عاجل: قوات العمالقة تقضي على مجموعة حوثية في أطرف مأرب اليمنية    المستشار سالم.. قائد عتيد قادم من زمن الجسارات    عدن تستغيث: لا ماء، لا كهرباء، لا أمل    استشهاد نجل مستشار قائد محور تعز العميد عبده فرحان سالم في مواجهات مع المليشيا    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    صنعاء تصدر قرار بحظر تصدير وإعادة تصدير النفط الخام الأمريكي    عقد أسود للحريات.. نقابة الصحفيين توثق أكثر من 2000 انتهاك خلال عشر سنوات    هذا ما حدث وما سيحدث.. صراع العليمي بن مبارك    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو اصبع:السلطة فرّغت من ينوب عنها في المقاولات والتهريب والمضاربة بالأراضي
نشر في التغيير يوم 10 - 06 - 2008

والتعيينات واللجان وصور الاسترضاء لم تنجح في إخماد الاحتجاجات في المحافظات الجنوبية، والقنوات السياسية بين الحاكم والمعارضة مسدودة والمؤشرات تنذر بارتفاع حدة التوتر، ووحدهم «النصابين الجدد» يحققون تقدماً على أرض الواقع.. الأستاذ يحي منصور أبو أصبع -الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي وعضو لجنة مكافحة الظواهر السلبية يتحدث عن ذلك -في هذا الحوار- وجملة من القضايا، ورغم موقعه السياسي إلا أنه يتحدث بصراحته المعهودة غير محتاج قبل الإجابة على السؤال لتقليب الحسابات.
*هناك من يقول إن الحرب في صعدة أصبحت حرباً بين أطراف داخل النظام بدليل أن اليمن الآن تعيش أجواء الحرب الخامسة.. ماذا عن قناعتك؟
- هذا كلام مسموع من فترة طويلة، ولكننا في الحقيقة لا نملك معلومات أو وثائق تثبت ذلك إلا من خلال تضارب المصالح بين أطراف النظام نفسه.. معروف أن القوات العسكرية التي قاتلت في الحرب الأولى حتى الحرب الرابعة كانت من القوات المسلحة خارج نطاق الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، والآن في الحرب الخامسة تشترك قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة في صعدة وفي مناطق أخرى، ومع ذلك ورغم كثافة هذه القوى إلا أن الحرب الخامسة دلت حتى هذه اللحظة بأن خسائرها تفوق ربما أضعاف الحروب الأربع السابقة، والحقيقة بعد اتفاقية الدوحة اتضح أن هناك قوى صرحت أكثر من مرة وعبرت عن نفسها في مواقف مختلفة أنها ضد اتفاقية الدوحة.
*من هذه القوى؟ هل هي داخل النظام؟
- هناك -مثلاً- تصريحات لمحافظ صعده الذي هو وزير الداخلية الآن، خطب وتكلم في أكثر من مكان، وكذلك بعض القادة العسكريين في محافظة صعدة، أنا مثلاً سمعت تصريحات للوكيل هناك والمسئول عن المؤتمر الشعبي والمسؤول الإداري عن التموين العسكري سالم الوحيشي وكيل المحافظة، وسمعت من شخص آخر الذي هو وكيل المحافظة حسين عوفان، وسمعنا من الأمين العام للمجلس المحلي المحافظ حالياً حسن مناع، أن هذه الاتفاقية لا تلزمهم بشيء، هذه مؤشرات على الصراع والاختلاف داخل أطراف النظام.
*لماذا لم يكن هناك إشراك للحرس الجمهوري والقوات الخاصة طوال الحروب الماضية؟
-ربما الشيء الظاهر أن القوات الموجودة في صعدة تستطيع أن تحسم الأمر، وهناك حسابات أخرى تقول إن الاحتفاظ بالحرس الجمهوري والقوات الخاصة بغرض إضعاف القوات المسلحة الموجودة في صعدة، ربما وهي تابعة لطرف في صراع المعادلة السياسية نفسها، لكن إلى أي حد؟ للأمانة، لا نمتلك معلومات مؤكدة، أنا أقول لك هذه مجرد أخبار ومعلومات تتسرب ولكن بدون وثائق مادية.
