سلسلة الضربات التي تعرض لها منتمون كثر للمؤسسة العسكرية والأمنية ترتقي لأن تصبح ظاهرة مقلقة لكل من في تكوينه النفسي والوجداني ذرة من غِيْرَة. *ولهذا فإن الواجب يفرض التحذير من استمرار هذا الحال لأن الضرب في المؤسسة العسكرية والأمنية في أي بلد ليس سوى الدليل الأكيد على استغلال القصور الأمني والقصور الأخلاقي لإسقاط الدولة. *واللافت لكل من يمتلك ولو مسحة من النباهة أن حكومة الوفاق ومن ورائها الأحزاب وبقية المؤسسات المعطلة بمطارق قوة العادة وتجميد الدستور وانتقائية مواد المبادرة الخليجية.. الجميع يثابرون بوعي وبدون وعي في صناعة هذه الهشاشة التي نقلت قوى العنف والتطرف من خانة التقلب في غياب القانون إلى "التبرطع" بالإحساس الكامل بهذا الغياب. *وفي زمن صارت فيه الفوضى خلاقة والهدم بناء والتغيير إعادة إنتاج ما هو مختلف وبائس بأدوات أكثر جوعاً وفجوراً تبرز الحاجة لمناشدة الأشكال الحزبية بأن تتقي الله في اليمن وأهله وتغادر أي حالة انتقامية بصرف النظر عما إذا كانت الحالة الانتقامية عَتَهاً أو تكتيكا يسير على منهج شمشوم هادم المعبد على نفسه قبل أعدائه.. *وتحت تأثير قوافل شهداء القوات المسلحة والأمن بمجازر هيأت الدولة الرخوة مناخاتها يصح أن يصرخ الجميع فيحذرون من"تشاعيب" أحزاب عانت على مدار عقود من كساحها سواء في زمن العمل السري أو حتى بعد ما كان من قيام الوحدة اليمنية بإخراج الحزبية من مخابئها السرية المظلمة.. هذه الأحزاب تستدعي عجزها وكساحها القديم وهو ما رأيناه ونراه في أكثر من منعطف تأريخي وسياسي.. *وأي نعم.. الأممالمتحدة ومجلس الأمن ودول الإقليم الخليجي ترعى عملية لصق بين القوى السياسية اليمنية القديمة وصارت جديدة وبين مكونات تعمل على تسويق نفسها بأنها قوى جديدة، لكن ما يخيف هو أن القديم مشدود إلى زمن داحس والغبراء والجديد مشدود هو الآخر إلى الحالة الأبوية في انفصال مع عقول يفترض أن تكون متحررة وتتجنب تلك الفرقعات التي تابعناها في حفلة "زار" مناوشات العزل السياسي. *وعود على ذات البداية.. ليحذر الجميع عواقب الفرجة على استهداف أبناء القوات المسلحة والأمن بذات الحاجة لإدراك أن التسوية السياسية جاءت لتهدم الأحقاد وتردم فوهة الصدام وتجنب اليمنيين فائض غضب فيه من العواقب ما يفوق التوقع..!! وعلى الدوام.. حفظ الله اليمن.