقرة: «إنني لسعيد كل السعادة أن أوجه لكم كلمة هي من القلب وأنا على ثقة بأنها ستستقر في القلب وهي أن تكونوا خداماً صادقين لشعبكم وأن تكونوا مثالاً حقيقياً للجندي المجهول الصادق الذي يعمل دون أن ينتظر شكراً أو جزاء». ولم تخلُ كلمته من تعريف للثورة ينبغي أن يعرفه الضباط المستقبليون: «إذا كان هناك من يعتقد بأن الثورة دماء وخراب فإننا نعتبر الثورة شيئاً آخر، نعتبر الثورة هي الثورة على النفس، على الأنانية في أعماقنا وعلى المصالح». وحين كان في ذمار في نفس الفترة ألقى خطاباً في مهرجان جماهيري تضمن هذه الفقرة: «إن سعادتي بالغة حينما ألتقي بكم وحين أستطيع أن أقدم شيئاً خدمة للمجتمع في أي مكان، وإذا كنا قد عملنا شيئاً فإنما هو بفضل الله وبفضل إرادتكم وتجاوبكم، أما نحن المسئولين فإنه مهما عملنا فسنظل مقصرين، وسنظل باستمرار نشعر بأننا لم نؤد الواجب الملقى على عاتقنا كما يجب». غادر الرئيس ذمار متجهاً إلى إب، إذ كان من عادته، كما يقول معاصرون له، أن يحتفل بإيقاد الشعلة في صنعاء ثم يتنقّل للاحتفال بالمناسبة في المحافظات الرئيسية الأخرى بدءًا بذمار واختتاماً بالحديدة.
توقّف الرئيس في يريم والتقى الناس هناك، وقال لهم التالي: «نلتقي لقاء الأخوّة والمحبة ولقاء التعاون والمسئولية ... نحن لا نلتقي لقاء الحكام والمحكومين ولا لقاء السادة والعبيد ولا لقاء الأعداء والمتناحرين؛ وإنما نحن منكم ... نحن إخوانكم وأبناؤكم؛ بل ونحن خدام لكم، نعمل ما نستطيع لأجلكم». وحين وصل تعز ورأى أن المواطنين استقبلوه بحماس كبير وهتافات باسمه، ذكّرهم بالقرار الذي بموجبه أنزلت صورة رئيس الجمهورية من مكاتب المؤسسات الحكومية، وأكّد سريان ذلك القرار من منطلق الابتعاد عن تقديس الأشخاص. وإزاء الحماس في استقباله، قال لهم: «إذا كنا اليوم نجد هذا الحماس العظيم متمثلاً في الإرادة الشعبية الكريمة التي تمثلونها في هذه المشاعر، فإننا نعدكم بأننا في طريق التصحيح سائرون.. في بناء دولة النظام والقانون، دولة العصر الحديث، دولة الخير والعدل لكل أبناء الشعب، سنمضي قدماً.. وإنني أعتز كل الاعتزاز بكل المشاعر الوطنية التي وجدتها في كل مكان، وأنا في طريقي من صنعاء إلى تعز».
لم يكن الحمدي متحمساً في خطاباته أو عاطفياً، كما لم يكن متهوراً في طموحه كما يصفه بعض القادة والسياسيين في مذكراتهم أو حواراتهم الصحفية. ربما أثارت تلك الخطابات حماسة اليمنيين ونبشت فيهم هيجان الحالمين بحياة أفضل، لكنه لم يدع الأحلام تلعب بعواطف شعبه، مثلما لم يترك عواطفهم رهينة الحماس فقط. اسمعوه بأنفسكم أو اقرؤوا هذه الفقرة من البيان السياسي في الذكرى ال15 لثورة سبتمبر: «... ليس عسيراً على المسئول أن يتحدث إلى الجماهير حوله ويروي لهم أحلامه وتطلعاته نحو بناء حياتهم وحياة أبنائهم مستقبلاً، فأيسر ما يكون هو هذا الكلام النظري، لكن من الناحية العملية تأتي الصعوبة...».