* في بيان المشترك قلتم إن السلطة تدعو للحوار بينما هي تدعو للحرب المعلنة وغير المعلنة في الساحة الوطنية عموماً، هل لا زلتم عند موقفكم المعلن من حرب صعدة السابقة أم هناك موقف جديد؟
-نفس الموقف، وهو أن حرب صعدة أثبتت حتى هذه اللحظة أن السلطة فقدت المواطنين، المواطنون في صعدة لم يعودوا مع السلطة بدليل هذا الالتفاف الواسع النطاق مع حركة التمرد الحوثية.
*أنت تصف هذه الحركة أكثر من مرة بأنها قوات تمرد، وفي نفس الوقت لستم راضين عن موقف السلطة..
- أتفق معك، هل هذه الحركة التي استمرت بهذا الشكل طوال هذه الحروب هي حركة تمرد؟ يجب أن نراجع حساباتنا في المصطلحات، حركة التمرد عادة تأخذ مدى زمنياً معيناً وتكون محصورة جغرافياً واجتماعياً، أما حركة الحوثي فأثبتت أنها حركة يلتف حولها عدد كبير جداً من السكان، وأقول لك إن الأغلبية من السكان في صعدة ملتفون حولها، هل نستطيع نسميها حرباً أهلية!؟
*الالتفاف حولها بقناعة وثقة بالمنهج أم نوع من الاحتجاج ضد السياسات الموجودة؟
- أستطيع أوجز الدوافع وراء التفاف الناس مع هذه الحركة بأنه أولاً -وهذه مسألة تاريخية- أن صعدة هي المكان الجغرافي والاجتماعي للزيدية، والزيدية في صعدة هي متوغلة بين الناس بشكل كامل.
*وهل الحوثية حركة زيدية؟
-حتى الآن الشعارات والمدارس التي كانوا يديرونها تدل على هذا، إنما في طرحهم السياسي يحاولون الخروج من المذهب، وهذا جيد، وما جعلها أيضاً تنمو وتتطور هو غياب الدولة وغياب التنمية، والشيء الثالث ربما أنه طموح قبلي حيث تعتقد هذه القبيلة أو تلك أنها مقصاة من السلطة أو من المشاركة في السلطة، وأقصد بذلك بكيل التي تعتقد أن حاشد مستولية أو متفردة في السلطة.
* هذا باعتبار أن الصراع يدور الآن في مناطق بكيلية؟
- الصراع الآن يدور في مناطق خولان بن عامر وفي مناطق بكيل، صعدة مقسومة نصفين بالضبط النصف الغربي هو خولان بن عامر، والنصف الشرقي هو همدان بن زيد الذين هم قبائل دهم البكيلية، ومدينة صعدة في الوسط، هي جغرافياً في سحار، وسحار من خولان بن عامر ولكن يلفها من الشمال ومن الجنوب مناطق المجاش وهي من وائلة التي تعود إلى بكيل، فالجزء الجنوبي الشرقي وهو الجزء الخصب الذي يحصل على أمطار غزيرة ويزرع فيها البن وأشياء كثيرة ويشبه إلى حد كبير ريمة أو إب، فهذا الجزء هو قبائل خولان بن عامر.
الجزء الآخر الذي هو الشرق وهو الأكثر مساحة جغرافية ويبدأ من مديرية الصفراء التي تمتد من الجزء الجنوبي إلى الجزء الشمالي بالمحافظة تقسمها نصفين.
