تنتقل “وضحة خليل صالح”، بشعرها الخمري المجدول، برفقة شقيقاتها المقاتلات الإيزيديات، في خط المعارك الأول ضد الإرهاب في قرى غرب الموصل، من معركة إلى أخرى لاستعادة أرضهنَّ التي سُبيت فيها أكثر من 3 آلاف امرأة وفتاة بوحشية ودموية بالغة على يد تنظيم “داعش” في عمليات إبادة المكون الإيزيدي أحد أبرز أقليات العراق الساكنة في شماله. امتشقت مئات الإيزيديات السلاح إلى جانب الشباب والكبار الإيزيدييين، انتقاماً لقتل رجال المكون ودفنهم أحياء مع عدد من عائلاتهم، في الثالث من آب 2014، وأخذ نسائهم وفتياتهم جاريات وسبايا أرغمت الكثيرات منهنَّ على اعتناق الإسلام تحت الاغتصاب من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي.
ونشرت “سبوتنيك” تسجيلاً مصوراً، وصورا، يظهر نشوة الانتصارات على ملامح المقاتلات الإيزيديات من معارك عدة دحرن فيها “الدواعش”، وتدريب في أرض حدودية بين شمال العراق وسوريا، بجانب شباب المكون بزي “وحدات “شنكال” سنجار” الذي لا يفارقهن حتى في أوقات الاستراحة بين الجبال وأشجار التين وأراجيح المرح بعد كل شبر يحرر من قبضة الدواعش.
وحاورت مراسلة “سبوتنيك” في العراق المقاتلة “وضحة خليل صالح” ذات ال22 ربيعاً، من سكان منطقة حي الشهداء في قضاء سنجار الإيزيدي، لها أربعة من أفراد أسرتها يقاتلون معها بوحدات حماية سنجار.. شقيقان في المقاومة، وأختان تقاتلان معها ضمن وحدات المرأة الإيزيدية الخاصة بشنكال.
وتقول وضحة إنها “انضممت إلى وحدات امرأة سنجار (YJŞ) بعد الإبادات التي جرت على شعبنا الإيزيدي في مطلع آب 2014 على يد تنظيم “داعش”، وتقاتل حالياً في قضاء سنجار لتحريره بالكامل واقتلاع “الدواعش” منه، وتضيف: “قتلت العشرات من عناصر التنظيم الإرهابي، والجميع يشهد لبطولاتي، بالإضافة إلى أنني أتنقل داخل القضاء أثناء المعارك لتأمين القرى المحررة في غرب الموصل، ومعي شقيقتان اثنتان مقاتلات في وحدات امرأة شنكال”. وتوضح المقاتلة: “تدربت على أيدي مقاتلات من الدفاع الشعبي (HPG) الجناح العسكري لحركة المرأة الحرة التي يُرمز لها اختصاراً (YAJ STAR) التابعة لحزب العمال الكردستاني المعروف أيضاً ب(PKK)، قرب سنجار، وفي مناطق بإقليم كردستان العراق، وحدودية بين الأراضي العراقية — السورية”.
وفي ختام حديثها، تقول وضحة التي لم تُكمل دراستها المتوسطة بسبب الجريمة التاريخية التي نفذها تنظيم “داعش” بحق المكون الإيزيدي، واختيارها للقتال في المقاومة والنضال، “أحب أن تعود المختطفات وكذلك المختطفون والأطفال إلى أهلنا، إلى ديارهم، بعز وكرامة بعد تطهير أرضنا من الإرهاب” كما تطمح أن ينتصر العراق على تنظيم “داعش”.