توجد الكثير من الشواهد في خطابات الرئيس الحمدي تدلّ على تلقائية حبه لشعبه وامتلائه الذاتي بما هو أكبر من منصب رئيس الجمهورية. ولذلك لايزال اليمنيون يتذكرونه بما كان عليه من صفات الودّ والألفة والبساطة في تخاطبه مع أفراد الشعب.
البيان السياسي الأخير، ما يشبه خطبة وداع
لعل البيان السياسي الذي ألقاه عشية 26 /9/ 1977 بمناسبة الذكرى ال15 لثورة سبتمبر، كان بمثابة خطبة وداع؛ تحدّث فيه دون مواربة بلغة الواثق من أن التجربة التي اكتسبها خلال 3 سنوات من توليه الحكم قد مكنته من التعامل مع القضايا الوطنية بمنطقية وتسميتها بأسمائها الواضحة».
رغم أنه كان في خطاباته السابقة يلمح تلميحات تتسم بذكاء عالٍ إلى الاختلالات وعوائق التنمية التي كانت تتسبب بها بعض القوى الوطنية، إلا أنه في هذا البيان بدا راغباً في التحدّث إلى شعبه بإسهاب، “وبقلب مفتوح”. أوضح الحمدي في تلك الليلة الكثير من الأمور وسمى الأشياء بأسمائها بالفعل؛ كان تقييمه لما تحقق خلال 3 سنوات من حكمه و15 عاماً من عمر الثورة بأنه ك"البناء على رمل أو كالذي يقبض كفّه على الماء». وكان الحلّ الذي ارتآه وأبلغه للشعب وللقيادة هو الاهتمام بقضايا «التنمية ذات البرمجة والتخطيط»، وظلّ يردّد «التخطيط والبرمجة» على امتداد فقرات البيان الطويل.
من موقع الرئيس الملتزم أخلاقياً وسياسياً بتوضيح الوضع القائم لكافة أفراد الشعب، استمر الحمدي في سرد حصيلة الإنجازات، منوهاً إلى أنه لا يقلّل من شأن الإنجازات التي «تحقّقت عفوياً» حتى ذلك الوقت: «ولأن بعض المسؤولين من بداية قيام الثورة إلى أعوام تلت ذلك ظلوا يتمثلون الثورة مناصب ومراكز حتى ولو كان ذلك على حساب الثورة ومبادئها الستة الخالدة فإن العقم كاد يدرك ثورتنا، وكادت الشيخوخة تدب في كيانها»، ولذلك كان من الضروري أن ترسم حركة 13 يونيو التصحيحية تصور المسئولية الوطنية «بعيداً عن صراع المصالح والنفعية والارتزاق وممارسة ضروب العمالة». وانطلاقاً من المبدأ الأول من مبادئ الثورة الذي يهدف إلى بناء مجتمع عادل، أعلن أن تركيز الدولة التي يقودها انصب على نقطتين:
1 - تصحيح ما هو قائم بحيث يصح عليه البناء الفوقي.
2 - التخطيط والبرمجة في توجه الدولة نحو التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية.
وعلى ذكر ذلك مضى في شرح «البرنامج الثلاثي للإنماء» الذي قال إنه «مكننا من وضع أقدامنا على درجات السلم بثبات في المجال الداخلي والخارجي». عند هذا السياق تظهر عظمة الزعيم المسئول في الاعتراف وعدم ادّعاء الكمال؛ «ولا ندعي لأنفسنا أننا قد نفذنا ذلك البرنامج وطبقناه، وإنما نستطيع أن نقول إننا، إلى جانب ما أمكن لنا أن نطبقه من ذلك البرنامج، وهو نسبة منطقية بالنظر إلى ما أحاط بنا من ظروف، قد استفدنا كثيراً... دخلنا تجربة الخطأ والصواب في التخطيط والبرمجة... ولذا فإن وضع الخطة الخمسية الشاملة قد تم على أساس من المعرفة والتجربة».