*هذه بكيل؟
-هذه بكيل، الصفراء وشرقها آل سالم ووائلة وغيرها، فالموقف القبلي الملتف الآن في الحركة الحوثية يعتقد أنه ليس له نصيب أو أنه مقصى سواء من السلطة أو الثروة أو النفوذ، والدليل على ذلك سفيان، قبيلة سفيان هي في قلب بكيل، ومساحتها تقرب ربما من مساحة صعدة، وربما أكبر من مساحة محافظة عمران وهي تمتد شرق عمران وإلى الشمال من عمران وإلى الغرب منها.
*وقعت فيها معارك شرسة خلفت تدميراً واسعاً في المدينة..
-سيدور فيها ربما أشرس المعارك، أتوقع أنها ستكون بيت الرحى لأنها ما بين صعدة وما بين عمران والجوف وحجة، فهذه أسباب جعلت الحوثية تتواجد وتتسع، أضف إلى ذلك سبباً آخر ويجب أن نفهمه، أن هذه المناطق لا تعرف معنى للمجتمع المدني، أنا وأنت ندعو إلى النضال السلمي وإلى عدم حمل السلاح وإلى عدم التمرد على الدولة، هذا مجتمع قبلي لم يعرف شيئاً من المجتمع المدني، ثانياً حتى الآن لم تتواجد الدولة في هذه المناطق بأي شكل كان، أنت موجود في الإطار القبلي تدافع عن نفسك وعن حدود قبيلتك وعادة الثأر التي هي منتشرة عليك أن تحمل بندقية وتأخذ بالثأر وأحياناً يكون الثأر أو الحروب القبلية المنتشرة هناك، هذه عوامل أساسية تجعل هذا التمرد المسلح له من يدعمه ومن يتبناه.
*إذا كان هذا تمرداً مسلحاً فلماذا يتم الاعتقال في الجنوب وهي احتجاجات سلمية؟
- السلطة -للأسف الشديد- تحمل نفس العقلية القبلية، هي هي الدولة لم تخرج عن الإطار القبلي المتخلف، فهم أنفسهم يقولون بالغزو وكسر القبيلي وبالغنيمة وبالفيد تستطيع أن تتغلب على الخصم، ولهذا حتى الحرب التي شنوها على الجنوب حولوا بها الجنوب إلى غنيمة حرب، ولهذا عندما تجلس مع الناس هناك وتنظر كيف نهب الجنوب وكيف تم التعامل مع الناس ومع الممتلكات العامة تجد أن سلوك هذه السلطة لا يخرج عن المفهوم القبلي القديم وأحياناً ما قبل الجاهلية، لأن المفاهيم القبلية الطيبة والجيدة التي تحافظ على مواقع ومفاصل معينة في المجتمع شوهتها هذه السلطة، ولهذا تعاملت هذه القبيلة مع الحراك السلمي في الجنوب تعامل من يريد دفعه لأن يخرج عن إطاره السلمي إلى إطار عمل مسلح، وهذا التضييق والاعتقالات والمطاردات وعسكرة المدن ومنع الاعتصامات السلمية -حتى هذه اللحظة- يراد منها دفع هذه المناطق وخاصة الضالع والصبيحة وردفان إلى هذا الخيار -وهي مناطق قبلية وعندهم السلاح وعندهم غياب المجتمع المدني إلى حد ما.
*يدفعونهم إلى العنف؟
-بالضبط.
