الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ عبدالكريم مناع ل :" الجمهور" تجار السلاح الذين باعوا للمتمردين عملاء يجب محاكمتهم
نشر في الجمهور يوم 08 - 03 - 2010

القوسي كشف الكثير في صعدة واتهامات "مناع" له مكايدات
أتوقع عودة الحرب مجدداً بين سفيان وحاشد وبدعم حوثي
علمنا منه أن جده المناضل الراحل الشيخ عبدالله بن علي مناع هو أول محافظ لمحافظة صعدة بعد الثورة.. تقديراً لدوره النضالي في دحر الإمامة..
وجده سبق غيره من مشائخ اليمن إلى السعودية، إلا أنها فشلت في استقطابه إلى صف فلول الملكيين.. قائلاً في وجه الأموال المغرية: أنا جمهوري.. وحكم الأئمة آلمني، ظلمني وظلم أسرتي، مثلنا مثل غيرنا من أبناء الوطن.
هو الشيخ عبدالكريم مناع – أحد مشائخ محافظة صعدة- التقيناه ضمن ملف كنا قد بدأناه مع مطلع الحرب السادسة وشمل حتى الآن مشائخ وأعياناً وسياسيين وأعضاء برلمان من أبناء صعدة بينهم قيادات سابقة في التمرد.
قضايا كثيرة مثارة طرحناها على طاولة الشيخ بن مناع.. وليس أقلها أهمية الخلافات القبلية بين مشائخ صعدة وأثرها السلبي فيما شهدته المحافظة من حروب.. ولجان الوساطات التي قيل ان حقائق كثيرة تكشفت عن دورها، والى أين تسير الأمور حالياً في صعدة سيما وان بوادر حرب سابعة تلوح في الأفق..
ولعل أكثر ما يود القارئ معرفته من الشيخ بن مناع دور تجار السلاح.. وتفسيره للتصريحات الأخيرة للمحافظ المقال "مناع"..
* استبشرنا خيراً بوقف الحرب في صعدة.. لكن هناك بوادر حرب سابعة تلوح في الأفق بين الحوثيين والجيش؟.
- استبشرنا جميعاً بوقف القتال وعودة الهدوء إلى محافظة صعدة والخيرون في المحافظة يعملون على تثبيت وقف الحرب.. تثبيت الصلح لأن الحرب قد أضرت كثيراً بالوطن وبصعدة وأبنائها بشكل خاص.. الحالة في صعدة مزرية.. دمار.. خراب.. مشردون.. وهذه هي النتائج الحتمية لأية حروب.
* الآن هناك صلح ....؟
- "مقاطعاً" نعم هناك صلح، ولكن نحن نريد الصلح النهائي، نريد طي ملف صعدة إلى الأبد إن شاء الله، أما ان يكون الصلح مجرد استراحة محارب فهذه هي الكارثة وهذا ما نخشاه.. لأنها في كل مرة تتجدد الحرب.. تكون أشمل وأشد من سابقاتها.
وساطات غير أمينة
* الحرب وقفت خمس مرات وهذه السادسة وكان بإمكان مشائخ ووجهاء صعدة ان يعملوا على تثبيت الصلح وبما يضمن عدم عودة الحرب.. ما الذي حصل؟
- الأخ رئيس الجمهورية، وأنا اقول هذا للأمانة، صاحب قلب رحيم يكره سفك الدماء، واعتقد انه أكثر الناس في الجمهورية حرصاً على عدم إراقة الدماء.. أكثر حرصاً على ان يسود محافظة صعدة - مثلها مثل غيرها من محافظات الجمهورية- الأمن والاستقرار والسلام.. ولهذا كان عندما يلمس بوادر صلح، أو شيء من التجاوب من قبل الطرف الآخر، حتى يدفع بما من شأنه الوصول إلى الصلح، ولكن المشكلة ان معظم الشخصيات التي تولت مهام الوساطة لم يكونوا عند حسن ظن الرئيس بهم، كانوا أقرب إلى ما يمكن ان نسميهم تجار حروب.