بعد هذه التوطئة، سيتطرّق الرئيس المسئول بشجاعة إلى «الكثير» من المعونات والقروض التي تلقتها اليمن منذ قيام الثورة، وهي مخصصة بالأساس للأغراض التنموية وخلق اقتصاد متماسك في البلاد ومحاربة التخلّف. ومرة أخرى يمتلك الشجاعة ليخبر الشعب والقيادة بأن «من أعانوا او ساعدوا وقدموا القروض قد ضاقوا ذرعاً؛ لأننا لم نستطع أن نستوعب ما قدموه ولم نوظفه في الأغراض والمشاريع التي كان يخصص لها». ورغم معرفته بوجود أسباب أخرى للتعثر والعشوائية مصدرها بعض القوى والشخصيات الوطنية، إلا أنه لم يتخلّ عن نبله في الخطاب، وأرجع ذلك لسبب جوهري بالفعل يشمل كافة الأسباب هو: «غياب أو انعدام التخطيط والبرمجة وإلى الارتجالية في المشاريع ومراعاة الأمزجة في توزيع تلك المشاريع التي فشل معظمها إن لم نقل كلها».
كان الحديث مناسباً عن الخطة الخمسية أكثر من أي وقت مضى؛ ولأن هناك من كان يعارضها - كما يتضح من ذلك البيان - فقد وصفها الحمدي بأنها مدخل للخروج بالبلاد من الارتجال والتخبط والفوضى. لم يتحدّث عمن يعارضه ولم يتحدث بسوء عنهم، بل أوضح للشعب تمسكّه بأهمية ما قاله في البيانين السابقين عام75 وعام 76. يؤكد الحمدي بذلك احترامه للخطاب الرئاسي بإكسابه إلزامية ينبغي على جميع القوى الوطنية احترامها بالمقابل. لكنه في بيان العام 77، يعبّر عن خيبة أمله في تحوّل مراعاته للقوى والعناصر الوطنية من «دعوة لإثبات المواطنة الصالحة والإسهام في البناء» إلى «رشوة». لقد أبدع في تصوير واقع سياسي مازال يراوح عند ذلك الوصف.
بعد ما تطلبه البيان السياسي من سرد لما أنجزه الرئيس خلال عام كامل، توقف الحمدي ليقول للجميع: «لا أحب أن أعيد عليكم ما سبق وإن تحدثت به إليكم»، لكنه استدرك قائلاً: «من هذا الموقع نقول صراحة: إن الذين يريدون أن يفرضوا علينا مواقف، او يجرونا الى مواقف تصرفنا عن مهمتنا الأساسية التي هي بناء الدولة اليمنية المركزية الحديثة ... وصولاً الى بناء وطننا وتنميته بشراً واقتصاداً إنما يعملون لمصلحة الشيطان الرجيم ولا يعملون لمصلحة هذا الوطن». يا لبراعة هذا الرئيس! لا أحد يستطيع مقاطعته إذا كان سيتحدث بعد هذا عن الديمقراطية ومفهومها اليمني: «إن الديمقراطية التي نحرص على تطبيقها في بلادنا وداخل مجتمعنا هي ألا يجد الفرد مجالاً في ظلها لاحتكار السلطة، ولا يجد الأفراد أو الجماعة مجالاً لاستعمالها في أغراضهم وجعلها مطية يقفزون من على ظهرها على حقوق غيرهم من المواطنين، وينصبون من أنفسهم أوصياء ويتهددون بها غيرهم إذا لم يسيروا في طريقهم.” لم يكن لأحد في ذلك الوقت أن يشكّك في دقة هذا التعريف أو مدى التزام الرئيس بتنفيذه. اقرؤوا الفقرة التالية وحاولوا أن تتصوروا كمية الصدق التي تشبّع بها خطاب الحمدي: «لست اليوم منتهزاً للمناسبة لأتحدث مزايدة عن الديمقراطية، يعلم الله أن الديمقراطية والعدل يجريان في دمي، ولكنني أتحدث عنهما وأقول لكم ان من قد يتظاهرون بالتمسك بهما لو اتيحت لهم فرصة الوصول إلى السلطة لذبحوها من الوريد الى الوريد والشعب قد جربهم عدالة وديمقراطية قبل وبعد الثورة.» هل نقول نقطة على السطر؟ لكن رئيسنا المحبوب مازال يلقي خطابه التأريخي، وكأنه سيودّع الحياة بعد أقل من شهر. وعلى أية حال، فقد أوشك هذا البيان على الانتهاء، بقي فيه فقط بضعة أسطر تحدّث فيها الرئيس، عن السياسة الخارجية باقتضاب وحسم، وعمّا أنجزه في سبيل تحقيق الوحدة اليمنية، عن لقائه بالرئيس سالمين في قعطبة وعن اتفاقهما على توحيد كتاب التأريخ (كان تحت الطبع) ليدرّس في كلا الشطرين، كتمهيد لتوحيد بقية المنهج. قال الحمدي إنه اتفق وسالمين على أن يظل ذلك هو المسلك كي يتمكنا من خلق الجو الملائم لتحقيق النجاح الكامل للوحدة.