* اليوم رديتم على دعوة المؤتمر للحوار بالدعوة إلى لقاء وطني هل المعنى أن خطوط الاتصال بالمؤتمر والسلطة انتهت وتستكملون الآن حلقات مشروعية شعبية جديدة في مواجهة السلطة؟
- الوضع المأساوي للبلاد، المأزق الذي وصلت إليه، الأزمة السياسية والوطنية الخانقة.. هذه أمور تستدعي التفكير بمخارج ومعالجات فعلاً من نوع آخر غير الطريق التي سلكتها الحركة السياسية بشكل عام، المؤتمر وهو في هذه الظروف الصعبة والسلطة وهي في أشد لحظات ضعفها تحاول أن تظهر باستراتيجية القوة لعلها في اللحظات الأخيرة تنتزع من الخصم السياسي أي شيء، لكن أنا أقول إن هذه السلطة هي في لحظاتها الضعيفة جداً وسيأتي الوقت والوقت القريب جداً الذي تعود فيه إلى نوع من الصواب ونوع من الموقف العاقل وتعود إلى الحوار بطريقته الصحيحة والمعقولة والمتفق عليها، ولهذا كان رد الإخوة في قيادة المشترك هو من هذا المنطلق، منطلق أن هذه الدولة تكابر ولا تريد أن تعترف بأنها تمنى بالفشل مرة بعد مرة وبالهزيمة تلو الهزيمة سواء على الصعيد الاقتصادي أو التنموي أو على صعيد الاستثمار أو على الصعيد العسكري فيما يتعلق بالمناطق التي تدور فيها الحروب أو على صعيد معالجة المشكلة الجنوبية.. لدينا الآن مشكلات واضحة، مشكلة الجنوب، ولا أعتقد أن التهرب من هذه المشكلة سواء من السلطة أو عند الأحزاب قد يكون مفيداً.
* هل الأحزاب تهرب من مشكلة الجنوب، بالذات أنتم كمشترك؟
- المشترك بدأ يدخل في صميم المشكلة الجنوبية، ولا أخفي عليك حتى نحن في الاشتراكي كنا نتهرب من هذه المشكلة إلى ما قبل الحراك السياسي السلمي، وأقول لك إننا بدأنا نتبنى القضية الجنوبية من المؤتمر العام الخامس ولا أخفي عليك -أيضاً- أنه حتى هذه اللحظة ما زالت بيننا تباينات حول مفهومنا للقضية الجنوبية.
*كنتم تعدون لما يسمى برنامج إنقاذ، وكانت القضية الجنوبية مدخلاً لهذا البرنامج، أين ذهب؟
- بصراحة نحن متعثرون حتى هذه اللحظة، حتى نحن في الحزب الاشتراكي وبدأنا من رمضان الماضي.
* ما سبب هذه التعثرات؟
- تعقيدات، المسألة ليست سهلة، ظهور قوى سياسية وفعاليات متعددة في الساحة الجنوبية لم يجعلك أنت وحدك اللاعب الأساسي كلقاء مشترك أو كحزب اشتراكي، الرؤى التي تطرح على عجل سواء قضية الحكم المحلي كامل الصلاحيات أو قضية الفيدرالية أو الكونفيدرالية أو الاستقلال أو حق تقرير المصير، كل هذه تجعلك تتأنى، ولهذا نحن في الحزب الاشتراكي شكلنا لجنة وهذه اللجنة تشكلت من مجموعة من المكتب السياسي والأمانة العامة لإعداد رؤية الحزب للقضية الجنوبية، كما أن اللقاء المشترك فوض الحزب لإيجاد هذه الرؤية، شكلت هذه اللجنة، اللجنة قالت إننا في هذا المقر لا نستطيع أن نوجد هذه الرؤية بطريقة قريبة من الواقع إلا إذا تشاورنا مع قيادة الحزب في المحافظات الجنوبية، دعينا سكرتير أوائل وسكرتيري ثواني منظمات الحزب في المحافظات الجنوبية، تصور كان أول سؤال طرحوه علينا: لماذا بقية المحافظات غير موجودة معنا!؟ وهذا كان سؤالاً في محله لأننا اتفقنا على الوضع في الجنوب.. عندما طرحنا عليهم الفكرة وأننا نريد الاستعانة بهم للوصول إلى رؤية قريبة من الصواب، قالوا ومن نحن حتى نبدي رؤية بعيداً عن الهيئات القيادية في المحافظات؟ وكان هذا كلاماً معقولاً.
