فأرغمونا على الخلع ودفَّعونا مهور العرائس الجدد..! من الجائز للمرأةٍ أن تخلع زوجها إذا كانت كارهة له أو لا تريد أن تستمر علاقتهما الزوجية , والغريب أن خلع الزوجة لزوجها كان في السابق أشد عليه من خلع جميع إنسانه دفعة واحدة دون مخدر لكن ما يحدث الآن أن كثيراً من الأزواج أصبحوا هم من يدفعون زوجاتهم لخلعهم من خلال ممارستهم العنف ضدهن من أجل تسويد حياتهن وجعلهن يرين النجوم في عز الظهر لكي يقررا في النهاية خلعهم وهذا ما يفسر ارتفاع نسبة قضايا الخلع في المحاكم وزيادة عدد الأزواج المخلوعين , فهل أصبح موضوع الخلع شيئاً عادياً عند الرجل أم أنه ما زال يرى في خلع زوجته له إهانة لرجولته وهل يحق لرجل أن يطفش زوجته حتى تقرر الخلع , ومن المستفيد من الخلع الرجل أم المرآة كل التفاصيل طي هذا التحقيق .
تحقيق / آمنه هندي شبعت منك يا بقرة
البداية كانت مع أم عدنان التي قالت : بعد مرور ثلاث سنوات على الزواج وجدت زوجي يسيء معاملتي بشكل متعمد ويحاول إثارة أعصابي ويظل يبحث عن سبب للصياح وكلما أقفلت باب للمشاكل فتح هو باباً أخر.. صبرت وتحملت وهو على نفس الأسلوب لم يتغير أقام علاقات مع فتيات وكان يتحدث معهن في البيت وأمامي كنت أطنش على أمل أن يتغير لكنه كان مصراً على أذيتي ووصل به الأمر إلى الشتم والضرب فكان يجرني من شعري ويمسح بي الأرض وفي يوم أخذ طفاية السجائر وكانت بحجم كبير وثقيلة جداً وضربني بها على وجهي أسفل عيني في عظمة الوجنة فطلبت الطلاق فقال لي عشم إبليس في الجنة واستمر الحال على هذا المنوال وقد طلبت الطلاق مرة ومائة وألفاً وكان يرفض وفي كل مرة يزيد العنف حتى وصل به الاستهتار إلى رمي الشاي الساخن على جسمي وفي الآخر رفعت قضية ووقف معي كثير من أهلي فطلب هو أن أقوم بخلعه وقد وافق الجميع ودفعنا له المهر الذي دفعه فقال لي فور حصول الخلع أخيراُ تخلصت منك , يا بقرة هكذا قالها أمام الناس فهو كان يريد أن يتخلص مني ولكنه لم يكن يريد أن يخرج من هذه العلاقة دون أن يستعيد ما دفعه من مهر بعد أن وجد أنه شبع مني . سبع عرائس بمهر واحد
أم خلدون ربة بيت قالت: أعرف رجلاً والله العظيم تزوج بمهر واحد سبع نساء.. تزوج الأولى وفي شهر جعلها تكره شيئاً أسمه زواج وهذا عن قصد.. طلبت الطلاق منه فرفض وبعد مداولات ومراجعات قررت الزوجة طلب الخلع وإرجاع المهر والتنازل عن جميع حقوقها فأخذ هو المهر وتزوج به من الثانية وهكذا حتى وصل عدد النساء اللواتي تزوجهن وخلعنه إلى سبع نساء , وفي مثل هذه الحالة المستفيد من الخلع هو الرجل لأنه عاش مع المرأة وأخذ منها أغلى ما تملك وأستمتع بها كما يشاء وبعد أن شعر أنه خلاص قد شبع منها نكد عليها حياتها وجعلها ترى النجوم في عز الظهر حتى يجعلها ترفع قضية خلع والهدف من هذا استعادة المهر وبهذا هو لم يخسر شيء بل على العكس , إنما الحمد لله أن قلة من الرجال من يفكرون بهذه الطريقة المقززة والتي إن دلت على شيء فهي تدل على نقص الوازع الديني والأخلاقي والرجولي لديهم.