خطابات السلام وأشياء أخرى
كما يقتضيه الموقع الرئاسي، كان للحمدي خطابات تأريخية في المؤتمرات الدولية، ولعل أشهرها ذلك الذي ألقاه في مؤتمر عدم الانحياز في سيريلانكا الذي دافع فيه عن حقوق البلدان النامية عن دراية وإلمام، ومؤتمر القمة الرباعية الذي عقد في تعز ودعا إليه الدول المطلة على البحر الأحمر لمناقشة المسألة الأمنية للمياه الإقليمية، وفيه اعتبر الدخول في شباك الصراع الدولي تفريطاً بالمصلحة الوطنية.
الرئيس الذي كان يتحدث بلباقة في السياسة الخارجية، كان يحتفل أيضاً بعيد الأم ويلقي كلمة بالمناسبة كسياق لتأكيد حرصه على أن تأخذ المرأة مكانها اللائق في الحياة العامة. كان يتحدث في كل شيء يعرفه حديث العارف، ويوكل الأمور التي لا يلمّ بها إلى أصحاب الشأن. ذلك ما قرأته من خلال خطاباته المتوفرة، مكتوبة ومرئية ومسموعة.. وأمر أخير كنت أود الكتابة عن خطابات الرئيس إبراهيم الحمدي بطريقة المقال الصحفي المتجرّد، لكني أعترف بأني لم أستطع قراءة أو سماع أي خطاب له دون أن تلفحني الحسرة على فقدان رئيس كهذا.
وهذا اعتراف ربما حرّضتني على قوله تلك السياقات التي كان يعترف بها للشعب بإخفاقاته دون خشية من اللوم أو الانتقاص. قرأت القليل من خطاباته الوافرة بمضمونها، وسمعت القليل من التسجيلات الصوتية له، وكان بعضها قد تعرّض للتلف.. هنا يلحّ التساؤل عن وجود مكتبة صوتية ومرئية وورقية لنشاطات هذا الرئيس وخطاباته؟ إذا لم تفعلها مؤسسة التلفزيون' الذي لم يعرفه اليمن قبل الحمدي، فالأحرى أن يقوم بذلك التنظيم الناصري الذي ينسب الرئيس الحمدي إليه، وعلى إخوته وأبنائهم أن ينفضوا الغبار الذي تراكم على صوره ومتعلقاته الشخصية.
الحمدي في ذاكرة الشعب
الرجل المهاب.. قتله أعداء القرن العشرين!
لعل الحديث عن شخصية الحمدي سيذكرنا بكثير من الأسى والحزن لا لشيء من ذلك إلا لذكرى وطن جميل يسوده النظام والقانون ...لذكرى يمن ينعم بالعزة والكرامة ..فأين نحن بين الامس واليوم؟!!.. كيف لا يصيبنا الأسى ونحن في ذكرى اغتيال تلك الروح الذي بعثت الحياة لكل اليمنيين ..كان المنارة التي يهتدي بها الجميع ..والسراج الذي يضيء دورب هذه المعمورة ..
