اليمن ترحب بإعلان سوريا توقيع خارطة طريق لحل الأزمة في السويداء    الذهب يتراجع هامشياً وترقب لقرار الفيدرالي الأميركي    اختتام دورة تدريبية بهيئة المواصفات في مجال أسس التصنيع الغذائي    تشيع جثمان الشهيد العقيد فايز أسعد في الشاهل    وقفتان في مديرية الوحدة بالأمانة تنديدًا بجرائم العدو الصهيوني    استشهاد 13 فلسطينياً في مجزرة صهيونية استهدفت مركبة مدنية بمدينة غزة    مجلس وزارة الثقافة والسياحة يناقش عمل الوزارة للمرحلة المقبلة    إصلاح ذمار يحتفل بذكرى التأسيس بحفل خطابي وفني ويجدد الوفاء لأهداف 26سبتمبر و14أكتوبر    تظاهرات في لندن مندّدة بزيارة ترامب    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية إلى 65 ألفا و62 شهيدا    رسائل من المدرجات.. هتافات ولافتات تدعم غزة في دوري أبطال أوروبا    التضخم في بريطانيا يسجل 3.8% في أغسطس الماضي    المساوى يتفقد أضرار السيول في الصلو وحيفان    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزي في وفاة التربوي محمد صالح بن صويلح الحشري    حماس تتهم إسرائيل بترويج أكاذيب مكشوفة    قمة الدوحة.. شجب واستنكار لا غير!!    غياب الرقابة على أسواق شبوة.. ونوم مكتب الصناعة والتجارة في العسل    وزارة الشباب والرياضة تكرّم منتخب الشباب وصيف بطولة الخليج الأولى لكرة القدم    لملس يزور ميناء يانغشان في شنغهاي.. أول ميناء رقمي في العالم    المفوضية الأوروبية تقترح فرض عقوبات على إسرائيل بسبب غزة    محافظ شبوة يتابع مستوى انتظام العملية التعليمية في المدارس    الانتقالي يثمن مؤتمر الأمن البحري ويؤكد: ندعم تنفيذ مخرجاته    فريق التوجيه الرئاسي يطّلع على أداء الإدارة الاقتصادية والخدمية بانتقالي المهرة    النائب المحرمي: التفرد بالقرار في مجلس القيادة خلال السنوات الماضية كانت سبباً أساسياً في حالة الانقسام اليوم    فريق التوجيه والرقابة الرئاسية يطلع على أداء الادارتين القانونية وحقوق الإنسان والفكر والإرشاد بانتقالي حضرموت    محاكمة سفاح الفليحي    الأحد إجازة رسمية    مفاجآت مدوية في ابطال اوروبا وتعادل مثير في قمة يوفنتوس ودورتموند    مونديال طوكيو.. فيث تحصد ذهبية 1500 متر    ببديلين ورقم قياسي.. أرسنال يخطف نقاط بلباو    بسلاح مبابي.. ريال مدريد يفسد مغامرة مارسيليا في ليلة درامية    كين: مواجهة تشيلسي تحفزني    مصدر أمني: انتحار 12 فتاة في البيضاء خلال 2024    وادي الملوك وصخرة السلاطين نواتي يافع    عبدالعظيم العَمري..الأب .. الطبيب..القائد    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    كأنما سلخ الالهة جلدي !    المناخ التكفيري الناشئ في محيط المهمشين… الى اين ؟!    منتخب الناشئين يغادر لودر إلى قطر .. اسماء اللاعبين    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    ناس" و"ناس"    رئيس هيئة الأراضي يدشن من العاصمة عدن مرحلة جديدة لحماية التخطيط العمراني ومكافحة الفساد    لملس يدعو الصين لإعداد خارطة طريق للتعاون الاقتصادي    ترك المدرسة ووصم ب'الفاشل'.. ليصبح بعد ذلك شاعرا وأديبا معروفا.. عبدالغني المخلافي يحكي قصته    المعلا: مديرية بلا مأمور أم مأمور بلا مديرية؟    بايرن ميونيخ يخسر جهود غيريرو قبل مواجهة تشيلسي وهوفنهايم    حالتها مستقرة.. جلطة ثانية تصيب حياة الفهد    رئيس هيئة المدن التاريخية يطلع على الأضرار في المتحف الوطني    محور تعز يدشن احتفالات الثورة اليمنية بصباحية شعرية    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    العصفور .. أنموذج الإخلاص يرتقي شهيدا    100 دجاجة لن تأكل بسه: قمة الدوحة بين الأمل بالنجاة أو فريسة لإسرائيل    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق    الصحة تغلق 4 صيدليات وتضبط 14 أخرى في عدن    إغلاق صيدليات مخالفة بالمنصورة ونقل باعة القات بالمعلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبودية جنسية.. تفاصيل جديدة حول قضية أخطر شبكة تصطاد السوريات وتشغلهن في الدعارة داخل بيروت
نشر في اليمن السعيد يوم 03 - 04 - 2016

كشفت السلطات اللبنانية تفاصيل جديدة في قضية "أخطر شبكة للاتجار بالأشخاص في لبنان" بعد أن هزت القضية الرأي العام، لاسيما مع الإعلان عن تحرير 75 فتاة تعرضن للاستعباد والاغتصاب والإجهاض القسري والتعذيب النفسي والجسدي والتشويه، بهدف إجبارهن على ممارسة الدعارة.