مقابل حريتي دفعت المهر دبل
ماريا 24سنة قالت: كان لي تجربة من هذا النوع قبل ثلاث سنوات تقريباً حصل نفور من جهتي لأنه جعلني أشعر أنني جارية أشتراها وليس زوجة تزوجها على سنة الله ورسوله كان متكبراً ومتعالياُ وشايف نفسه بالإضافة إلى هذا كان لا يعرف شيئاً عن النظافة وعندما كلمته عن ضرورة استخدام الفرشاة والمعجون وأقسم بالله أنني قلت له هذا بكل أدب فقام وفتح فمي بالقوة وبصق فيه وقال أنه سوف يفرغ معدته ويبول ويتبرز فيه إذا لم يعجبني هذا وكان يقفل عليّ الباب عندما يخرج فانتظرت وصبرت على وساخته وقرفه حتى ذهبت لزيارة أهلي فيما يعرف بالسابع ورفضت أن أعود معه , ووقف أهلي معي وعندما طلبنا الطلاق رفض وبقوة وقال لن أطلق وهدد بالزواج من ثانية وتركي معلقة وبعد ثمانية أشهر من الضغط عليه طلب المهر دبل مقابل حريتي ورغم أن هذا لا يجوز لا شرعاً ولا قانوناُ لكننا قررنا في البيت أن ندفع له المبلغ وكان مليوناً وثلاثمائة مائة ألف وأنا على يقين أن الله لن يبارك له فيها لقد كان رجلاً سئ المعاملة وحاد الطباع وقذراً لدرجة لا تحتمل والحمد لله أنني تخلصت منه بدري .
ابتزاز وقهر وانتقام
أميرة أحمد 36سنة قالت: في السابق لم نكن نسمع أن زوجة خلعت زوجها إلا في النادر جداّ.. الآن المرأة أصبحت تجد صعوبة في الطلاق فنجد الزوج يقول لها عندما تطلب الطلاق وترفع قضية لطلب الطلاق تظل تتبهذل وتتمرمط في المحكمة لسنوات والرجال في مثل هذه الأوضاع يحاولون قهر المرأة وابتزازها وكثيراً ما يجبرها على التنازل عن جميع حقوقها مقابل ورقة الطلاق وأحياناً يطلبون منها مبلغاً قد يفوق المهر الذي دفعه وأعرف واحداً قال لزوجته سأطلقك ولكن بشرط أن تزوجيني من مالك بالفتاة التي أريد وهذا قهر الرجال والرسول صلي الله عليه وسلام أمرنا بان نتعوذ من قهر الرجال قال في جزء من دعاء طويل ( اللهم أني أعوذ بك من الكسل والدين وأعوذ بك من قهر الرجال ) ورفض الرجل تطليق زوجته من أجل أن يبتزها هو نوع من الانتقام منها لأنها طلبت الطلاق منه . بين نار الخلع والطلاق
فاطمة 22سنة قالت : أهلي زوجوني رجلاً لا يخاف الله فكان يضربني بقوة ولا ينفق عليّ إلا نادراً ولأنه قاسي القلب كنت أكرههه لدرجة أنني أتمنى الموت على الحياة معه.. طلبت منه الطلاق فطلب أن أعيد له المهر وأهلي فقراء جداً وأنا لا أملك شيئاً حتى الذهب الذي أشتراه لي أهلي بأكثر من نصف المهر أخذه مني وباعه وأخذ المال.. طلبت المساعدة ولكن من سيساعدني بخمسمائة ألف ولذلك أرغموني على العودة له وعدت وبعد أسبوع تركت بيته وجئت عند أهلي , وأنا الآن بين نارين، لا أستطيع الخلع لأن أهلي فقراء وليس معهم المال الذي يريده وبناءً عليه يحاولون إرجاعي إليه والنار الثانية هي نار العيش معه لأنه يرفض الطلاق .