هو ذلك الذي لم يتجاوز حكمه أربعة أعوام سجله التاريخ رجلا بهيج الصنعة ..عظيم الإرادة....هذا الرجل ما إن تطرب فمك به بين اوساط المجاميع إلا ويتحول الجميع يشجو بإنجازاته وأفعاله ...البسيط والمسكين..العامل والمدير.. الامي والمتعلم يترنم بحبه للحمدي حتى اولئك الذين لم يعيشوا عهده أبى التاريخ إلا أن يجسد ذكراه في قلوبهم ..أحاديث كثيرة وكثيرة تقطر عسلا على رجل بحجم وطن يدعى الحمدي .. صرخ لا للظلم ليرحب بالعدل ..وعبس في وجه الجهل ليبتسم في محيا العلم .. وصرخ في بوق الفقر ليعزف قيثارة الرخاء ...انطلق فارسا محبا لهذا البلد الحبيب .. قال أفٍ لكل أفاك أثيم يتخاتل في رحاب هذا البلد السعيد ..قال لا أذر معي الظالمين ..قال لأولئك النافذين اخرجوا منها إنكم مجرمون ..وبه تتنفس اليمن الصعداء وتبرز بحلتها الزاهية لتباهي بنفسها العالم...فحق لها ذلك.. كيف لا وهي في أوج الازدهار وذروة الانتعاش ..
لم يستمر هذا الوطن في حياته لتطاله يد الغدر ويذهب إلى بارئه فترتفع الأيادي ممزوجة بالدموع تترحم على هذا الشهيد الحي في قلوب اليمنيين تارة وتلعن قتلة الحلم الكبير تارة أخرى.. نعم كما قالوا بالفعل إنهم قتلوا القرن العشرين كما قالت التايمز اللندنية “ قتله أعداء القرن العشرين “..
في هذا الملف نلتقي بعض الشخصيات لنعتصر ذاكرتهم وتبوح بما تختزل عن هذا الوطن الكبير ابراهيم الحمدي...
الأخت أنيسة محمد علي عثمان تتحدث عن الشهيد الحمدي قائلة: ما يختزل في الذاكرة لهذا الرجل العظيم الشهيد ابراهيم محمد الحمدي كل تقدير واحترام ، فهو الذي جاء ليخرج اليمن من وضعها المتردي ..وواجه قوى التخلف والظلام والجهل .. هذه القوى رأت في الحمدي عدوا حقيقيا لها . و”تضيف” جاء الحمدي في مرحلة تشبه المرحلة الحالية – مراكز قوى ونافذين يسيطرون على مفاصل البلاد .. الشهيد الحمدي واجه كل هذا الدمار الشامل وبفترة زمنية قصيرة بدأ يتحرك نحو إنشاء الدولة المدنية الحديثة ..كانت فترته فترة ازدهار جاءت بعد حرب اكتوبر وارتفاع سعر النفط وعائدات المغتربين ودولة الكويت كانت لها مساهمات عظيمة في مساعدة اليمن .. كما أنه كان للحمدي كاريزما واسعة على مستوى الوطن وخارجه وكان رجل دولة وليس مهرجا فاحترمته الدول...الحمدي التفت الى العملية التنموية بقوة فاتجه نحو بناء المدارس والمستشفيات والزراعة واهتمامه بالبعثات الطلابية للخارج وكيف كانت آنذاك توزع المنح توزيعا عادلا ..
وتطورت التعاونيات بتطور بيروقراطي فكانت التعاونيات هي عمل يقتصر على كل منطقة أو محافظة وأول من قام بتجربة التعاون هو رجل تعز النشيط صديق الحمدي الأخ احمد عبده سعيد ..هذا الرجل كان كتلة من النشاط والعطاء والعمل وتم محاربته بعد اغتيال الحمدي إلا أنه توفي مرفوع الرأس ..
الذاكرة تختزل مدى حب الناس لذلك الشخص المتواضع والمهاب والمحبوب في آن وكيف لو قُدر له وعاش واستمر كما بدأ؟!! ..
وعن الحمدي والقبيلة تقول الأخت انيسة: الحمدي لم يكن ضد القبيلة كما صوره البعض ..الحمدي نشأ في بيت علم ويعلم قوله تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا و قبائلا لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم “..فالحمدي كان ضد النافذين في القبيلة الذين يريدون لأنفسهم كل شيء ويريدون ان يبقى القبائل في حال تخلف وجهل وفقر حتى يبقوا تحت سيطرة النافذ..
