استعرض أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الدكتور احمد عوض بن مبارك بعض الصور لقصة عطاء وتفاعل في المؤتمر جديرة أن تروى، وجديرة أن تسمع. وأشار بن مبارك بكلمته في الجلسة الافتتاحية للجلسة العامة الثانية إلى أن الصورة الأولى رسمتها عضوات المؤتمر في الجلسة العامة وعلى مستوى فرق العمل وفي الزيارات الميدانية، حيث كن خير سفراء للمرأة اليمنية ومثلنها تمثيلاً مشرفاً معبرات بذلك عن انتمائهن للمستقبل.. وقال بن مبارك :" أدهشتني الصور التي نقلتها أخوات من جنوب البلاد عن معاناة إخوانها في محافظات شمالية، والعكس صحيح". وبين أن الصورة الثانية تتمثل في ما رسمه الشباب من ألوان زاهية وهم يشعلون القاعات حماساً وطاقة، يتقدمون بمشاركات فاعلة وحقيقية ويقضون ساعات طوال إعداداً وترتيباً وتنسيقاً لمدخلات ومخرجات النقاش في فرق العمل المختلفة .. وقال :" نشعر بالاطمئنان أن اليمن على موعد مع جيل يسبق عصره، جيل بناء وإعمار". فيما قال في الصورة الثالثة :" لا يمكنني أن أجد مشهداً أروع من أن يجتمع فرقاء الأمس على طاولة الحوار، يحتدم النقاش في القاعات، لكنك تجدهم يتبادلون التحايا والابتسامات والضيافة على طاولة الطعام وأثناء الاستراحات، بهذا يثبت اليمنيون أنهم أقرب للتعايش مع بعضهم بعضا وأبعد من الاختلاف فقط إن توفرت فرص حقيقية للتعايش وصدقت النوايا، وهذا ما يتشكل الآن في مؤتمر الحوار". وأضاف :" خيب أعضاء المؤتمر توقعات المشككين من حيث التزام بقواعد المؤتمر وإجراءاته، فبشكل عام وبدون النظر إلى الحالات الفردية لقد فاق التوقعات مستوى الانضباط، فعلى سبيل المثال، وصل متوسط الحضور العام خلال كل الأيام الماضية ما يقرب من 88 بالمئة من قوام المؤتمر وهذه نسبة عالية ومؤشر على استعداد اليمن أن يلتزم بالنظام والضوابط إن توفر نظام عادل وشفاف يتساوى أمامه الجميع". وبين أن الصورة الخامسة تؤكد بأنه لم يحظى أي حدث وطني بمستوى دعم الأشقاء والأصدقاء لهذا المؤتمر الأنموذج في المنطقة، مئات الساعات من الدعم الفني والتدريب والمحاضرات التي رفد بها المؤتمر من الأشقاء والأصدقاء. وقال :" توافد إلينا كبار المحاضرين والفقهاء الدستورين والخبراء في مجالات ذات صلة بقضايا الحوار واستفادت منهم فرق العمل بشكل كبير، وهنا يطيب لي أن أتقدم برسالة شكر وامتنان لكل الداعمين مادياً وفنياً من الأشقاء والأصدقاء ووكالات الأممالمتحدة وعلى رأسهم دائرة الشؤون السياسية، والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وكل الأصدقاء". وأشار إلى أن الصورة السادسة تتمثل في الوهج الذي كنا نلاحظه في عيون الناس وآمالهم تتدفق إلى الحاضرين والذي كان من أكبر المحفزات للاستمرار والعمل من أجلهم. وقال :" وصل عدد من التقى بهم أعضاء المؤتمر في مختلف المحافظات ما يقرب من 11 ألف شخص، قامت بها 28 مجموعة مصغرة لفرق العمل في ما يصل إلى 168 لقاء نظمته الأمانة العامة". وأضاف :" اسمحوا لي أن أستشهد على إصرار عضوات وأعضاء المؤتمر بالحادثة المؤسفة التي تعرضت لها