مثل قرار اللجنة الفنية للحوار بمنع الاعلام غير الحكومي من تغطية اخبار اللجنة صدمة حقيقية للكثير من الاعلاميين والوسائل الاعلامية المختلفة.. كونه جاء ليكشف بأن الشفافية التي اعلنت اللجنة عنها في تسيير أعمالها ليست سوى شعارات للاستهلاك وكفى!. منع قناة اليمن اليوم من تغطية فعاليات أو أخبار اللجنة الفنية للحوار الوطني يقف وراءه حزب التجمع اليمني للاصلاح وشركاؤه الممثلون في اللجنة، وأرادوا من خلال هذا القرار التأكيد على سيطرتهم على فنية الحوار وعلى مجمل القضايا محل بحثها ونقاشها.. وعدم القبول بالآخر المختلف.. قناة اليمن اليوم تمثل أو تتبع المؤتمر الشعبي العام وكونها كذلك فقد عبر حزب التجمع اليمني للاصلاح عن ضيق شديد بهذه القناة وبتواجدها المستمر والمتواصل في تغطية اجتماعات اللجنة الفنية للحوار.. ولم يكن أمام ممثليه والمتحالفين معه إلا أن يطالبوا برحيلها بصفتها من بقايا النظام أو بقايا العائلة كما يحلو لهم هذه التسمية.. قرار منع وسيلة اعلامية أياً كانت توجهاتها من تغطية أخبار اللجنة الفنية للحوار الوطني هو قرار يسيئ لفنية الحوار ويفضح اعضاءها الذين يتشدقون بالحرص على القبول بالآخر وبضمان نقل المعلومة إلى المواطنين بكل سهولة، ودون أية تعقيدات أو صعوبات. هؤلاء الأعضاء الذين اجتمعوا معاً وصوتوا على قرار منع قناة اليمن اليوم من تسجيل ونقل وقائع اجتماعات لجنتهم كيف يمكن لهم القبول بآراء المختلفين معهم عند انعقاد المؤتمر الوطني للحوار؟ يبدو بأنهم سيرفعون الرايات الحمراء في وجوه المشاركين في المؤتمر ولن يجدوا في النهاية سوى انفسهم يتحاورون معها!.. إذا كانوا قد ضاقوا من وجود قناة اعلامية تتبع النظام السابق فكيف بهم ان يتقبلوا الجلوس مع قيادة النظام السابق على طاولة حوار وطني عام وشامل ولا يستثني أحداً؟!.. لست هنا لأطرح التساؤلات على هؤلاء الاعضاء وإنما لأفضح مراميهم وسوء نواياهم وتوجهاتهم الاجتثاثية والاقصائية والالغائية التي تفوح منها رائحة نتنة ومقززة.. هؤلاء بمثل هذا القرار لا يمكن ان يعدوا ويحضروا لحوار وطني شفاف ومفتوح لمناقشة مختلف القضايا والاستماع لكل الآراء بكل حرية وبعيداً عن أي شكل من أشكال الوصاية.. من لا يقبل بالآخر كيف يمكن أن يؤسس لحوار وطني عام يستهدف إخراج الوطن من أزماته والوصول به إلى بر الآمان؟!.. من لا يقبل بالآخر كيف يمكن أن يرسي المضامين الحقيقية التي تعزز من قيم الاخاء والسلام والتسامح.. هؤلاء تغذوا على الكراهية وكل أعمالهم وممارساتهم تكشف عن كراهية مقيتة وحقد أرعن.. وقرار منع قناة اعلامية من تغطية اخبار لجنتهم لدليل حي على ما نقول!.. نقلاً عن صحيفة تعز