آلمني مشهد أول 4 – 5 "مهجرين" أو "لاجئين" أفارقة أشاهدهم في طريق تعز – صنعاء وهم يسيرون على جانب الطريق على أقدامهم نحو مصير مجهول بعد أن قذفت بهم أمواج الصراعات السياسية إلى عالم من الضياع واللجوء. يحملون آثار البؤس والفقر والعوز بما يكفي ليحرك فيك الإنسان بل اليمني الأرق قلبا فتنظر إليهم بعيون الرحمة والعطف ولم أتوقف عن التفكير بمعاناتهم إذ أنه من وقت لآخر أشاهد مجموعة أخرى 4 – 5 "مهجرين" آخرين حتى وصلت إلى محافظة إب وكان ذلك في منتصف شهر نوفمبر 2012 م .وتكرر نفس الشيء في رحلة أخرى إلى محافظة تعز في بداية ديسمبر 2012م ثم في رحلة إلى محافظة صنعاء في منتصف ديسمبر 2012م .وهذه المرة يبدو أن تلك المجاميع كانت قد استنفذت لين القلب ورقة الفؤاد من جهة وأيقظت الحكمة والعقل من جهة أخرى من خلال أسئلة عديدة بلا إجابة محددة. • هل هذه الظاهرة يومية ؟ ومنذ متى ؟وإلى متى ؟ • من أين يأتي هؤلاء ؟وإلى أين يسيرون ؟ • لماذا ليس بينهم أطفال أو نساء أو شيوخ إن كانوا "مهجرين"؟(أعمارهم بين 15 – 25 سنة). • هل هم "مهجرين" لاجئين ؟فلماذا يتركون خارج المخيمات الخاصة بهم ؟ • هل هم عمالة دخلوا البلد بطرق مشروعة؟وهل نحن في اليمن بحاجة لهذه العمالة؟ • لماذا يسيرون كمجاميع متباعدة 4-5 أفراد ؟وبخط سير واحد كأنه موجه ومحدد؟ • أين الأمن القومي أو السياسي بل أين الدولة من هؤلاء ؟لاسيما في هذه الظروف الصعبة للبلد. • لماذا لايتوقفون في أي محافظة مثل تعز أو إب أو ذمار للبحث عن عمل ؟ • هل يمكن أن توجد جهة محلية أو إقليمية أو حتى عالمية وراء هؤلاء؟ولماذا؟ هذه الأسئلة وأسئلة أخرى كثيرة أتركها للقارئ وللدولة وحسبة بسيطة دارت في ذهني وهي كالتالي : إذا كان خط سير هؤلاء هو خط تعز – صنعاء أو عدن – صنعاء أي حوالي 400 كم وبفرض أنهم يسيرون بأقل بمعدل ثلاثة أشخاص لكل 1كيلومتر ( طبعا المشاهد أكثر من ذلك عددا ولأقل مسافة ) أي أنه سيكون لدينا 1200 شخص يتوزعون على امتداد الخط في اليوم الواحد أي أنه سيتدفق حوالي 36000 شخص خلال الشهر الواحد أي أنه منذ لاحظت أنا ذلك خلال شهرين تدفق حوالي 72000 من هؤلاء "المهجرين" أو "ال؟؟؟" ولا أعرف منذ متى بدأ هذا التدفق وكم سيستمر وبكم خط سير آخر !! إلى أين يسير هؤلاء؟ سؤال أوجهه إلى الأخوة وزيري الدفاع والداخلية وإلى الأخ رئيس الوزراء وقبلهم جميعا إلى الأخ رئيس الجمهورية . كيف سيكون الوضع إذا وجدنا بعد بضعة أشهر ربما أقل أو أكثر من نصف مليون مسلح بلا وازع أو رادع وطني أو قبلي لايبالي بمن سيقتل و لا أين سيقاتل . على من سيلقى اللوم أيها السادة وإلى من ستوجه التهمة في ظل هذا التمزق المرعب هل ستكون للقاعدة أم للحوثي أم للحراك الانفصالي أم للعصابات المسلحة وأولاد الأحمر أم لبقايا العائلة أم للقبائل المتمردة أم للمؤتمر وحلفائه أم المشترك أم الحرس أم الفرقة أم ... أم ... ولو كنت أكثر تفاؤلا وافترضت خطأ ما سبق فكيف سيعيش كل هؤلاء "المهجرين" أو"ال؟؟؟" بين شعب يكابد معظم أبناؤه كي يبقوا أحياء بفتات من بقايا خبز ناشف. يا قادة اليمن الغير سعيد إنه الموت يتدفق نحونا من سواحلنا المهجورة وتحت مرأى ومسمع منكم فهل أنتم مستعدون ولو بمخابئكم وطائراتكم كي ترجعوا لتحكموا بقايانا؟!!