أكد مصدر عسكري في العاصمة اليمنيةصنعاء ل «الإمارات اليوم» أن معركة تحرير العاصمة اليمنية من ميليشيا الانقلاب الحوثي باتت قريبة جداً مع تدفق مزيد من التعزيزات العسكرية إلى محافظة مأرب، فضلاً عن قرب تحرير مدينة تعز المؤشر الأهم في تحرير اليمن من تلك الميليشيات. وفيما تمكنت المقاومة الشعبية اليمنية والجيش الوطني، أمس، من السيطرة على جبل الأشقري المحاذي لجبل هيلان شمال مأرب، قصف طيران التحالف العربي، أحد الجسور على طريق «تعز_إب» لمنع وصول إمدادات المتمردين إلى جبهات القتال بتعز. وتفصيلاً، قال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ل «الإمارات اليوم» إن استمرار قيادة التحالف والسلطة الشرعية لليمن في الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية والآليات والمعدات الحديثة المرافقة لها إلى مأربوعدن مؤشر كبير على قرب بدء تحرير العاصمة صنعاء، كما أن حديث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في وقت سابق من الشهر الماضي، عن قرب انتهاء العمليات العسكرية في اليمن يدل على أن الحسم العسكري في اليمن هو الخيار الوحيد، وأنه بات قريباً خصوصاً أن مؤشراته بدأت ترتسم على الأرض في تعز. وأشار المصدر إلى ان عودة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى عدن وإشرافه الشخصي على العمليات العسكرية يصب في هذا الاتجاه، فضلاً عن وصول قوات بحرينية إلى عدنوتعزيزات من الجيش اليمني المدرب في السعودية إلى مأرب امس، وتكثيف الضربات الجوية لمقاتلات التحالف، إلى جانب الحالة التي وصلت إليها العاصمة والمدن التي تحت سيطرة الانقلابيين، من أوضاع اقتصادية ومعيشية وحالة الغليان التي تعيشها تلك المدن، وإشهار المجلس الأعلى للمقاومة في صنعاء، ومغادرة آخر الدبلوماسيين الروس والرعايا الأجانب المدينة أخيراً، كلها مؤشرات كبيرة على قرب معركة العاصمة وانتهاء مرحلة الانقلاب في اليمن. إلى مأرب، حيث وصلت أمس، تعزيزات عسكرية ضخمة الى مقر المنطقة العسكرية الثالثة قادمة من معسكرات التدريب التي تم انشاؤها داخل الأراضي السعودية لتدريب قوات الجيش اليمني الموالي للشرعية، تضم آليات عسكرية متطورة وأفراداً تلقوا تدريباً نوعياً على قتال الشوارع وعمليات الاقتحام ومواجهات الدروع. ومصادر متطابقة في المحافظة، قالت إن الألوية الجديدة هدفها، معركة العاصمة صنعاء. وذكر مركز «سبأ» الإعلامي التابع للمقاومة في إقليم سبأ، أن القوة التي وصلت إلى مأرب تلقت تدريباً مكثفاً على أيدي خبرات يمنية بمساعدة التحالف، في معسكرات أنشئت لهذا الغرض على الحدود مع السعودية، وتضم عشرات الآليات العسكرية مع قوة برية وهي الدفعة الأولى ضمن دفعات أخرى ستأتي لاحقاً، ومعدة للمشاركة في تحرير مناطق يمنية من وجود ميليشيا الحوثي وصالح من بينها صنعاء وعمران وصعدة. وكانت قوات الجيش الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية في مأرب تمكنت من السيطرة على جبل «الأشقري» المطلة على مركز مديرية صرواح آخر معاقل المتمردين في المحافظة بمساندة جوية من مقاتلات التحالف، التي كانت تمثل عائقاً أمام الزحف نحو صنعاء، وفقاً لمصادر في المقاومة الشعبية بمأرب. وبالانتقال إلى معركة تعز، التي تدخل يومها الخامس اليوم، في إطار عملية «تحرير الحالمة» الهادفة إلى فك الحصار عنها من قبل قوات الجيش الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية المسنودين بقوات التحالف البرية والجوية والبحرية، فقد شهدت المدينة أمس، تقدماً لقوات الشرعية في المحور الشرقي بمنطقة الشريجة، حيث تم قصف موقع الرخام الذي تتمركز فيه قوات المتمردين، لتتقدم القوات الشرعية إلى منطقة الحويمي التي تشتهر بالتضاريس والطرق الملتوية، فيما حافظت على مكاسبها عند الساحل الغربي، على بعد 27 كم جنوبي ميناء المخا الاستراتيجي على البحر الأحمر. وفي مديرية الوازعية