النافذون يحق لهم أن يمتلكوا القصور الفاخرة والسيارات الفارهة والأثاث الفخم والارصدة في الخارج والسفريات وتعليم اولادهم - وإن هم لا يملكون ملكة التعلم - النافذ او الشيخ يريد لنفسه كل شيء اما غيره فلا يحق له اي شيء ..والحمدي اراد ان يخرج القبائل من هذه الاوضاع المزرية وراء تقليم أظافر النافذين والمشائخ الذين امتصوا ثروات البلاد ومدوا أيديهم إلى الخارج لخدمة الآخر ..طبعا كل إنسان يؤمن بإنسانية الانسان يقول إن أفعال الحمدي تجاه القبائل تدل على أن الحمدي يريد إخراج القبيلي من دوره السلبي” دور حامل البندق والراكض خلف الشيخ “ إلى دور إيجابي ..بأن يتعلم أبناء القبائل، وأن يسعوا إلى تطوير مناطقهم زراعيا وصناعيا حتى يخرجوا من مرحلة الاعتماد على ما يجود به الشيخ إلى مرحلة الاعتماد على الذات. هذه العملية التي قام بها الحمدي جرت عليه فغضب النافذون والشيوخ لأنهم رأوا في مشروع الحمدي نهاية لفترتهم الذهبية فترة الاستحواذ والتملك وحرمان البسطاء إلى مرحلة المشاركة ومرحلة التوعية للقبائل التي تكشف لهم طمع مشائخهم.. فرد على ذلك خوف دول الإقليم من تطوير الحمدي للقبيلة وجعلها تتمرد على مشائخها ...فتصرف الحمدي كان تصرفا حكيما لما فيه مصلحة القبائل، ولكنه مضر بأصحاب المشاريع الضيقة .. وحول مدى تشابه واختلاف حركة 13 يونيو التصحيحية بالعام 74و ثورة 11فبراير 2011م تحدثت الأخت أنيسة محمد علي عثمان بأن هناك اوجه اختلاف وهو أن الحمدي قاد حركة تصحيحية لم ترق فيه قطرة دم واحدة ولم يكن الشعب جميعه مشاركا في ذلك وان باركه معظم الناس عندما علموا بالهدف من ذلك ..
ثورة 11 فبراير 2011م قام بها شباب غاضب لهدر كرامته وانسانيته وحياته المعيشية المزرية ..ثورة 11فبراير التف حولها الشعب وباركها وخرج الناس الى ساحات الحرية وميادين التغيير في كل اليمن سعيا وراء التغيير وبناء دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية وبناء دولة مدنية حديثة ..
وختمت حديثها “ الحمدي في حياة الناس هو ذلك الرجل القريب من الجميع المحبوب من الجميع له هيبة محبة واحترام ..الحمدي لا يزال في قلوب الطيبين ومن هم الطيبون!؟هم البسطاء وهنيئا لمن يسكن قلوب البسطاء؛ لأنها طاهرة ونقية وليس فيها احقاد ولا أوساخ تدنس القلب وتدنس الساكن.. الكاتب احمد عثمان تحدث فيما تختزل ذاكرته عن الحمدي قائلا: تختزل ذاكرة (الطفل) حينها صورة إبراهيم الحمدي الرئيس الطيب الذي يحبه الناس ويحضر متنكرا في النقاط العسكرية والأسواق والمستشفيات ليتابع سير الأمور.. هذه الحكايات المبالغ فيها كانت تعكس انبهار الناس برئيس شاب ونشط نجح في التواصل معهم وفتح باب المستقبل كحلم جميل ممكن يتحقق كنت أسكن في وادي المدام المكان الذي شهد عملية اغتصاب طفلة لا تتجاوز عمرها العشر سنوات وقتلها بصورة بشعة لإخفاء الجريمة من قبل خمسة وحوش بشرية تقريبا اظلم الوادي وسرت وحشة في اوصال المدينة التي ارتجفت للحادثة بصورة غير مسبوقة لم تمر أيام أو أسابيع حتى كان المجرمون معلقين أمام الناس قرب مكان الجريمة.. لقد كان هذا المنظر صورة للعدالة وللرحمة التي ظهرت بها الدولة وقوة وأبوة الرئيس ....