الطائرة المروحية التي كانت تقلهم إلى البيضاء، رغم الحادث الخطير واصل الفريق رحلته وعقد اللقاءات وجمع ما أمكن من بيانات وعاد إلى صنعاء، وهم يستحقون منا الإجلال والتقدير" . وتابع بن مبارك :" في عدن، نقل الفريق الميداني صورة واقعية لطبيعة المؤتمر القائم على المشاركة الشفافية وحرية التعبير وذلك بالاستماع إلى الشباب والناشطين وهم يتحدثون بحرية مطلقة، وجد هؤلاء أذان صاغية لهم وهمومهم ومعاناتهم، فتحولت الصورة السلبية عن المؤتمر إلى إيجابية ولمست هذا بنفسي، وأعتز بهؤلاء الناس جميعاً". أما الصورة السابعة فقد أشار إلى أنها من صور اليمن الجديد، حيث وأن غالبية الأساتذة والخبراء المحليين بذلوا جهدا مضنياً في دعم المؤتمر وحرصوا على تنفيذ دورهم الوطني دون أي مقابل مادي ودون حتى أن يطلبوا تغطية إعلامية حفظاً للحق الأدبي لعملهم ومشاركتهم، وهذا يؤكد أن اليمن الجديد يتشكل بمثل هؤلاء، في حين أشار إلى أن الصورة الثامنة تكمن في أنه لم يحظى أي حدث وطني بهكذا اهتمام من قبل الإعلام وبشكل مستمر رغم طول الفترة، ما يقرب من 900 مادة صحفية أنتجها المركز الإعلامي للمؤتمر، في حين تم البث المباشر والمسجل لمئات الساعات عبر الفضائيات اليمنية وغير اليمنية من مقابلات وتصريحات وتغطيات، وتم مواكبة نزول الفرق في العاصمة والمحافظات بحيث بلغت التغطية الإعلامية في ذروة النزول الميداني إلى 27 فريق يعمل في نفس اليوم. ولفت أمين عام مؤتمر الحوار الوطني إلى أن الصورة التاسعة تعكس بأنه لا يمكن لحدث استثنائي كهذا إلا أن يكون القائمون عليه أشخاص يعملون بشكل استثنائي، وأن فريق الأمانة العامة الذي أتى من مناطق مختلفة بالبلاد، جمعهم حلم اليمن الجديد يعمل بشكل استثنائي، يواصلون النهار بالليل، ويعملون دون انتظار الأجر ودافعهم الأول هو أن يكونوا جزء من هذا المستقبل وأن يسهموا في رسم ملامح الوطن الجديد.
وقال :" لم تكن الأيام الماضية من عمر المؤتمر مثالية، فقد واجهتنا صعوبات جمة، وتحديات كثيرة وحساسة، لطالما وضعنا أمام اختبارات صعبة، لكن حكمة اليمنيين تتجلى في لحظة الحسم، نحن نعمل في مدى زمني ضيق، ومع عدد كبير من المشاركات والمشاركين، وفي بيئة مليئة بالتحديات ، إلا أننا نؤمن أن مهمتنا في الأمانة العامة ومؤتمر الحوار أن نتغلب على هذه الصعوبات ونعمل ولا خيار لنا إلا النجاح، كما أشار الأخ رئيس الجمهورية في الجلسة الافتتاحية في مارس الماضي". وأضاف :" إن الزخم الشعبي الواسع والتعاطي البناء مع مؤتمر الحوار من غالبية أبناء الشعب اليمني يشكل دافعاً قوياً لنا في الأمانة العامة ولأعضاء المؤتمر ويعزز المسؤولية بألا نخذل آمال البسطاء من اليمنيين، لعل أجمل إنجاز يمكن أن نعيشه اليوم هو خوض هذه التجربة ذاتها والخروج منها بتقارير لأغلب فرق العمل ستناقش باستفاضة في هذه الجلسة العامة".
واختتم كلمته قائلاً :" إن هذا حدث يستحق الاحتفاء، وحري بنا جميعاً أن نضاعف الجهد في المرحلة القادمة وعندما نعود لأطفالنا نعود مطمئنين على مستقبلهم وأن عدوى الماضي لن تنتقل إليهم".