تعتزم منظمة التعاون الإسلامي خلال الفترة القريبة المقبلة إرسال شحنات جوية وبحرية إلى اليمن، تشمل مواد إغاثية عاجلة، وذلك بالتنسيق مع حكومات الدول الأعضاء وشركاء المنظمة من المنظمات الحاصلة على الصفة الاستشارية. وأوضح المستشار في إدارة الشؤون الإنسانية في منظمة التعاون الإسلامي، السفير فؤاد المزنعي، أن المساعدات الإنسانية العاجلة التي تعمل المنظمة على تجهيز شحناتها وإرسالها لليمن، تشمل مستلزمات طبية ومواد غذائية، وذلك بالتشاور والتنسيق مع الجهات الشرعية في الحكومة اليمنية، مشيرا إلى أن هذه المساعدات تأتي بالتمويل من مجموعة البنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي، وسيتم توزيعها من خلال مكتب المنظمة الإنساني في مدينة عدن.
ويأتي ذلك نتيجة الجهود التي بذلتها منظمة التعاون الإسلامي فور انتهاء الاجتماع الاستثنائي الذي عقده مجلس وزراء الخارجية في الدول الأعضاء في المنظمة، في مقر الأمانة العامة في مدينة جدة، في السادس عشر من يونيو 2015، بناء على طلب الجمهورية اليمنية لبحث تطورات الأوضاع هناك.
وفي إطار تنفيذ مخرجات المؤتمر العالمي لدعم الشعب اليمني الذي عقد تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول في أغسطس الفائت، تنسق المنظمة حاليا مع المنظمات الإنسانية في تركيا لإعداد شحنة إغاثية تقدر بعشرة آلاف طن من المواد الغذائية إلى ميناء المكلا.
وفي سياق متصل، يكثف معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، السيد إياد أمين مدني خلال الفترة الحالية من جهوده واتصالاته مع الجانب اليمني والدول الأعضاء، لعقد مؤتمر دولي إنساني وتنموي للمانحين لدعم اليمن، وذلك لحشد الموارد الضرورية والعاجلة لمواجهة الوضع الإنساني الحرج في اليمن ومتطلبات المرحلة القادمة بالتنسيق مع الجانب اليمني والشركاء من جهات إقليمية ودولية، بما في ذلك مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والأمم المتحدة وأجهزتها الإنسانية والتنموية.
وتعمل الأمانة العامة للمنظمة أيضا على تنسيق جهود الدول الأعضاء في المنظمة والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، بما فيها الهيئات التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي العاملة في المجال الإنساني، بهدف اتخاذ التدابير العاجلة على الصعيد الإغاثي والإنساني وتقديم المساعدات الطبية والإسعافية والغذائية والإيوائية للمتضررين والجرحى والمصابين جراء الأعمال والمعارك الدائرة في العديد من المدن والمناطق اليمنية.
يشار إلى أن التحركات الإنسانية التي تقوم بها المنظمة حاليا لمساندة الشعب اليمني، تأتي امتدادا لجهود المنظمة لصالح اليمن، حيث أنشأت في يوليو 2010 مستشفى ميدانيا في منطقة المزرق في محافظة حجة، وذلك بتكلفة ستة ملايين دولار وبإدارة منظمة أطباء بلا حدود. وتم تمويل جزء كبير من المستشفى من قبل صندوق التضامن الإسلامي التابع للمنظمة، وتم تقديم الرعاية الطبية لنحو 60 ألف نازح من الأحداث في صعدة حينذاك.