وقال بلاغ صادر عن شعبة العلاقات العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة الأول من أبريل/نيسان 2016، إن عمليات الإجهاض للفتيات كانت تتم عبر طبيب وممرضة من الجنسية اللبنانية.
وجاء في نص البيان: "إلحاقاً لبلاغنا المتعلق بتوقيف مجموعة أشخاص يؤلفون أخطر شبكة للاتجار بالأشخاص في لبنان وتحرير 75 فتاة معظمهن من الجنسية السورية. بتاريخ 31/3/2016، تمكنت المفرزة المذكورة من معرفة هوية الطبيب الذي كان يقوم بإجراء إجهاض للفتيات، ويُدعى ر. ع (مواليد عام 1961، لبناني)، والممرضة التي كانت تعاونه، وهي ج. أ (مواليد 1961، لبنانية)، بالتحقيق معهما اعترف الطبيب بإجرائه نحو 200 عملية إجهاض".
كيف اكتُشفت الشبكة؟
مصادر في قوى الأمن الداخلي أكدت لصحيفة "الأخبار" اللبنانية أن اكتشاف الشبكة جاء بعد نجاح اثنتين من "الفتيات المستعبدات" بالفرار يوم الجمعة الماضي، إذ استغلتا تخفيف عدد الحراس ووجود حارسة واحدة فقط عند المدخل، حيث تعاونتا على ضربها وتمكنتا من الهرب، والتقتا بشخص ساعدهما في الاتصال بمفرزة جبل لبنان.
وجرت العملية الأمنية على مرحلتين، إذ دهمت المفرزة المذكورة بتاريخي 27 و29 مارس/آذار الماضي بعض الملاهي الليلية والشقق، التي تستخدمها الشبكة لاحتجاز الفتيات، وألقت القبض على 10 رجال و8 عاملات بصفة "حارسات" يعملن على حراسة هذه الشقق وإدارتها، فيما لا يزال اثنان من الذين يديرون هذه الشبكة متواريَين عن الأنظار.
وبحسب المصادر فإن رأس الشبكة هو لبناني يُدعى علي حسن زعيتر، فيما المُدير التنفيذي سوري يُدعى عماد الريحاني. وكانت هذه الشبكة تستخدم ملاهي ليلية وفنادق وشققاً مفروشة عدّة، منها ملهيا "شي موريس" و"سيلفر" في جونية، اللذين يديرهما اللبناني موريس جعجع، وهو موقوف منذ 3 أشهر بتهمة تسهيل الدعارة.
جلّاد..
يُلقب الريحاني ب"الجلّاد"، وبحسب اعترافات الضحايا فقد كان يتولى تعذيب وتشويه الفتيات المخالفات في شبكة الدعارة.
الجلاد كان يعمد إلى تعذيب الضحية وتصويرها وعرض مقاطع الفيديو على الفتيات الأُخريات لبثّ الرعب في نفوسهن وجعلهن راضخات.
كما كان "المُدير" ينشر الرعب بين الفتيات عبر دسّ زبائن وهميين للإيقاع بأي فتاة تُبدي تجاوباً للتخطيط للهروب معه أو للتواصل مع أحد من أهلها أو أقاربها في الخارج.
