اقتحم أنصار الحوثيين في حاشد محافظة عمران منطقة "دنان" التابعة للعصيمات، فارضين سيطرتهم الكاملة، كما أقدموا على نسف منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر محلية إن أنصار الحوثيين من قبائل عذر (حاشد) شنوا هجوماً عنيفاً الساعة السابعة صباح يوم أمس على عزلة "دنان" التي كانوا قد سيطروا على الجبال المحيطة بها من جهة الغرب في وقت سابق. وذكرت المصادر أن الهجوم أسفر عن سيطرة الحوثيين على منطقة دنان بصورة كاملة، فيما تراجع مسلحو أولاد الأحمر المسنودون بمليشيات حزب الإصلاح إلى المناطق الغربية من جهة الشرق. وأكدت مصادر الصحيفة في العصيمات سقوط 6 من مسلحي أولاد الأحمر، أبرزهم (هادي حمود بعران)، مشيرة إلى أنهم فضَّلوا الانسحاب بعد أقلّ من ساعة على بدء المواجهات، تاركين جثث القتلى لدى مُسلَّحي الحوثيين. وفيما لم يتسنَّ للصحيفة معرفة عدد ضحايا الحوثيين قالت وسائل إعلامية تابعة لحزب الإصلاح إن عشرة من الحوثيين قتلوا في مواجهات أمس. وعن ردة الفعل قالت مصادر قبلية رفيعة ل"اليمن اليوم" إن حسين الأحمر الذي يقود المواجهات من منطقة "حوث" بعمران وجه دعوات لقبائل حاشد للقتال معهم إلاّ أن دعوته قوبلت بفتور من البعض ورفض قاطع من البعض الآخر، في حين أبلغ الصحيفة شهود عيان أن قرابة 20 سيارة مليئة بالمسلحين من أتباع أولاد الأحمر تحركت من حي الحصبة بأمانة العاصمة باتجاه حوث. وأدى مقتل (6) مسافرين داخل مطعم في عمران إلى معاودة المعارك بين الجانبين بعد اتهام الحوثي ل(حميد الأحمر) بالوقوف وراء الجريمة. ويتهم الحوثيون الحكومة بمساندة أبناء الأحمر في المواجهات. وقال بيان صادر عن المجلس السياسي للجماعة أمس إن معسكر الجيش في عمران بقيادة القشيبي شارك في المعارك وقام بتسخير معدات ومقدرات الجيش في هذه المواجهات. واعتبر البيان "استخدام الوحدات العسكرية لصالح أطراف سياسية يؤكد فشل الهيكلة واستمرار الهيمنة على الجيش من قِبل أفراد يستعينون بالجيش لفرض هيمنتهم ونفوذهم، وهو ما يؤكد مخاوفهم". وأضاف البيان "إن استمرار توظيف الجيش لحساب أطراف محددة، ووضع قيادات على رأس وحدات عسكرية وفي مناطق حساسة، هو ما يقف حجر عثرة في طريق استقرار البلد، خاصة وأن هذه القيادات معروفة بمواقفها المهدِّدة للسِّلم الاجتماعي والأهلي وانحيازها لصالح أطراف محددة"، على حد تعبير البيان. وكان رئيس الجمهورية قد شكَّل نهاية الأسبوع لجنة رئاسية لوقف القتال في مديرية العشة عمران، إلاّ أنها لم تباشر مهامها حتى اللحظة. يُذكر أن المواجهات اندلعت في بادئ الأمر بين الطرفين يوم الاثنين 18 أغسطس في قرية دنان إثر مقتل أحد أنصار الحوثيين على يد أحد أنصار الإصلاح، حيث تشاجرا بسبب خلافات مذهبية، وفي اليوم التالي أثناء حضور حوثيين من صعدة للمشاركة في العزاء حصلت مشادات أدت إلى مقتل آخر من أنصار الحوثي.