* رجعتم للهيئات القيادية؟
- عاد هؤلاء إلى محافظاتهم، وجاءت لنا رؤى، وأصدقك القول إنه جاءت رؤى متباينة من محافظة إلى أخرى، وهو طبيعي.
* حتى الآن لا زلتم في هذا الطور؟
- جاءت اللجنة المركزية، لتضع رؤية للقضية الجنوبية وتقرها باعتبارها الهيئة العليا، ومع ذلك كان الرأي ألا نستعجل الأمور.. تطرح أسئلة ويعود الناس بعد المناقشات التي جرت ويعود الناس إلى المحافظات ثم يستمر التشاور والتواصل مع اللقاء المشترك باعتبار أنه لا يمكن تفرد طرف برؤية للجنوب أو لصعدة، وكان هناك تفهم من اللجنة المركزية لهذا الموضوع الحساس، بحيث لا نستعجل الأمور فنطرح رؤية لا تكون مقبولة عند أطراف أخرى إذا ما كانت دون طموحاتهم، أو رؤية لا نستطيع أن نتحملها أو لا يستطيع الواقع قبولها.
* اللقاء المشترك دعا مؤخراً للقاء وطني، هل ستدرجون في هذا اللقاء قضية الانتخابات والجنوب وصعدة وكل قضايا الوطن؟
- ولهذا جاءت فكرة التشاور مع كل الفعاليات والقوى السياسية والشخصيات المستقلة، نطرح معهم الأزمة الوطنية وفي عمقها القضية الجنوبية وقضية صعدة وما تبين الآن من صعدة، بدون أن نعد من الآن أوراقاً، نبدأ التشاورات وننظر إلى مدى التجاوب ومدى استعداد كل هذه الفعاليات من أكاديميين ومنظمات مجتمع مدني وأحزاب ومستقلين بحيث نذهب إلى نتائج ماذا نريد؟ هل نريد مؤتمراً وطنياً؟ هل نريد لقاءات تشاورية؟ ماذا نريد بالضبط؟
* قبل سنوات في لقاء سابق تحدثت عن الرأسمال الطفيلي الذي نشأ فجأة نتيجة وجوده في السلطة برأيك أين وصل هذا الرأسمال الطفيلي؟ أين يتمظهر اليوم في القوة الاقتصادية اليمنية؟
- كاتب مصري يطلق على هؤلاء الرأسماليين الجدد في مصر اسم «النصابين الجدد».. النصابين الجدد هؤلاء جاءوا من هذا الواقع القبلي، لا لهم علاقة بالرأسمالية، ولم يعرفوا المهجر، ولم يمارسوا أي عمل سواء كان تجارياً أو تنموياً في الغربة أو بالوطن، السلطة القبلية وصلت إلى مرحلة معينة استولت فيها على الجيش والسلطة وتريد الاستيلاء على المال، ولهذا فرغت من أبنائها ومن أحفادها ومن وكلائها من يقوم بعملية المقاولات، وبالتالي السيطرة على الموارد المالية.
* ووكلاء الشركات؟
- ولهذا هم الآن وكلاء الشركات، هم المقاولون لكل المشاريع، هم التجار المستوردون، هم الممسكون بالبنوك، والمضاربون، ومن يتولون التهريب تهريب الأدوية والمواد الغذائية والتهريب بكافة أنواعه والمضاربة في الأراضي، هؤلاء هم أنفسهم أبناء الحكام، هم أبناء هذه الفئة التي تحكم، ولهذا يسيطرون الآن على كل شيء.. تلاحظ الآن هناك مستوردين أو رجال أعمال، هؤلاء لازم إما أن يكونوا شركاء لهم أو أن يدفعوا أسهم وإتاوات من أجل الحماية، هؤلاء هم شركاء للنخبة الحاكمة ولهذا هم محدودون ويعملون ما يريدون، هؤلاء الذين سماهم كاتب مصري ب»النصابين الجدد»، لا يهم الواحد منهم شيء سوى نهب الموارد، والسلطة بيده والجيش يدعمه والقضاء تحت تصرفه، وهذا يعني أنه قتل تطلع للشعب اليمني لدولة مؤسسات أو لأن يكون القانون هو السيد أو النظام، هي تطلعات تتبخر دائماً وسط هذه التراكمات.