وجاء في الاعترافات أيضاً أن المدير كان يدسّ فتيات يحاولن استدراج الضحايا للحصول على معلومات تفصيلية عن طريقة العمل وللحديث عن أي شكوى من نمط الحياة.
التعذيب لفرض الطاعة
تعمل النسوة لمدة 20 ساعة يومياً. وهنّ مضطرات لأن تتواجدن بكامل أناقتهن في أماكن العمل منذ 10 صباحاً، ويستمر العمل إلى 6 صباحاً. وفي حال لم يرضَ مشغلو النساء عن شكلهن، يتم عقابهن، والعقاب يتضمن الجلد والضرب. ويبلغ معدل الزبائن الذين تُجبر الفتاة على معاشرتهم يومياً نحو 10 زبائن، ويصل في عطلة نهاية الأسبوع إلى 20 زبوناً.
ويتقاضى مشغلوهن، بحسب ما أوردت صحيفة "العربي الجديد"، 50 ألف ليرة (33 دولاراً أميركياً) مقابل كل ربع ساعة عمل، و100 ألف ليرة (حوالي 66 دولاراً أميركياً) مقابل الساعة. وفي حال اختار الزبون أن يمضي ربع ساعة، ولم يُمدد المدة، فإن الفتاة تُعاقب لأن المشغلين يعتبرون الأمر دليلاً على عدم الاهتمام بالزبون. وفي حال اشتكى الزبون من "خدمة" إحدى الصبايا تُعاقب بالجلد. حتى أن عدداً منهن أُصبن بتقيحات جلدية نتيجة الجلد الذي تعرّضن له، بحسب المصدر الأمني.
وتصادر "الحارسات" في العادة "البقشيش" الذي يمنحه الزبون للفتاة، وفي حال كان البقشيش أقل من 10 دولارات، تُعاقب الفتاة بالجلد.
وعمد مشغلو الشبكة إلى زرع "مخبرات" بين الفتيات من حين إلى آخر. وللمخبرات وظيفة أساسيّة تتمثل في نقل الأحاديث الخاصّة بينهن للمشغلين، خصوصاً إذا ما تضمنت أي تفاصيل عن التفكير بالهرب أو عدم الإذعان للأوامر. كما أرسل المشغلون عدداً من "الزبائن الوهميين"، بهدف معرفة ما إذا ما كانت الصبايا يشتكين من سوء المعاملة.
كيف تصطاد الشبكة ضحاياها؟
وتضم الشبكة نحو 18 فرداً بالحدّ الأدنى. وتكمن أهميتها في الدلالة على وجود اتجار بالبشر في لبنان، وليس فقط "دعارة"، بحسب ما يؤكّد رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي، العقيد جوزف مسلم، الذي أكد ل"العربي الجديد"، أن "قوى الأمن أوقفت في السابق شبكات صغيرة للاتجار بالبشر، لكنها الحالة الأولى بهذا الحجم".
وبحسب الصحيفة، فقد تولّى رجلان سوريان مهمّة إحضار الفتيات من سوريا. وكانا يذهبان إلى سوريا بسيارة رباعية الدفع غالية الثمن، ويوهمان الفتيات بأنهما يمتلكان مطاعم باذخة في بيروت، ويريدان منهن العمل فيها. وفور وصول الضحية إلى بيروت تجري مصادر هاتفها الخلوي وجواز السفر أو بطاقة الهويّة واحتجازها.
وضمن الوقائع أن المشغلين يلجأون إلى "بيع" مَنْ لا تلتزم من الفتيات بشروط العمل إلى شبكات أخرى، أو "تأجيرها" في أحيان أخرى. ويبلغ سعر الفتاة نحو 2000 دولار أميركي. ويصل المشغلون إلى هذه النتيجة بعد نحو 4 أشهر من الضغط النفسي والتعذيب الجسدي للفتاة.
كما تم إلقاء القبض على 5 حارسات، و8 حراس ووسيطان ووسيطة، ولا تزال ملاحقة الشبكة مستمرة.