* من تقصد بالضبط؟
- بعض اعضاء اللجان في مراحل الصلح السابقة - ولا داعي لذكر الأسماء- كانوا على رأس لجان الوساطات، لكن أثبتت الوقائع والأحداث انهم تجار حروب، تلاعبوا بالقضية وهدفهم الأرباح الضيقة.. هؤلاء ناس تقدر تقول ان مصالحهم الضيقة تتغلب على المصالح الوطنية.
لجنة مناع
* لكن آخر لجنة وساطة قبل اندلاع الحرب السادسة تشكلت في معظمها من أبناء صعدة.. شخصيات معروفة برئاسة الشيخ فارس مناع وعضوية الشيخ علي ناصر قرشة والاخ دغسان احمد دغسان وآخرين، وحظيت هذه اللجنة باشادات اعلامية واستبشرنا خيراً ولكن يا فرحة ما تمت؟
- الآن اعتقد ان لجنة الوساطة حق الحرب الخامسة التي تتحدث عنها تنال جزاءها.. ومعروف أين هم الآن، اتضحت أمورهم، والدولة الآن بتعاقبهم واحتجزتهم كل على حدة وذلك بعد أن تكشفت لها أشياء.
* ماذا تكشف لها.. هل كانوا غير صادقين.. هل كانوا متساهلين مع التمرد؟
- ما كانوا جادين لتثبيت الصلح وطي ملف صعدة إلى الأبد، ماطلوا في الحوار تلكأوا لم يكن لهم أعمال جادة ملموسة على أرض الميدان.
* لماذا؟
- من أجل مصالح خاصة بهم.
* قيل من قبل مشائخ وبرلمانيين من أبناء صعدة إن تلك اللجنة (الوساطة السابقة) كانت تلزم الجيش بالانسحاب من بعض المناطق والعودة إلى المعسكرات خارج صعدة، لكنها لم تلزم المتمردين بالنزول من الجبال بل كانت عناصر التمرد بمجرد ان ينسحب الجيش يحلون محله.. وبهذه الطريقة دخل التمرد مديريات لم يكن لهم فيها وجود؟
- للأسف الشديد أخطاء تلك اللجنة كبيرة ما كانوا ينقلون الواقع الحق.. كانوا ينقلون للحوثيين عن الدولة أشياء ما هي موجودة، ما هي صحيحة، وكذا كانوا ينقلون للدولة عن الحوثيين أموراً مغلوطة.. واستطيع القول انهم عملوا على التأزيم أكثر من أي شيء آخر.
* ويبقى السؤال: لماذا؟
- لأن مصالحهم قد تنتهي بانتهاء الحرب وإحلال السلام.
* الكل يحمل تلك اللجنة "لجنة ما قبل الحرب السادسة" أوزاراً لم تتحملها لجان سبقتها مع ان الكل فشل؟
- نحن نحملها الأخطاء لأنها هي التي عملت النقاط.. نقاط الاتفاق بين الحوثيين والسلطة.
خروقات جديدة
* نعود إلى سؤال البداية والذي لم تجبنا عنه.. هناك تبادل اتهامات بين المتمردين والسلطة.. واللجان الاشرافية تحدثت عن خروقات ارتكبها الحوثيون وبما يشير إلى بوادر حرب سابعة.. كيف تسير الأمور ميدانياً؟
- تسير ببطء شديد.
* انتهى الجدول الزمني ولم ينفذ المتمردون الحوثيون حتى ربع بند.. ما مدى صحة مثل هذا الكلام؟
- هم فتحوا الطرقات، طريق صعدة – صنعاء.. طريق صعدة – باقم، لكن لا يزالون على جوانب الطرقات.
* على ماذا يدل ذلك؟
- يدل على عدم الجدية للصلح من قبلهم.