*الآن وصل سعر برميل النفط إلى 137$، برأيك أين تذهب هذه الفوائض خصوصاً أنه لم يتم تعويض المواطن بدعم القمح أو غيره، الآن الموازنة أصبحت ثلاثة أضعاف المقرر أو المتوقع، أين تذهب؟
- سعر برميل النفط مسعر ب55$ في الموازنة العامة للدولة الآن وصل سعر النفط إلى فوق 135$ هم يقولون إن الفائض والزائد في أسعار النفط يذهب إلى رقم خاص.
* إلى حساب خاص؟
- حساب خاص، وهذا ما كان مجلس النواب يطالب أن يوافوه به، وحتى هذه اللحظة لا مجلس النواب يعرف هذا الرقم الخاص، ولا أعتقد أن مجلس الوزراء يعرفه، ولا الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، ولن تعرفه حتى لجنة مكافحة الفساد المسكينة، هذه الهيئة العليا للفساد.
* لو تجاوزنا هذه النقطة هناك مساعدات كبيرة تتدفق إلى اليمن بين فترة وأخرى مالية وعينية، يقال إن اليمن قد تخوض حروباً بالوكالة الإقليمية.. آخر منحة كانت إماراتية (10) ملايين كيس قمح..
- هذا القمح سيباع ولا أحد يعرف أين مصير عائداته سواء سُلم للمؤسسة الاقتصادية أو لتجار آخرين، هي هبة من الإمارات لمواجهة الأوضاع المزرية ومواجهة حالة الفقر والمجاعة المنتشرة في البلاد ولكنهم لا يبيعونه بنفس السعر، بل إن الأخبار عندي أن هذه الكمية المهداة من الإمارات سوف تحول إلى حسابات أخرى، وسيبيعون الآن القمح الفاسد من قبل المؤسسة الاقتصادية كالعادة.
* لماذا تتهم المؤسسة ببيع القمح الفاسد وهي خففت على الناس؟
-أيش خففت؟ ولا لها أي تأثير، لم ألمس لها أي تأثير إلا أنها أكبر محتالة في هذا البلد.
* كيف؟
- أضرب لك مثلاً من منطقتي، وبيتي بجوار فرع المؤسسة، المواطنون ينتظرون المؤسسة متى ستأتي بهذا القمح رغم أن لها مخازن هناك ومخازن مع التجار ويفترض أن تعطي القمح لهذه المخازن والأماكن في كل منطقة لكنها لا تفعل ذلك، تأتي ومعها سيارة أو قلاب فيه شوية أكياس والناس يحلقوا من كل حدب وصوب ويتضاربوا على هذه الكمية ويتم البيع من قبل شخص واحد فقط لا يستطيع طوال اليوم أن يبيع أكثر من 200 إلى 300 كيس ثم تغيب المؤسسة أسبوعاً وإذا ما حصل هناك نشاط انتخابي أو نشاط سياسي -كالفعاليات التي ينظمها المشترك اليوم في جبلة- تأتي بالصباح بالناقلات التي تحمل القمح.
* اعملوا اعتصامات كل يوم؟
- (يضحك) المؤسسة جزء من المشكلة وليست حلاً.