شكوك
وتدور شكوك كثيرة حول وجود حماية لهذه الشبكة من جهات نافذة سياسية وأمنية، وتساءلت صحيفة "الأخبار": كيف يمكن لمدير الملهيين أن يكون موقوفاً في حين أن ملهييه يستمران في نشاطات الشبكة التي ينتمي إليها؟
وبحسب إفادات الفتيات المحررات وبعض المطلعين، فإن الملهيين (وغيرهما) كانا يُقفلان بالشمع الأحمر ليُعاد فتحهما بعد يوم أو يومين.
كما حصلت عمليات توقيف سابقة لأعضاء في الشبكة، بينهم الجلاد "الريحاني"، وفتيات يجبرن على ممارسة الدعارة، وكانت الأجهزة المعنية تفرج عنهم من دون استكمال التحقيقات والإجراءات وتوفير الحماية للموقوفات.
اتجار بالبشر
تنكر السلطات اللبنانية ما تكشفه تقارير عدّة عن وجود سوق رائجة للاتجار بالبشر في لبنان، إلا أن التحقيقات الأمنية الأخيرة تزيل أي شكوك في هذا المجال.
وسبق أن أشارت التقارير إلى أن لبنان يعدّ مصدراً ومقصداً للنساء والأولاد الذين يخضعون مرغَمين للعمالة والاتجار الجنسي، فضلاً عن ظاهرة استعباد العاملات الأجنبيات في الخدمة المنزلية المحمية بنظام الكفالة غير القانوني. وكذلك توجد آلاف النساء اللواتي يحضرن إلى لبنان ليعملن راقصات ويرغمن على العمل في مجال الدعارة.
وتمنّت وسائل لبنانية عدة أن تفتح هذه القضية مجالات جديدة في التحقيقات المقبلة وتمهّد لمقاربات جديدة من شأنها مراعاة حجم الاستغلال الذي تتعرّض له الفئات المُستضعفة في قضية الدعارة.
أين هن الآن ؟
سُلِّمَت الفتيات المحررات لعدد من الجمعيات بناءً على أمر القضاء المختص، وعدد من الفتيات كنّ قاصرات عند استعبادهن. ووجدت القوى الأمنية رضيعة (8 أشهر) هي ابنة إحدى الفتيات التي تأخرت عملية إجهاضها. وتقول المصادر الأمنية: "إن أفراد العصابة وافقوا على احتفاظها بالجنين بعدما تبين أنها بنت، وبالتالي إمكانية استغلالها لاحقاً".
وتم توزيع الضحايا على مراكز الإيواء التابعة لعدد من الجمعيات الخيرية بينها (كاريتاس/مركز العمال الأجانب، وجمعية كفى، وجمعية INTERSOS لبنان).

كشفت السلطات اللبنانية تفاصيل جديدة في قضية "أخطر شبكة للاتجار بالأشخاص في لبنان" بعد أن هزت القضية الرأي العام، لاسيما مع الإعلان عن تحرير 75 فتاة تعرضن للاستعباد والاغتصاب والإجهاض القسري والتعذيب النفسي والجسدي والتشويه، بهدف إجبارهن على ممارسة الدعارة.
وقال بلاغ صادر عن شعبة العلاقات العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة الأول من أبريل/نيسان 2016، إن عمليات الإجهاض للفتيات كانت تتم عبر طبيب وممرضة من الجنسية اللبنانية.
وجاء في نص البيان: "إلحاقاً لبلاغنا المتعلق بتوقيف مجموعة أشخاص يؤلفون أخطر شبكة للاتجار بالأشخاص في لبنان وتحرير 75 فتاة معظمهن من الجنسية السورية. بتاريخ 31/3/2016، تمكنت المفرزة المذكورة من معرفة هوية الطبيب الذي كان يقوم بإجراء إجهاض للفتيات، ويُدعى ر. ع (مواليد عام 1961، لبناني)، والممرضة التي كانت تعاونه، وهي ج. أ (مواليد 1961، لبنانية)، بالتحقيق معهما اعترف الطبيب بإجرائه نحو 200 عملية إجهاض".
كيف اكتُشفت الشبكة؟
مصادر في قوى الأمن الداخلي أكدت لصحيفة "الأخبار" اللبنانية أن اكتشاف الشبكة جاء بعد نجاح اثنتين من "الفتيات المستعبدات" بالفرار يوم الجمعة الماضي، إذ استغلتا تخفيف عدد الحراس ووجود حارسة واحدة فقط عند المدخل، حيث تعاونتا على ضربها وتمكنتا من الهرب، والتقتا بشخص ساعدهما في الاتصال بمفرزة جبل لبنان.
