عندما تم تعيين الأخ / شوقي أحمد هائل محافظاً لمحافظة تعز الكثير استبشر خيراً بقدوم هذا الرجل وأنا واحد منهم، لكنني مع ذلك كنت أنتقد وما زلت أولئك المتزلفين الذين وقفوا في طابور طويل ليكتبوا عن الرجل وعن مميزاته وصفاته ، وإن كان معظمهم لا يعرفونه على الاطلاق وحتى قبل أدائه لليمين الدستورية .. فأنا ممن لا يحبذون المديح لأي مسؤول جديد تم تعيينه حديثاً وبنفس القدر أكره أولئك الذين ينعتون هذا المسؤول أو ذاك بأبشع الصفات وهو لم يتسلم عمله ولم يأخذ وقته في منصبه الذي تقلده.. وعوداً إلى المحافظ شوقي نعلم بأن الرجل لم يكن متلهفاً لمنصب المحافظ، فهو ليس بغريب على إدارة محافظة.. بل هو يعد أحد أقطابها ويمتلك خبرة كبيرة في الشؤون المالية والإدارية والتخطيط.. وإذا كان قد قبل بمنصب المحافظة، فإن قبوله كان مشروطاً وهو أن تكون له كامل الصلاحيات ورفض كافة التدخلات أو الإملاءات والضغوطات سواء كانت من طرف حزب أو شيخ متنفذ أو قائد عسكري.. الرجل عندما بدأ يعمل بعقلية رجل الدولة من الطراز الأول والإداري المحنك أو عندما بدأ يضع نصب عينيه الناحية الأمنية جل اهتمامه، من خلال الانتشار الأمني وعندما اتخذ أسلوباً هو الفريد والأول من نوعه في بلادنا وهو سحب الأسلحة النارية من على أكتاف المليشيات المسلحة ومن ثم القيام بتحطيم تلك الأسلحة إلى قطع صغيرة حتى لا تعاد لأصحابها عبر وسطائهم السبب الرئيسي في تردي الأوضاع الأمنية، وعندما بدأ المواطن يشعر بتحسن الأوضاع الأمنية، أعلن تجار الأزمات والحروب حالة من الاستنفار وشاركهم في ذلك أحد الأحزاب الدينية، والذين شعروا بأن مصالحهم قد مست وأصبحت في خطر فمصلحتهم الحقيقية أن تبقى الأوضاع الأمنية في تدهور مستمر كي تستمر أعمال السطو المسلح والسلب والنهب لممتلكات المواطنين والخطف والتقطع وقتل الأبرياء.. عندما بدأ المحافظ شوقي ينتصر لمحافظة تعز وأراد لها أن تتحول إلى مدينة نموذجية وإلى محافظة مدنية من الطراز الأول وخالية من المشيخات والمليشيات انتفضت "طيور الظلام" لتكشف سريعاً عن أقنعتها المزيفة فأثبتت بأنها ضد الدولة المدنية وأثبتت بأنها العدو الأول للتغيير نحو الأفضل، والتي ظلت تتشدق بهما طوال أكثر من عام، والدليل عندما أثبت مدير أمن المحافظة العميد السعيدي فشله الذريع بالقيام بواجبه الأمني، من أجل استتباب أمن المحافظة، بل أثبتت الأيام بأنه كان جزءاً من المشكلة الأمنية وليس جزءاً من الحل، فقد ظل ولا يزال مجرد "شخشيخة" بيد ولي نعمته حيث عندما كانت تصله بعض القضايا بدلاً من أن يقوم بحلها كان يحيلها إلى الشيخ حمود سعيد المخلافي هكذا ببساطة تحول الرجل الذي أوهم الآخرين بأنه منحاز للتغيير ومنحاز لشباب الثورة وبأنه نصير للدولة المدنية، إلى مجرد ضابط في الأمن السياسي يتبع شيخاً متنفذاً يمقت الدولة المدنية ويمقت شيئاً اسمه ثورة.. ولأن السعيدي عضو في حزب الاصلاح فقد حرض هذا الآخر أنصاره للخروج إلى الشارع للتظاهر ضد المحافظ شوقي لأنه قام بواجبه الذي أملاه عليه ضميره وأوقف مدير الأمن بعد تسلمه تقريراً حول فضيحة السجن المركزي والذي أثبت بأن السعيدي لم يقم بواجبه خير قيام تجاه السجن المركزي حيث لا تعزيزات أمنية ولا حراسة أمنية مشددة ولا يوجد أي تفتيش دقيق لأي زائر لهذا السجن أو للاشياء التي يريد إدخالها معه.. المفارقة العجيبة أن بقية أحزاب اللقاء المشترك أيدت الإجراءات التي قام بها محافظ تعز، بل تحدثوا بكلام رائع عن الرجل ولم يشككوا به لحظة واحدة لمعرفتهم به وبنواياه الصادقة.. وحده حزب الإصلاح غرّد خارج السرب وظل يبحث عن مبررات من أجل تشويه صورة الرجل والذي لم يمضِ على تسلمه إدارة المحافظة سوى شهرين.. قناة سهيل والتي يعتبرها البعض بأنها لا تنطق عن الهوى قالت في شهريطها الإخباري بأن السعيدي أقيل لأنه رفض أن يقوم بقمع إحدى المظاهرات السلمية ياسلام ونعم المصداقية الإعلامية الخالية من التزوير والافتراء. إن التعصب الحزبي الأعمى قد جعل من شركاء حزب الإصلاح