* هي واجهة لمن؟
- تأسست على أساس أنها باسم القوات المسلحة والآن هي تابعة للقوات المسلحة، والذي يحكم القوات المسلحة معروف في هذا البلد، هي الفئة الحاكمة العليا فقط، هل تعرف أن المؤسسة الاقتصادية لم تقدم حساباً ختامياً ولم تقدم شيئاً لمجلس النواب؟ وكنتُ أول من أثار قضية المؤسسة الاقتصادية وحساباتها الختامية في المجلس، واستغرب كثير من أعضاء مجلس النواب واعتبروا أنني أتعدى خطوطاً خطيرة.
* لماذا؟
- هذه المؤسسة ما حد تكلم عنها لأنها تابعة لفوق، ومع ذلك كنت مصراً على أن تقدم حساباتها الختامية، أسأل في مجلس النواب إذا ما قدمت حسابات ختامية حتى هذه اللحظة أو لا؟ ثم هل اقترب الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة أو أي من هذه الأجهزة التي هي أصلاً بيد السلطة من المؤسسة ليحاسبها في أي شيء؟
* هل نفس الكلام ينطبق على «اليمنية» فيما يخص الملكية اليمنية فيها؟
- تقريباً «اليمنية» الآن أكثر المؤسسات تعرضاً للنهب، عندك كادر من أفضل الكوادر اليمنية جردوا من عملهم وأصبحوا ممن يقال عنهم «خليك في البيت»، أفضل الكوادر أبعدوهم، وأتوا بالكوادر المطيعة ولهذا كثير من حسابات وإمكانيات «اليمنية» تعرضت للهبر، هناك كلام حول اثني عشر مليار ريال وكلام حول سبعة ملايين دولار، هذا في العام الماضي، وكلام حول إهدار أشياء كثيرة جداً، ومع ذلك لا أحد يتكلم لأن إدارتها من المتنفذين في البلاد.
* أنتم كمعارضة تهتمون بالشؤون السياسية لكن لم نسمع منكم شيئاً عن أوضاع المؤسسة الاقتصادية وغيرها من المؤسسات العامة التي آلت إلى أشخاص؟
- كل الهيئات والمؤسسات والمصانع والوزارات تحت هيمنة الفساد والهدر والهبر للمال العام وما عادك قادر من أين تبدأ، لكن أتفق معك أن المشترك والأحزاب السياسية لا يهتمون بهذه الجوانب فيما يتعلق بالمرتكزات الاقتصادية.
* والتعيينات في المؤسسة العسكرية والقضايا المتعلقة بمؤسسة الجيش أيضاً غائبة في أطروحاتكم..
- الشروط العسكرية تكلم عنها حتى الأخ الرئيس..
* ماذا قال؟
- أذكر له تصريحاً يقول فيه بالحرف الواحد: أنا لن أضع في القوات المسلحة إلا من أثق فيه. ولهذا تجدهم كلهم من القبيلة، قائد المنطقة الشمالية الغربية وقائد المنطقة الجنوبية الغربية وقائد المنطقة العدنية وقائد المنطقة الحضرمية. قال واحد إنهم تأخروا لأنهم ما درسوش، وأنه مثلاً أبناء تعز طول أعمارهم موظفين، والآن الدور دور هؤلاء القبائل ولازم يتولوا كل شيء، ولهذا تلاحظ الآن التوظيف الجديد صار مناطقياً وما تبقى يوزع للوزراء، ومن عنده فلوس ويستطيع يشتري درجة وظيفية فالدرجة الآن ما بين أربعمائة ألف وستمائة ألف إلى مليون، وأبناء الشعب اليمني لا يستطيعون أن يتوظفوا.
* يجلسوا رعية..
- هناك مناطق باب التوظيف مقفل في وجهها، وخاصة في المواقع العسكرية المهمة، مثلاً محافظة إب وتعز تمثلان حوالي 36% من السكان..
* لماذا تنسى ريمة والمحويت والمحافظات الأخرى المماثلة؟
-لأنكم قريبون من صنعاء.. أنا أضرب مثلاً بمحافظتي تعز وإب هذه التي تمثل 36% من السكان، كم فيهم قادة عسكريون ميدانيون كبار!؟
* أغلب الضحايا هذه الأيام في صعدة من أبناء هذه المحافظات، ريمة وإب وتعز..