سأعيد له المهر لو أعادني بكراً كما كنت
إيمان 27سنة قالت : الفتاة التي عاشت كل حياتها قبل الزواج وهي محافظة على بكارتها التي يقولون إنها أغلى ما تملكه الفتاة وكذلك جسدها فهي لم تسمح لأحد أن يمسه أو يقترب منه مهما كان وتتزوج ويجعله هذا الزواج تتحول من فتاة بكر إلى ثيب ويصبح جسدها كله ملك له يستمتع به كما يشاء وتخدمه وتصبر عليه وقد تنجب له عدداً من الأولاد والبنات وعندما ترغب في إنهاء هذه العلاقة بسبب الكراهة التي كان هو السبب فيها بسوء معاملته لها لأنها لن تكرهه هكذا بدون سبب بدليل أنها عاشت معه كل هذه السنين ثم يقال لها أن تعيد له المهر كاملاً وعندما قال لي القاضي هذا قلت له أنا موافقة أن أعيد له المهر كاملاً لكن عليه أن يعيدني كما كنت , وظل الحال عند هذه النقطة سنة وبعد السنة دفعت له مائة وخمسين ألفاً وطلق . أين ثمن عفافها؟! تهاني عبده 19سنة قالت : إذا كان الرجل سيأخذ كل ما دفعه للمرأة فهو لن يكون خسران بل على العكس أخذ منها أغلى ما تملك واستمتع بها وقضي حاجته وأنجب منها وقد خدمته فطبخت وغسلت ونظفت البيت بالإضافة إلى أنه قد ضربها وشتم وداس على كرامتها وفي الأخير وحتى تتخلص من الجحيم الذي جعلها تعيش فيه عليها أن تخلعه وتعيد له كل شيء يا عالم أعطوها نصف المهر على الأقل ثمناً لعذريتها , أم أن هذه لا ثمن لها , قد يكون كلامي هذا خطأ إذا قارنه البعض بزوجة الصحابي الذي ردت له حديقته ولكن يوجد أسئلة تدور في رأسي هل كانت تلك الحديقة هي كل المهر الذي قدم لها ؟ هل كانت بكراً وعاشرها لزمن أم أنه لم يمسها وكان بقاؤها عنده لأيام ؟ هل الزوجة التي عاشت تخدم زوجها وتطيعه وتؤدي له حقوقه الشرعية لمدة 10سنوات يحكم عليها أن تعيد لزوجها كل المهر أو أكثر مثلها مثل زوجة عاشت مع زوجها شهراً وهل أيضاً هذه الصحابية الجليلة كان زوجها يضربها ويشتمها لا أظن حدوث هذا معها وحالياً يقولون أن الدستور سوف يتغير ونتمنى أن يأتي فيه شيء لصالح المرأة .
احتفال بالخلاص جميلة 22سنة قالت : من شدة ما تعذبت في المحكمة والقلق الذي عانيته والخوف الذي كنت أشعر به قبل وبعد كل جلسه والحالة النفسية التي عانيت منها والاكتتاب الذي كان من الممكن أن يجعلني أشعل النار في جسدي وافقت أن أنهي كل هذا وأن أدفع له المهر لكي أحصل على حريتي وقد حدث هذا بعد أن كادت أن تخرج روحي وبعد أن حصلت على حريتي أقمت حفلة كبيرة بهذه المناسبة . ممارسات محرمة أم مرام 29سنة قالت : طلب مني زوجي ممارسة أشياء محرمة لكني رفضت وطلبت منه الطلاق فرفض أن يطلقني بعدها رفعت ضده قضية طلاق لم أستطع الحصول فيها على الطلاق وأتعاب المحامي بلغت 80 ألف ريال على مدى عام ونصف ونحن في المحكمة أنا أصر على الطلاق وهو يصر على أن أعود إلى منزل الزوجية , تدخل الوسطاء بيننا وبينه وبعد عدة لقاءات في مكتب المحامي أبلغونا أنه سيقبل بالطلاق ولكن بعد أن ندفع له المهر فوافقنا وأرجعنا إليه المهر وتسلمت ورقة الطلاق ولم أصدق عيني فالرجل طلقني من الأسبوع الأول الذي ذهبت فيه لأهلي فقلت للمحامي إنني أريد أن أشكوه للقاضي فنصحني ألا أفعل ذلك حتى لا ندخل معه من جديد في دوامة المحاكم وقال : يكفي بأنكِ قد تخلصت منه وإلى الأبد , ومن خلال هذه التجربة وتجارب نساء أخريات وجدت أن المرأة تعاني كثيراً لكي تحصل على الطلاق وكثير من الأزواج يتمتعون بهذه المعاناة التي تعانيها زوجاتهم وبعضهم يحاول فضح زوجته وشتمها وتحقيرها عند مدخل المحكمة وحتى تنتهي الزوجة من كل هذه المعاناة عليها أن تتنازل عن جميع حقوقها وتدفع مبلغاً كبيراً لهذا الزوج الذي نسي قول الله له “ فإمساك بمعروفٍ أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا “
رأي القانون
عندما يرفض الازواج الطلاق وتصر الزوجات على إنهاء العلاقة الزوجية بسبب سوء المعاملة وكراهة الزوجة للزوج ماذا على الزوجات أن يفعلن للحصول على الحرية أ / صغير علي عمار المحامي أجاب على هذا التساؤل بالقول:
شرع الله الطلاق رغم بغضه له وجعله بيد الرجل وقد تطلب الزوجة الطلاق فيستجيب الزوج لرغبتها ويطلقها , فإذا رفض وأصر على رفضه وكانت هي لا تريد البقاء معه ولا تطيقه فعليها في هذه الحال أن تطالب بالفسخ والفسخ ليس للمرأة وحدها فالرجل يحق له أيضاً أن يطالب بالفسخ , يحدد قانون الأحوال الشخصية سبعة أسباب لطلب الزوجة الفسخ يشترك الزوج في ثلاث منها: الفسخ للعيب(المادة 47) الفسخ لعدم الكفاءة(المادة48) الفسخ لاختلاف الدين(المادة49). أما الأسباب التي لا يشترك فيها الزوج مع الزوجة فهي: الفسخ لعدم الإنفاق(المواد:53,51,50) الفسخ للغيبة والحبس(المادة52) الفسخ للكراهية(المادة54) , وفي حال تقدمت المرأة بطلب الفسخ للعيب وثبت هذا العيب فالأصل أنها لا تعيد إليه المهر , أما الخلع فيحق للمرأة طلبه بسبب كراهيتها لزوجها ، دون أن يكون ذلك نتيجة سوء خُلق منه أو وجود عيب به ، كما قالت زوجة ثابت بن قيس رضي الله عنها وعنه يا رسول الله ما أعتب عليه في خلق ولا دين ، ولكني أكره الكفر في الإسلام.: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتردين إليه حديقته ؟
قالت: نعم فأمره عليه الصلاة والسلام أن يُفارقها،. والفرق بين الفسخ والخلع , هو أن الخلع يكون برضي الطرفين, وأن تعيد الزوجة له المهر فالزوجة طالما رغبت في الخلاص من زوجها لكرهها الشديد له دون أن يكون به عيب عليها أن تدفع للزوج مقابل خلاصها منه , وفي حال وقع الخلع وندمت الزوجة عليه ورغب الزوجان في أن يرجعا لبعضهما كزوج وزوجة فلا بد من عقد ومهر جديدين وقد أردت أن أطرح هذه النقطة لان كثيراً من النساء، جهلها بالقانون قد يجعلها تطالب بالخلع الذي يوجب عليها إرجاع المهر , هذا شق الشق الثاني وهو المتعلق بالزوج الذي هو في الأصل لا يريد زوجته ويريد تطليقها لكنه لا يفعل هذا ويحاول أن يرمي بالكرة في ملعبها لكي تطلب هي الخلع من أجل أن يستعيد المهر وبعضهم قد يشترط عليها أن تدفع له أكثر من المهر وهذا ابتزاز ومع الأسف هو يحدث بكثرة لأن الرجل كان بمجرد أن تصل زوجته للمحكمة من أجل الطلاق يطلقها فوراً ولهذا على المرأة أن تكون صبورة والنساء بطبيعتهن العاطفية وإحساسهن الناعم كثير منهن بمجرد حصول الأذى النفسي لهن قد يفضلن الموت ( الانتحار ) على البقاء مع زوج يجرح القلب ويهين الكرامة وقد سمعنا كثيراً منهن من تقول للقاضي أفضل الموت على أن أعود له وبعضهن تهدد بالانتحار غرقاً أو حرقاً إذا لم يفرق بينها وبينه والرجل الذي لا قلب له ولا يقدر الآية الكريمة التي تقول له إمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان “ ويحاول استغلال الوضع وابتزاز الزوجة التي يكون في قرارة نفسه لا يريدها وقد يكون أكثر منها كرهاً لها لكنه يتعامل مع الوضع بصورة مادية ويفضل أن يخرج من هذا الزواج غير خسران..