* عملية نزع الألغام قيل انها تمت بصورة جزئية؟
- بصورة جزئية من الأماكن الحساسة والطرقات الرئيسية، ولا تزال الالغام على جوانب الطرقات على حالها ولكن إذا توفرت حسن النية من قبل الحوثيين كل شيء با يسبر، الجدول الزمني يعاد ترتيبه والالغام يتم تحديدها ويقوم سلاح المهندسين بنزعها والتخلص من شرورها.. ونحن ندعو الله سبحانه وتعالى ان يهديهم ويعودوا إلى جادة الصواب.. يعودوا مواطنين صالحين، والقانون والدستور يكفل حقوق الجميع.. لهم ما لغيرهم وعليهم ما على غيرهم.
ضمانات وتلكؤات
* لكن في حال تخلي الحوثيين عن تمردهم وعودتهم إلى مناطقهم.. ما الذي يضمن لهم عدم ملاحقتهم وتصفيتهم أو اعتقالهم؟
- ما أحد مصفي لهم، ولا أحد با يلاحقهم.. وبامكانهم الحصول على ضمانات كافية، ضمانات محلية من قبل مشائخ المحافظة.. وكل شيخ يشكل ضمانة لأبناء قبيلته.. وإن أرادوا ضمانات خارجية "مش" مشكلة المهم ان يكونوا جادين في الصلح، وبامكانهم ان يشكلوا لأنفسهم حزباً سياسياً، واذا هم يريدون السلطة ينافسون عبر صناديق الاقتراع.
* هل افهم من كلامك ما يؤكد صحة ما قاله بعض أعضاء اللجان الاشرافية بأن تلكؤات الحوثيين في تنفيذ شروط وقف الحرب واضحة وضوح الشمس؟
-سمعنا من بعض اللجان وخصوصاً في الأسبوع الأول ان هناك تباطؤاً في تواجد مندوبي الحوثيين وخصوصا في حرف سفيان.. تباطؤاً في الحضور في المواعيد اليومية بحيث إذا كان الموعد الساعة 8 ما يحضرون إلا الساعة 11 إلى 12.
* وفي محور صعدة ما هي ملاحظاتك باعتبارك كنت موجوداً هناك؟
- نفس الشيء، الأمور تسير ببطء من قبل الحوثيين، كان الجدول الزمني ساعات معينة، مشت هذه الساعات وما قد عملناش.. ولهذا اعتبرنا فتح طريق صعدة - صنعاء انجازاً.
احتفالات واحراق اطارات
* تزامن اعلان الحوثيين عن انسحابهم من مواقع عسكرية مع اقامة احتفالات في عدد من مناطق صعدة.. لما أسموه "الانتصار"؟
- ما سمعنا بهذا الكلام.
* لكن سكاناً محليين في صعدة ذكروا ان الحوثيين احرقوا الاطارات في جبال سبهلة والحمزات والعصائد والعشة وعدد من الجبال الأخرى، حيث شاهد معظم سكان صعدة تلك الاطارات المشتعلة التي اعلن بها الحوثيون انتصارهم؟
- أنا كنت في صعدة في نفس مركز المحافظة بعد اعلان وقف اطلاق النار مباشرة، وبعدها بأيام ما شفت حاجة.. شفناها فقط في احتفالاتهم بالمولد النبوي.. اشعال اطارات واطلاق نار وكل شيء.. واحتفل بهذه المناسبة الحوثيون وغيرهم من أبناء المحافظة.
يشترطون الزكاة
* لكن هذا لا يلغي حقيقة ان الحوثيين يتعاملون الآن مع أبناء صعدة من موقع المنتصر في الحرب.. قيل انهم انتشروا منذ أول أيام الهدنة لجباية الزكاة من المواطنين عنوة؟
- في مناطقنا هذا الكلام "مش" موجود.. لكن سمعنا من أبناء منطقة خولان بن عامر مديريتي ساقين وحيدان ومن مشائخ وأبناء مديرية رازح أن الحوثيين يشددون على هذه النقطة بالذات، مسألة الزكاة وان أي مواطن يرجع عليه ان يلتزم بدفع الزكاة لهم.