وجرت العملية الأمنية على مرحلتين، إذ دهمت المفرزة المذكورة بتاريخي 27 و29 مارس/آذار الماضي بعض الملاهي الليلية والشقق، التي تستخدمها الشبكة لاحتجاز الفتيات، وألقت القبض على 10 رجال و8 عاملات بصفة "حارسات" يعملن على حراسة هذه الشقق وإدارتها، فيما لا يزال اثنان من الذين يديرون هذه الشبكة متواريَين عن الأنظار.
وبحسب المصادر فإن رأس الشبكة هو لبناني يُدعى علي حسن زعيتر، فيما المُدير التنفيذي سوري يُدعى عماد الريحاني. وكانت هذه الشبكة تستخدم ملاهي ليلية وفنادق وشققاً مفروشة عدّة، منها ملهيا "شي موريس" و"سيلفر" في جونية، اللذين يديرهما اللبناني موريس جعجع، وهو موقوف منذ 3 أشهر بتهمة تسهيل الدعارة.
جلّاد..
يُلقب الريحاني ب"الجلّاد"، وبحسب اعترافات الضحايا فقد كان يتولى تعذيب وتشويه الفتيات المخالفات في شبكة الدعارة.
الجلاد كان يعمد إلى تعذيب الضحية وتصويرها وعرض مقاطع الفيديو على الفتيات الأُخريات لبثّ الرعب في نفوسهن وجعلهن راضخات.
كما كان "المُدير" ينشر الرعب بين الفتيات عبر دسّ زبائن وهميين للإيقاع بأي فتاة تُبدي تجاوباً للتخطيط للهروب معه أو للتواصل مع أحد من أهلها أو أقاربها في الخارج.
وجاء في الاعترافات أيضاً أن المدير كان يدسّ فتيات يحاولن استدراج الضحايا للحصول على معلومات تفصيلية عن طريقة العمل وللحديث عن أي شكوى من نمط الحياة.
التعذيب لفرض الطاعة
تعمل النسوة لمدة 20 ساعة يومياً. وهنّ مضطرات لأن تتواجدن بكامل أناقتهن في أماكن العمل منذ 10 صباحاً، ويستمر العمل إلى 6 صباحاً. وفي حال لم يرضَ مشغلو النساء عن شكلهن، يتم عقابهن، والعقاب يتضمن الجلد والضرب. ويبلغ معدل الزبائن الذين تُجبر الفتاة على معاشرتهم يومياً نحو 10 زبائن، ويصل في عطلة نهاية الأسبوع إلى 20 زبوناً.
ويتقاضى مشغلوهن، بحسب ما أوردت صحيفة "العربي الجديد"، 50 ألف ليرة (33 دولاراً أميركياً) مقابل كل ربع ساعة عمل، و100 ألف ليرة (حوالي 66 دولاراً أميركياً) مقابل الساعة. وفي حال اختار الزبون أن يمضي ربع ساعة، ولم يُمدد المدة، فإن الفتاة تُعاقب لأن المشغلين يعتبرون الأمر دليلاً على عدم الاهتمام بالزبون. وفي حال اشتكى الزبون من "خدمة" إحدى الصبايا تُعاقب بالجلد. حتى أن عدداً منهن أُصبن بتقيحات جلدية نتيجة الجلد الذي تعرّضن له، بحسب المصدر الأمني.
وتصادر "الحارسات" في العادة "البقشيش" الذي يمنحه الزبون للفتاة، وفي حال كان البقشيش أقل من 10 دولارات، تُعاقب الفتاة بالجلد.
وعمد مشغلو الشبكة إلى زرع "مخبرات" بين الفتيات من حين إلى آخر. وللمخبرات وظيفة أساسيّة تتمثل في نقل الأحاديث الخاصّة بينهن للمشغلين، خصوصاً إذا ما تضمنت أي تفاصيل عن التفكير بالهرب أو عدم الإذعان للأوامر. كما أرسل المشغلون عدداً من "الزبائن الوهميين"، بهدف معرفة ما إذا ما كانت الصبايا يشتكين من سوء المعاملة.
