لم تعد عمليات النهب المنظمة تتم خُفية، بل يكون ذلك في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من المارة، وفي شارع هائل وسط العاصمة اليمنية صنعاء، نهب مسلحون مجهولون أحد التجار أموالاً ومصوغات ذهبية، بعد أن ادعوا بأنهم من «أنصار الله» جماعة الحوثيين. وقال شهود عيان ومصادر مقربة من التاجر (ع. ا)، ل«المصدر أونلاين»، بأن الأخير كان بحوزته نحو اثنين مليون ريال يمني، بالإضافة إلى خمسمائة جرام من الذهب (يُقدر قيمتها بنحو 7 مليون ريال يمني)، وهو يعمل مندوب مبيعات للذهب والمجوهرات، واعتاد على أن يمر للمحلات التجارية في الشارع المزدحم بالمارة، بشكل يومي.
وأضافوا بأن سيارة نوع (برادو) اقتربت من (ع. ا) عقب خروجه من أحد المتاجر، وكان على متنها العشرات من المسلحين، ومن ثم طوقوه وأشهروا عليه السلاح وأمروه بأن يصعد إلى السيارة، مشيرين عليه ب«جاوب المكتب».
وحاول عدد من أصدقاءه التدخل، لكنهم ووجهوا بالتهديد بإطلاق النار، من قِبل المسلحين الذين كانوا يضعون ملصقات جماعة الحوثيين على أسلحتهم.
وتحت تهديد السلاح، رضخ التاجر (ع. ا) لهم وصعد السيارة المعتمة الأبواب، والتي مرت على عشرات النقاط المسلحة التي يفرضها المسلحون الحوثيون في شوارع العاصمة صنعاء، حتى وصلت إلى شارع الخمسين، وهناك هددوه بالنزول من السيارة دون أمواله، أو «نقرح رأسك».
وعقب الحادث اتهم تجار في العاصمة صنعاء، جماعة الحوثيين بالتواطؤ مع اللصوص والمجرمين، وقال أحدهم شريطة عدم الإفصاح عن اسمه، ل«المصدر أونلاين»، «هذا نهب منظم برعاية الحوثيين، أو كيف من الممكن أن تمر سيارة على متنها مسلحين على العشرات من النقاط، الذين يشكلون زحمة في الشوارع بغرض التفتيش».
وساهم انتشار الحوثيين بأسلحتهم في شوارع العاصمة صنعاء، بصورة غير نظامية، من اقتناء المسلحين واللصوص للأسلحة، وتهديدهم للناس في الطرقات وخصوصاً في الشوارع الضيقة، مع حلول الظلام.
ويخشى العشرات من التجار على مصالحهم، عقب تزايد عمليات النهب التي طالتهم، في حوادث مماثلة، حيث ينتمي العشرات من اللصوص إلى جماعة الحوثيين، وفي رمضان الفائت أصدر الحوثيون العفو العام عن العشرات من المجرمين وأرباب السوابق الذين كانوا يقضون محكوميتهم في السجن المركزي بصنعاء.
وفي شارع القيادة، أوقف مسلحون على متن سيارة أحد المارة، مطالبين إياه بتسليم ما بحوزته من أموال، واضطر الأخير مرغماً على تسليمهم هواتفه المحمولة ومبلغ مالي (163 أف ريال)، يخص آخرين.
وغير بعيد، هاجم مسلحون على متن درجات نارية أحد تجار الصرافة وبحوزته 5 مليون ريال، في شارع الستين الساعة ال11 ظهراً، ونهبوا منه مبلغ مالي لم يُفصح عنه، خشية التعرض لمضايقات.
وقال مقربون من الصراف بأنه حاول اعتراضهم، لكنهم هددوه بالأسلحة ومع المشادات بينهم وبينه، سقطت الأموال في الشارع. وأضافوا بأن المسلحين أخذوا جزء من المبلغ، ولاذوا بالفرار.