* معنى ذلك؟
- المعنى واضح.. التدخل في أعمال السلطة المحلية باعتبار ان الزكاة لا تسلم إلا للدولة، أو هذا هو المفروض.
حجم الوجود الرسمي
* مدير الأمن وبرفقته 10 عسكر فقط هذا هو حجم الوجود للدولة الذي يسمح به الحوثي في إطار تنفيذ بنود الاتفاق؟
- هذا الكلام غير صحيح، هم يقولون انه ضمن البنود ان تتعامل مديريات محافظة صعدة بمثل ما تتعامل به مديريات باقي محافظات الجمهورية بحيث يكون برفقة مدير المديرية 100 إلى 200 جندي، وهم بهذا الكلام يقصدون عدم تواجد الجيش في المديريات.
* لماذا؟
- يقولون إذا تواجد الجيش في المديريات بالدبابات والمدرعات فأنتم ناوون الحرب علينا، وبالتالي هم يشترطون 100 إلى 200 جندي فقط، لأنهم "بايكونوا" فريسة سهلة.. با يحاصروهم بسرعة ويسر ويسلبونهم اسلحتهم أو يقتلونهم.
* وما هو الصح من وجهة نظرك؟
- ان تتعامل مديريات صعدة مثل مديريات الجمهورية.. يكون هناك في مراكز المديريات 100 إلى 200 جندي، كفاية، ولكن على ان ينتشر الجيش في الطرقات بين مراكز مديريات المحافظة، وفي حال أمنت الدولة الطرقات الموصلة بين مديريات المحافظة لا يستطيع الحوثي ولا أي شيخ يعمل أية حاجة.
* وهل سيوافق قادة التمرد الحوثي على وجهة النظر هذه؟
- التزامه ببنود الاتفاق.. بالشروط الستة لوقف الحرب تفرض عليه ذلك أوليس من بين بنود الاتفاق الالتزام بالنظام والدستور.
اعتقال النازحين
* بالنسبة للنازحين.. هل عادوا إلى مناطقهم؟
- البعض منهم عاد ولكن هناك صعوبة في بعض المناطق.
* هناك من بين النازحين من عادوا إلى مناطقهم وفور وصولهم اعتقلتهم عناصر التمرد بدعوى انهم كانوا مع الدولة؟
- الذي هو مع الدولة أكيد با يعتقله الحوثيون وبا يعاقبونه.
* لماذا.. أوليس الستة الشروط كافية لتأمين حياتهم من المتمردين؟
- اسأل الحوثيين.. المفروض طالما وقد التزموا بتنفيذ شروط وقف الحرب ألا يعترضوا طريق أحد.. باعتبار ان الحرب قد انتهت.
* وهل هناك فعلا ناس أو نازحون عادوا إلى مناطقهم واعتقلهم الحوثيون أو ضايقوهم؟
- نعم.. وحسب ما قال لنا مشائخ بعض المديريات مثل مديريات رازح وباقم وحيدان، إلى حد الآن لا زالوا مشردين، وقالوا لا يمكن عودة النازحين ما لم ينتشر الجيش ويتمركز في الطرقات.
دفنوا آبار المياه
* بالنسبة لمديرية باقم.. قيل ان الحوثيين ارتكبوا فيها خروقات فاضحة.. حيث سارعوا من أول أيام الهدنة بتدمير مضخات وآبار مياه وأحرقوا منازل.. ما صحة ذلك؟
- سمعنا ذلك عبر عضو البرلمان الشيخ عبدالسلام هشول، وهو الآن متواجد في صعدة باعتباره عضواً في اللجان الاشرافية ولا اعتقده يكذب، ان بيت الشيخ ابن مقيت وبيت آل عثمان في باقم دمرت كما دفنت آبارهم بالحجارة على يد الحوثيين، ومن مديرية رازح ابلغونا ان بيوت الشيخ عبدالله ناصر الفرح واخوانه احرقها الحوثيون وان مزارعهم من القات قُطفت كلها وأهلكت.