- لا، الآن ضمينا لهم لحج والضالع وأبين..
* يعني قدرهم أن يكونوا دائماً أدوات؟
- هذه المسألة مثيرة للاستغراب حقيقة، وهي الموت هناك وأن يكونوا وقوداً للحرب.. مسألة حساسة يجب على الناس أن ينتبهوا لها.
* ألا يكفي اليمن حروباً؟
- بالتأكيد نحن ندعو للحوار، مشكلة صعدة لم تعد مشكلة مناطقية، الآن الحرب في بني حشيش على أبواب صنعاء، وعليك أن تتوقع أن أكثر من منطقة حول صنعاء يمكن أن ينفجر فيها الوضع، وأتوقع الآن مشكلة في خولان، مشكلة في همدان، مشكلة في الحيمة، في أي مكان.
* رأيك الأخير؟
- أدعو من خلال «الأهالي» الأخ الرئيس صاحب المشروعية وصاحب القرار والذي بيده الحل والعقد أن يتعامل بكل العقل والحكمة والرصانة حول القضيتين الخطيرتين في الوقت الحاضر، القضية الجنوبية وقضية صعدة، بالعقل وبالحوار وبالحكمة.. وأرجو أن تتاح فرصة في مرة أخرى لأقول لك إنني كنت في لجنة سالم صالح وشاهدت في الجنوب في محافظات عدن ولحج -كما يقال- ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
* وأين ذهبت اللجنة؟
- اللجنة تجمدت يا سيدي العزيز عندما جمد الأخ سالم صالح في مطار أبو ظبي لمدة أسبوع، عاد وتجمد عمل اللجنة ولكن ربما الآن نعاود الكرة من جديد ولا أدري هل هذه المعاودة بغرض مواصلة الجهود من قبل اللجنة لأننا فعلنا تقارير، ولكن هذه التقارير كانت دائماً ما يتم تجميدها.
* هل وقفتم على أبرز الأشخاص في الجنوب الذين تسببوا بنهب الأراضي ومصادرة أملاك الناس؟
- وقفنا على أبرز هذه الشخصيات مثلما وقفت عليهم لجنة باصرة وعبد القادر هلال من اللجان الوزارية.
* وكل الملفات محفوظة؟
- تقرير باصرة ممنوع تداوله اليوم، حتى نحن في لجنة سالم صالح طالبنا بهذا التقرير حتى يكون لنا مرجعاً لكن لم نتمكن من الحصول عليه ولا تقارير لجنة نائب الرئيس بخصوص الأراضي وهي ما زالت قائمة حتى الآن، لأنه ما تم في الجنوب شيء ما كان يتصور.. سمعت أن ألمانيا الغربية تدفع سنوياً لألمانيا الشرقية تعويضاً عن الفارق الاقتصادي خمسة وثمانين مليار يورو، وأنهم أخذوا الفائض من الموظفين من ألمانيا الشرقية واستوعبوهم في ألمانيا الغربية، ويمكنك المقارنة.. في هاتين النقطتين نزلنا بعد الحرب وانتهبنا الأرض والبترول والثروة وحقوق الناس والممتلكات وغيرها، مش هذا وبس، نهبنا قطع الأراضي الخاصة بالموظفين والعسكريين الفقراء وأخذنا الجهاز الإداري وكادر الدولة التي كانت قائمة في الجنوب ورميناهم في الشارع، وعلى هذا الأساس نتكلم الآن عن الوحدة وعن الثوابت الوطنية للأسف الشديد، القضية الجنوبية خطيرة ولابد أن يتنبه لها الناس، وأن يسمح للحراك السلمي ويظل حراكاً سلمياً وسياسياً بأن لا نعكره بتصرفاتنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.