على المحور الجنوبي، وصلت تعزيزات عسكرية لقوات الشرعية والمقاومة إلى المنطقة، بعد السيطرة عليها وطرد المتمردين منها في سبيل تأمين المنطقة التي تمر منها تعزيزات التحالف باتجاه تعز، في وقت زرع المتمردون الألغام على الجسور والعبارات في الفاقع والزويم والغيل على طريق الوازعية البرح الواقعة قرب مديرية المخاء على الساحل الغربي للمحافظة في سبيل منع تقدم قوات الشرعية نحو تلك المناطق. في السياق، كثفت مقاتلات التحالف غاراتها الجوية، على مواقع المتمردين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، واستخدمت للمرة الأولى، قنابل ارتجاجية لتفجير حقول الألغام على خطوط التماس على جميع الجبهات، في حين تمكنت فرق فنية متخصصة تابعة للتحالف، من نزع عشرات الألغام المضادة للدروع والأفراد في منطقة كرش في محافظة لحج. على الصعيد ذاته، وصلت الى مديرية المسراخ بالجبهة الجنوبية الغربية، قوات تابعة للشرعية بقيادة العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع الموالي للشرعية إلى المنطقة لقيادة عمليات عسكرية لتطهيرها من جيوب الانقلابيين المتحصنين في بعض مناطقها الوعرة، وفقاً لما ذكره مصدر في المجلس العسكري بتعز ل «الإمارات اليوم». في الأثناء، شهدت أحياء مدينة تعز مواجهات عنيفة بين الانقلابيين وقوات صالح من جهة، وقوات الشرعية والمقاومة المسنودة بقوات التحالف من جهة أخرى، بينما شنت مقاتلات التحالف غارات جديدة استهدفت مطار تعز الدولي، ومواقع الحوثيين في أنحاء متفرقة من مداخل المدينة، أبرزها منطقة بير باشا غرب المدينة التي تعد ممراً مهماً نحو الضباب حيث تتمركز قوات كبيرة للتحالف. وفي مديرية سامع القريبة من مناطق المواجهات بالجبهة الجنوبية الغربية، أعلن مجلس شباب المقاومة الشعبية فيها عبر بيان تلقت «الإمارات اليوم» نسخة منه، انضمامه إلى صفوف قوات المقاومة والجيش الموالي للشرعية في الدفاع عن تعز ضد الانقلابيين وأنصارهم، ويعد انضمام سامع إلى المواجهات المسلحة مكسباً كبيراً للمقاومة والجيش الموالي للشرعية، لما تمثله من كثافة سكانية ومنطقة جغرافية ستخدم تقدم تعزيزات التحالف باتجاه تعزالمدينة. وفي محافظة الضالع، تمكنت المقاومة الجنوبية من دحر الانقلابيين من مناطق مختلفة على مشارف مدينة دمت المحاذية لمريس، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات مكثفة على تجمعات الحوثي بالقرب من الحمامات السياحية التي تشتهر بها دمت موقعة قتلى وجرحى في صفوفهم، وفقاً لمصادر محلية بالمنطقة. واستهدفت مقاتلات التحالف معهداً تقنياً يتخذه الانقلابيون مركزاً لتدريب عناصرهم في منطقة جحانه بمديرية خولان الطيال شرقي العاصمة اليمنيةصنعاء، وهي المنطقة التي تشتهر بتجارة السلاح في اليمن. وقصف طيران التحالف العربي صباح أمس، أحد الجسور على طريق تعزإب، لمنع وصول إمدادات الحوثيين إلى جبهات القتال بتعز. وأوضحت المصادر، أن طائرات التحالف، قصفت جسراً في منطقة السياني بإب، ما أدى إلى قطع الطريق الرئيس الرابط بين محافظتي تعزوإب، لمنع وصول إمدادات الحوثيين إلى تعز. من جهة أخرى، أفادت مصادر محلية يمنية أمس، بمقتل 10 مسلحين من الحوثيين والقوات الموالية لصالح في غارات لطيران التحالف العربي بمحافظة شبوة. وقالت المصادر إن سلسلة غارات جوية شنها طيران التحالف على تمركز الحوثيين وقوات صالح في مواقع عدة بمديريتي بيحان وناطع الواقعتين بين محافظتي البيضاءوشبوة. وفي محافظة الضالع، ذكرت مصادر في المقاومة الشعبية، أن هدوءاً حذراً تشهده جبهات القتال في مديرية دمت، بعد أن حرر رجال المقاومة منطقة الشرف، أولى مناطق مديرية دمت إلى جانب تحرير مديرية مريس بالكامل. وأوضحت المصادر أن تعزيزات عسكرية وصلت إليهم من مدينة الضالع، «لتحرير ما تبقى في قبضة الحوثيين وقوات صالح في دمت وإعلان الضالع محافظة محررة من تلك الميليشيا المسلحة».