* وكيف تفسر هذا الأمر؟
- أعمال انتقامية، الحوثيون كانوا منشغلين بالحرب في الجبهات، ولكن مع وقف الحرب تفرغوا لمثل هؤلاء الذين يرى الحوثيون انهم ساندوا الدولة في الحرب، ولهذا سارعوا في الانتقام منهم قبل ان يحل الصلح بشكل كامل.
* تقصد انهم يريدون استباق الصلح باعمال انتقامية؟
- صحيح، وهذا لا شك يظهر شيئاً من الخبث، وإلا فقد قال تعالى (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله).
* ألا ترى أن هذه الجرائم الانتقامية خصوصا وانها حصلت أثناء الهدنة تشكل بادرة خطيرة حيث قد تنجر المحافظة إلى هذا المنزلق.. إلى الانتقامات والتصفيات بين ابنائها البين؟
- بادرة خطيرة جداً ولهذا نصحنا وسنظل ننصح ونعمل على تشكيل لجنة من مشائخ وعلماء ووجهاء كل مديريات المحافظة، تكون مهامها تحديد ودراسة القضايا التي بين الحوثيين وأبناء المحافظة، قضايا القتل، النهب، السلب، تدمير الممتلكات، ليتم معالجتها قبل ان تدخل صعدة في حروب أشد من حرب الحوثيين مع السلطة، الثارات موجودة وكل شيء موجود بل الآن في حرف سفيان يتقاتلون فيما بينهم، ناس كانوا مع الدولة وآخرون كانوا ضدها.
مصالحة قبلية
* تقصد أن محافظة صعدة وبعد ان وقفت الحرب بحاجة إلى مصالحة قبلية حتى لا تلتهمها الثارات القبلية التي حصلت في الحرب الأخيرة، فهناك من أبناء هذه القبيلة أو تلك قتلوا على يد الحوثيين والعكس؟
- لا بد من ذلك.. الثارات موجودة، وهناك قلوب انجرحت في الحرب، ودماء سالت بين القبائل فيما بينها، ناس مع الحوثي وناس مع الدولة، وهناك من خاض قتالاً ضد الحوثيين ليس من باب مساندة الدولة وانما خاضوها مدافعين عن مناطقهم.. المهم الدماء سالت وهناك ناس مهجرون وغير قادرين ان يعودوا إلى مناطقهم، ولذلك يجب ان يكون هناك تصالح بين أبناء صعدة وعلى الدولة أن تدعم في هذا المجال من اجل تثبيت الصلح.
حرب حاشد وسفيان
* ما رأيك.. وقوف أبناء حاشد مع الجيش كان سبباً كافياً لإثارة النزعات القبلية في بكيل، التي كان البعض يعمل على اقناع رجالها بانهم هم المستهدفون من الحرب.. بمعنى آخر هل تستطيع القول بأن الحوثيين استغلوا هذا الأمر في تجييش أبناء قبائل بكيل لصالح التمرد؟
- في غير صعدة.. في الجوف وبشكل أكثر في حرف سفيان.
* ولماذا لا يكون ذلك في صعدة؟
- شوف.. صعدة في معظمها هي خولان بن عامر، مديرية سحار وحيدان وساقين مع منبه مع رازح، مع مديريات جماعة كل هذه المديريات الداعي الكبير لها خولان بن عامر، وهذا يعني ان صعدة داعيها خولان بن عامر وبالتالي ما لها دخل من بكيل.