ويضيف الكاتب عثمان: فترة حكم الحمدي كانت قصيرة ولانستطيع أن نقوم بالتقييم الكامل، ولكنها فترة كتبت خطوطا عريضة لخطة طموحة والاغتيال كان الصورة الأبرز .. حيث صدم الناس الذين كانوا يهابون كرسي الحكم ككرسي وكجموع لا صلاحية لها ولا حول و لاقوة.. تم الاغتيال بتلك الوحشية وتلافت الناس يتهامسون باسم القاتل الذي لم يأبه لغضب الشعب على فقدان رئيس أحبوه لأن الناس كانت تجيد التصفيق والحزن وتفتقر للإرادة والفعل وإلا لما أقدموا على تلك الجريمة في الشمس البيضاء..
ولا يرى الكاتب احمد عثمان أن هناك تشابها بين الأسباب التي أدت إلى الحركة التصحيحية في السبعينيات هي ذات الأسباب التي أدت إلى ثورة 11فبراير بقوله: لا أعتقد أنها ذات الأسباب، الوضع مختلف، فالرئيس عبدالرحمن الإرياني كان رئيسا مدنيا، لم يكن متشبثا بالحكم ولم يسع للتوريث وكان يمتلك صفات إيجابية ومشكلة الحكم كانت في مراكز النفوذ المتصارعة التي أعاقت الدولة ونشرت الانفلات وغياب القانون؛ ولهذا سمى الحمدي وزملاؤه حركته بحركة التصحيح وليس بالثورة وهي الحركة التي نفذها الجيش الذي كان وطنيا ولم يكن عائليا بينما ثورة 11فبراير جاءت بعد اكثر من ثلاثين سنة تم فيها مصادرة الدولة وقلع أسس النظام الجمهوري نحو حكم ملكي بشعار جمهوري رافق هذا فساد وافقار منظم وتدمير لمبدأ العدالة وتكافؤ الفرص .. ثورة 11فبرائر ثورة استعادة النظام الجمهوري واعادة الاعتبار للشعب وحركة الحمدي حركة تصحيحية قادها ضابط شاب طموح ونظيف بين غابة من الغدر غرق فيها، وانتهت الحركة بمقتله ليبدأ مشوار الخراب الذي فجر ثورة فبراير التي هي ايضا صورة من صور الانتقام الالهي على الغدر ..
من ناحيته يرى أحمد عبد الملك المقرمي رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح بتعز أن الحمدي في حياة الناس هو أحد أبرز الرموز الوطنية التي فرضت احترامها لديهم أجمعين , ولذلك بقي حاضراً في ذاكرتهم. ويضيف المقرمي: تختزل ذاكرتي عن الرجل أنه أعطى سريعاً رسالة، أشعرت الجميع بملامح دولة تنشر النظام والقانون, ويؤسس لدولة مدنية, ويمتطي البساطة والتواضع, والالتحام بالناس, ويعتز بمبادئه وعقيدته, ويسعى للحفاظ على كرامة وطنه ومواطنيه.
ولا يستطيع المقرمي أن يقارن بين فترتين تاريخيتين الأولى لم تتجاوز أربع سنوات” حكم الحمدي “ والثانية تجاوزت الثلاثين عاما “حكم صالح” ويتحدث قائلا: الرئيس السابق لا يمكن أن ينهض لعقد مقارنة بينه وبين أي أحد, إلا أن تكون المقارنة مع النظام الأمامي الكهنوتي.. أما أن يقارن بينه وبين الشهيد الحمدي, فلا يمكن المقارنة بين الثرى والثريا أو بين الأسود والأبيض, ولا بين العلم والجهل . والزعامات الحقيقة لا ينظر إلى تاريخها من خلال كم عاماً قضيت في الحكم, ولكن كم هي الإنجازات والنجاحات وتجاوز الصعوبات التي حققها هذا الزعيم أو ذاك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.