كيف تصطاد الشبكة ضحاياها؟
وتضم الشبكة نحو 18 فرداً بالحدّ الأدنى. وتكمن أهميتها في الدلالة على وجود اتجار بالبشر في لبنان، وليس فقط "دعارة"، بحسب ما يؤكّد رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي، العقيد جوزف مسلم، الذي أكد ل"العربي الجديد"، أن "قوى الأمن أوقفت في السابق شبكات صغيرة للاتجار بالبشر، لكنها الحالة الأولى بهذا الحجم".
وبحسب الصحيفة، فقد تولّى رجلان سوريان مهمّة إحضار الفتيات من سوريا. وكانا يذهبان إلى سوريا بسيارة رباعية الدفع غالية الثمن، ويوهمان الفتيات بأنهما يمتلكان مطاعم باذخة في بيروت، ويريدان منهن العمل فيها. وفور وصول الضحية إلى بيروت تجري مصادر هاتفها الخلوي وجواز السفر أو بطاقة الهويّة واحتجازها.
وضمن الوقائع أن المشغلين يلجأون إلى "بيع" مَنْ لا تلتزم من الفتيات بشروط العمل إلى شبكات أخرى، أو "تأجيرها" في أحيان أخرى. ويبلغ سعر الفتاة نحو 2000 دولار أميركي. ويصل المشغلون إلى هذه النتيجة بعد نحو 4 أشهر من الضغط النفسي والتعذيب الجسدي للفتاة.
كما تم إلقاء القبض على 5 حارسات، و8 حراس ووسيطان ووسيطة، ولا تزال ملاحقة الشبكة مستمرة.
شكوك
وتدور شكوك كثيرة حول وجود حماية لهذه الشبكة من جهات نافذة سياسية وأمنية، وتساءلت صحيفة "الأخبار": كيف يمكن لمدير الملهيين أن يكون موقوفاً في حين أن ملهييه يستمران في نشاطات الشبكة التي ينتمي إليها؟
وبحسب إفادات الفتيات المحررات وبعض المطلعين، فإن الملهيين (وغيرهما) كانا يُقفلان بالشمع الأحمر ليُعاد فتحهما بعد يوم أو يومين.
كما حصلت عمليات توقيف سابقة لأعضاء في الشبكة، بينهم الجلاد "الريحاني"، وفتيات يجبرن على ممارسة الدعارة، وكانت الأجهزة المعنية تفرج عنهم من دون استكمال التحقيقات والإجراءات وتوفير الحماية للموقوفات.
اتجار بالبشر
تنكر السلطات اللبنانية ما تكشفه تقارير عدّة عن وجود سوق رائجة للاتجار بالبشر في لبنان، إلا أن التحقيقات الأمنية الأخيرة تزيل أي شكوك في هذا المجال.
وسبق أن أشارت التقارير إلى أن لبنان يعدّ مصدراً ومقصداً للنساء والأولاد الذين يخضعون مرغَمين للعمالة والاتجار الجنسي، فضلاً عن ظاهرة استعباد العاملات الأجنبيات في الخدمة المنزلية المحمية بنظام الكفالة غير القانوني. وكذلك توجد آلاف النساء اللواتي يحضرن إلى لبنان ليعملن راقصات ويرغمن على العمل في مجال الدعارة.
وتمنّت وسائل لبنانية عدة أن تفتح هذه القضية مجالات جديدة في التحقيقات المقبلة وتمهّد لمقاربات جديدة من شأنها مراعاة حجم الاستغلال الذي تتعرّض له الفئات المُستضعفة في قضية الدعارة.
أين هن الآن ؟
سُلِّمَت الفتيات المحررات لعدد من الجمعيات بناءً على أمر القضاء المختص، وعدد من الفتيات كنّ قاصرات عند استعبادهن. ووجدت القوى الأمنية رضيعة (8 أشهر) هي ابنة إحدى الفتيات التي تأخرت عملية إجهاضها. وتقول المصادر الأمنية: "إن أفراد العصابة وافقوا على احتفاظها بالجنين بعدما تبين أنها بنت، وبالتالي إمكانية استغلالها لاحقاً".
وتم توزيع الضحايا على مراكز الإيواء التابعة لعدد من الجمعيات الخيرية بينها (كاريتاس/مركز العمال الأجانب، وجمعية كفى، وجمعية INTERSOS لبنان).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.