* لكن هناك من بين قبائل صعدة من ينتمون إلى بكيل؟
- منطقة وائلة ومنطقة آل عمار وما حولها آل سالم والعمازة لكن بشكل عام صعدة داعيها الكبير خولان بن عامر، ولهذا ما فيش في صعدة هذه النغمة التي تتحدث عنها، بعكس ما هو عليه الحال في حرف سفيان أو الجوف.
* تقصد ان التمرد الحوثي استغل الخلافات الموجودة بين قبائل حرف سفيان وقبائل حاشد؟
- نعم هناك ثارات من سابق وخلافات على أراضي، وتحديداً المشاكل في مناطق السواد، والحوثيون عزفوا على هذا الوتر.. وان حاشد هم غرماؤنا واننا المستهدفون من الحرب.
* أبناء بكيل شكلوا السواد الأعظم من الحوثيين في حرف سفيان لكن الحوثي الآن ابرم اتفاقاً مع السعودية ومع السلطة اليمنية دون ان يأخذ رأياً أو يستشير أبناء بكيل حتى قال البعض انه جعل منهم اضحوكة.. فهل سيكون لهذا الأمر أثراً ما، خصوصا وانت تعرف ما تحظى به حاشد لدى القيادتين اليمنية والسعودية؟
- ومنذ متى قد استشارهم الحوثي "أبناء بكيل" أو قابلهم للمشورة واتخاذ القرار.. الذين استطاع الحوثي ان يجعل منهم اتباعاً من بكيل ومن غيرها.. هؤلاء يتعاملون معه كما لو انه قائد عسكري لوحدة عسكرية يصدر توجيهاته وعليهم تنفيذها.
* لكن اللافت ان عناصر التمرد في حرف سفيان لم تلتزم باعلان وقف الحرب.. قيل ان عناصر ميدانية ارتكبت خروقات عدة تعبيراً عن تمردها أو رفضها لقرار عبدالملك الحوثي القائد الميداني للتمرد.. فهل توافق اصحاب هذا الرأي رأيهم؟.
- لا.. ولكن في حال التزم الحوثي بتنفيذ النقاط الست وتثبيت الصلح، أتوقع أن تعود الحرب مرة أخرى بين قبائل سفيان وقبائل حاشد.. حرب قبلية.
* وكيف تتوقع دور الحوثي فيها؟
- الحوثي با يدعم.. واعتقد ان عدم الالتزام الكامل بوقف الحرب في سفيان هو لهذا السبب.
إقالة.. وتعيين المحافظ
* الا ترى ان الخلافات القبلية كانت سبباً رئيسياً في إطالة أمد التمرد؟
- تقريباً ولكن بنسبة ليست كبيرة، هناك خلافات قبلية خصوصا بين المشائخ الذين حكمت مواقفهم المكايدات.. كل يكيد بالآخر.. ولكن العامل الأهم الذي ساهم في إطالة أمد التمرد وتوسعه بعد أن كان محصوراً في عزلة ثم في مديرية ثم شمل معظم مديريات المحافظة، هو الاختلافات المذهبية في صعدة والتي وصلت حد الصراعات.
* تقصد بين السلفيين والزيود؟
- بالضبط.. الحوثيون اعتبروا المد السلفي الذي يطلقون عليه "الوهابية" مدعوماً من السعودية للنيل من المذهب الزيدي، وبهذه النغمة استطاع الحوثي ان يقنع الكثير لأن يلتفوا حوله في تمرده وحروبه.
* والآن هناك من يقول ان السلفيين وآخرين يعملون على افشال الهدنة؟
- لا اعتقد لأنهم لا يستطيعون ذلك.