يفرون منه بعد أن فقدوا الثقة به.. فالسعيدي لو كان مؤتمرياً لخرج أنصار حزب الإصلاح يناصرون شوقي ضده، بل حتى لو كان ناصرياً أو اشتراكياً لفعلوا الأمر نفسه، لأنهم إقصائيون من الدرجة الأولى ولأنهم كذلك فلم يعد لهم اليوم أي حليف بعد أن تخلى عنه كل أصدقائه.. والسؤال اليوم: هل يوجد أحد ليس عدواً لحزب الإصلاح؟.. الشخصية الوطنية الشريفة الأخرى والذي نال نصيب الأسد من الهجوم من قبل حزب الإصلاح وأدرج ظلماً وزوراً ضمن القائمة السوداء هو الأستاذ عبدالله أمير وكيل محافظة تعز هذا الرجل الذي يعرفه القاصي والداني بل ومن بعض القيادات الإصلاحية بأنه من أكثر قيادات محافظة تعز يحظى بالشعبية وبحب الناس له لا لشيء ولكن لأنه يتميز بالتواضع الجم فأكثر شيء يجيده إلى حد العبادة هو خدمة الناس فهو الوحيد الذي يظل مكتبه مفتوحاً طوال الوقت ولا يمتلك حراسة مشددة على مكتبه أو حتى منزله كبقية الوكلاء.. بالله عليكم إذا كان عبدالله أمير ينعت اليوم بالبلطجي فهلا أعطيتم لي مواصفات الرجل الشريف والنزيه.. إن من لا يعرف حقيقة عبدالله أمير ولم يقترب منه ويعايشه عن قرب من حقه أن يعرف الحقيقة من أطراف محايدة وإذا لم يجد أطرافاً محايدة باستطاعته أن يتأكد بنفسه.. فقط أن يقوم بزيارة واحدة إلى مكتبه أو إلى بيته ليشاهد ويسمع كيف يتصرف الرجل مع الناس الذين يأتون إليه تماماً كما فعلت إحدى النساء في حزب الإصلاح والتي ما إن ولجت مكتبه كانت تقدم رجلاً وتؤخر الأخرى وعندما اكتشفت الحقيقة وعرفت الرجل عن قرب خرجت بانطباع عكس الذي سمعت به فسبت ولعنت أولئك المرجفين من أعضاء حزبها.. معظم الناس لا يعلمون الأسباب الحقيقية وراء التشهير والحملة الإعلامية القذرة التي يقودها حزب الإصلاح ضد عبدالله أمير فهم معذورون في ذلك لكنهم غير معذورين بعد ذلك إذا علموا بالحقيقة.. الحقيقة هي ياسادة أن عبدالله أمير كان قد عرى وفضح بل وحطم أسطورة محرقة المعاقين والذين تم المتاجرة بهم ووصل بافتراءات البعض وعبر الفضائيات بأن عدد المعاقين الذين أحرقوا في ساحة الحرية وصلوا إلى العشرات وعندما جاءت لجنة حقوق الإنسان لتقصي الحقائق إلى تعز واجتمع جميع الأطراف المدعي والمدعى عليه وقدمت كشوفات بأسماء الشهداء المعاقين كانت المفاجأة الصاعقة للجميع عندما تم تقديم المعاقين واحداً واحداً للجنة تقصي الحقائق وهم أحياء يرزقون.. ألجمت المفاجأة الجميع وخصوصاً من أعضاء حزب الإصلاح. هذا هو سر كراهية حزب الإصلاح وبعض الشباب المغرر بهم في الساحة للأستاذ عبدالله أمير.. عبدالله أمير لو كان دموياً لما صفح عن أولئك المتسللين الخمسة الذين تسللوا بسلاحهم عبر أنبوب مياه المجاري الواصل تحت منزله بغرض اغتياله فاكتشف أمرهم فهرب اثنان وجرح ثالث وتم القبض على الاثنين المتبقيان من قبل الحراسة الخاصة للأستاذ عبدالله أمير.. أقول لو كان دموياً لأمر بالتحقيق معهم ولزج بهم في السجن لكنه عفا عنهم واعتبرهم ضيوفه وجعلهم يتناولون وجبة الغداء وقبل أن ينصرفوا أعطاهم مصروف جيب وقال لهم عفا الله عنكم.. فما كان منهم إلا أن اعترفوا بأنهم مغرر بهم وتم تعبئتهم تعبئة خاطئة فانصرفوا وهم غير مصدقين بأن هذا هو عبدالله أمير والذي ما زالت الآلة الإعلامية لحزب الإصلاح تسيئ له كل يوم والتي تزيف الحقائق وتقلبها رأساً على عقب فالوطني الشريف صار هو البلطجي والبلطجي والفاسد وقاطع الطريق هو الوطني من وجهة نظر وسائل إعلام حزب الإصلاح.. إنهم لا يعرفون جيداً أن الرجل الزاهد في مأكله ومشربه والمتأثر بالطريقة الصوفية الصحيحة والذي يصوم النوافل ويرق قلبه للحيوان لا يمكن أن تتلوث أصابعه بدماء البشر ولو أعطي له وزن الأرض ذهباً. هذا هو عبدالله أمير الإنسان المثل والقدرة والوطني الشريف والذي لو اجتمعت كل وسائل الإعلام لحزب الإصلاح على أن تضره بشيء لن تضره ولن تقلل من قيمته وقدره إلا بشيء قد كتبه الله عليه.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. صدق الله العظيم. نقلاً عن صحيفة تعز