* الخلافات القبلية في صعدة تعيق عمل محافظ المحافظة عندما يكون المحافظ هو أحد ابنائها.. وتجربة حسن مناع دليل على ذلك.. فهو لم يكن مرحبا به لدى قبائل كثيرة في صعدة؟
- صعدة تمر بوضع استثنائي الأمر الذي يفرض على الناس كلهم الالتفاف حول قيادة المحافظة والترفع عن الصغائر أو سفاسف الامور.. وكما قلت هناك صراع وخلافات بين المديريات وبين أبناء وقبائل المديرية الواحدة.. وتنافس كل يريد ان يكون المحافظ من ابنائها، لكن المسألة ليست بالرغبات الشخصية.. هناك صناديق اقتراع هي التي باتت تحدد هوية المحافظ وبأصوات اعضاء المجالس المحلية "الهيئة الناخبة" وبالتالي على الجميع الالتفاف مع المحافظ أيا كان، ولكن عليه هو الآخر ان يترفع عن سفاسف الامور، وألا يجعل من نفسه محافظاً لأبناء قبيلته فقط ولناخبيه فقط ويناصب الآخرين العداء.. عليه ان يتحرر من المناطقية ولغتها.
* بحكم ان الوضع في صعدة استثنائي نستطيع القول ان وجود محافظ من خارجها هو قرار صائب وعلى الأقل سيكون متحرراً من الخلافات القبلية؟
- تقريبا.. وأنا اعتبر اختيار طه هاجر محافظا لمحافظة صعدة اختياراً موفقاً وقراراً صائباً مائة في المائة من قبل القيادة السياسية، فهذا الرجل معروف بهدوءه وخبرته ونشاطه في مجال التنمية، وهذا ما تحتاجه صعدة.
مكايدات حسن مناع
* كيف تفسر تصريحات المحافظ المقال حسن مناع والتي اتهم فيها اللواء محمد عبدالله القوسي وكيل أول وزارة الداخلية بأنه زود الحوثيين بقناصات وجيتريات؟
- اعتقد انها مكايدة ليس إلا.. والتصريحات الاعلامية من قبل الطرفين ما كان "داعي" لها لأنها تسيء في حقهما.
* طالما وان حسن مناع كان متأكداً بتورط القوسي لماذا تأخرت تصريحاته إلى ما بعد الإقالة؟
- نعم.. ولهذا كل الناس اعتبروها مكايدات. المحافظ وهو في منصبه محافظاً للمحافظة هو مسؤول أمام الله وأمام الوطن وأمام القيادة السياسية، وهذا الأمر يفرض عليه أكان حسن مناع أو غيره، إذا اكتشف خيانة أو ان المسؤول الفلاني خان المسؤولية، أن يبلغ رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة بهذا الأمر في وقته وحينه.
* بشكل عام ما رأيك بوجود اللواء القوسي في صعدة خلال فترة الحرب السابعة.. هناك من يقول بأنه تصادم مع وجاهات وأعيان المحافظة مما شل عمل ومهام السلطة المحلية، وهذا الكلام قيل لي شخصياً من مشائخ وبرلمانيين؟
- بالعكس.. وجود القوسي في صعدة كان ضرورة.. وممتازاً جداً.
* لماذا؟
- القوسي وضح وكشف للدولة.. للقيادة السياسية أموراً كثيرة.
* مثل أيش؟
- أشياء كثيرة عن أبناء صعدة.. عن الناس الذين يشتغلون بصدق واخلاص مع الدولة.. مع الوطن وكانوا قبل مجيء القوسي إلى صعدة مهمشين وكان عليهم خط أحمر.
* من قبل من؟
- هذه الأمور معروفة ولا داعي لذكر أسماء، المهم القوسي وباخلاصه وعلاقاته وحرصه في التواصل مع الناس جمعة.. استطاع ان يمحص المحافظة ويعرف من الصادق مع الدولة ومن هو الكاذب والمخادع.
تجار السلاح
* منذ الحرب الأولى عام 2004م وحتى السادسة والناس والمراقبون يتحدثون عن دور تجار السلاح وسوق الطلح الموجود في منطقتك؟
- سوق الطلح أخذ هالة اعلامية أكبر من حجمه.. "الطلح" ما هو بالضخامة التي يتصورها الناس وخصوصاً في الفترة الأخيرة.. وسوق جحانة في محافظة صنعاء وأسواق في مأرب والجوف وسوق السوادية في محافظة البيضاء أكبر منه، وكل انواع السلاح موجودة فيه.. بالنسبة لسوق الطلح فيه مجموعة ثلاثة أو أربعة تجار رئيسيين، هم الذين معهم السلاح والآخرون هم مجرد موزعين لهم.
* من هم الثلاثة أو الأربعة التجار الأساسيون؟
- لا داعي لذكر الأسماء.. وهم معروفون أصلاً.
* كان لهم دور سلبي في حرب صعدة؟
- لديهم السلاح كسلعة في مخازنهم.. وهذه السلعة مطلوبة فباعوها ومن هنا جاء دورهم السلبي.
* من أية ناحية.. أليسوا تجاراً ولديهم سلعة يريدون بيعها.. وما مصلي إلا وطالب مغفرة؟
- هم تجار سلاح ولديهم ما يريدون بيعه هذا صحيح، لكن إذا عندي ضمير لن أبيعها لأشخاص.. لمجموعة أنا عارف ومتأكد ان ما سأبيعهم إياه سوف يعينهم على المزيد من سفك الدماء وخراب البلاد.. هذا وطن "مش" لعبة.
* يعني تجار السلاح الذين باعوا للمتمردين الحوثيين يفتقرون الضمير الوطني؟
- صحيح.. واعتقد ان أي شخص تاجر أو سياسي أو أياً كان يبيع أسلحة أو غيرها من السلع لناس.. لأشخاص.. لجماعة، تعمل على خراب البلاد وزعزعة أمنه واستقراره يجب ان يقدموا للعدالة، للمحاكمة لأنهم بلا ضمير.. بلا وطنية، بل هم عملاء خونة مارقون عن النظام والدستور.
كلمة أخيرة
مثل ما أن في صعدة تجار حروب من أبنائها ومن خارجها كان لهم دور سلبي في حروب صعدة الست، وعملوا على تأزيم الأوضاع وكان لهم يد بشكل أو بآخر في افشال مساعي الصلح وإطالة أمد التمرد، لا شك ان هناك في المحافظات الجنوبية من يعملون على تأزيم الأوضاع وإثارة ما يسمونه ب "الحراك الجنوبي" والدفع بهم بشكل أو بآخر لزعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة.. ولذا أتمنى من القيادة السياسية ان تكثف تواصلها مع أبناء جنوب الوطن الصادقين وما أكثرهم.. المخلصين لوطنهم ووحدتهم، وتجلس معهم لتحديد مشاكل الناس، ومن ثم الاسراع في وضع الحلول الناجعة لها حتى لا تظل منهلاً يتستر خلفه دعاة التشطير المأزومين الذين لا يجدون مصالحهم الضيقة إلا في القلاقل والفتن والمجازر.
وعلى أحزاب المعارضة، وعلى رأسها أحزاب اللقاء المشترك ان تكف عن المكايدات السياسية واستثمار المشاكل، فمثل هذه القضايا المصيرية لا تقبل المساومات السياسية.. لا مجال للابتزاز السياسي فيها.. لأن الدمار إذا حل سيحل على الجميع.
* تقصد ان أحزاب المشترك تعاملت مع قضية صعدة من باب المكايدات السياسية ولم تكن صادقة مع الوطن؟
- بغض النظر عن مواقفها السابقة.. الآن عليهم ان يسهموا في تثبيت الصلح أو على الأقل أن يتتبعوا ما يجري في صعدة بصدق ويكشفوا أمام الملأ كل من يعمل على عرقلة السلام، عرقلة الصلح، أكان من جهة الحوثيين أو من جهة السلطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.