أشعر بالتعاطف الشديد مع عضو الحزب الشيوعي الهندي "سامار أشارجي" الذي فصله حزبه بعد أن أذاعت قناة هندية صوره وهو يتقلب في سرير من أوراق مالية أخذت تعتلي صدره ومؤخرته. -ورغم أن "سامار أشارجي" سجل براءته من التهمة بصوته وهو يقول في كلمات صاحبت الصورة :"لقد سحبت مليوني روبية من حسابي المصرفي وحققت حلمي الذي راودني منذ وقت طويل وهو النوم على سرير مفروش بالمال". -إلا أن قوى المزايدة والابتزاز وربما حماية الأخلاق أطاحت به خارج الحزب مع أنه سحب المبلغ من رصيده محاولاً الإطاحة بعقدة دفينة تتمثل في رغبته في أن ينام على سرير مفروش بالمال. -وأجاد محقق رغبته في النوم على كتل الفلوس دفاعه عن نفسه عندما قال "لست منافقاً مثل بقية أعضاء الحزب الذين يصورون أنفسهم بأنهم من طبقة العمال، ومع ذلك لديهم مبالغ طائلة من المال" ولكن كيف لدفاعه أن يبرئه في بلد عاطفي نعم ويصل وقت الفلم فيه إلى أربع ساعات، ولكنه يرفض أي تصرف فاسد واستفزازي حتى لو كان مجرد التقلب على فلوس سحبها من رصيده الخاص بعد رحلة من الشقاء في مقاولات البناء. -مبعث التعاطف مع عضو الحزب الشيوعي الهندي المعاقب هو أن الرجل لم يسرق المبلغ الذي لا يزيد عن ثلاثة وثلاثين ألف دولار وأنه أحد أبناء الأسر الفقيرة وأنه فقط أراد التخلص من عقدة دفينة بأحلام التقلب على فراش من الفلوس غير الحرام. -وفي بلد متقدم علمياً وتكنولوجيا، ولكنه بلد لم يتمكن من التغلب على الفقر يسهل تفهم الأبعاد النفسية والموضوعية لمثل هذا التصرف الذي يعبر عن واقع يستدعي التغيير بالصورة التي تمنع تحويل النوم على سرير من "الروبيات الهندية" إلى حلم وتستدعيه كحق إنساني ولو في الهند. -وما زلت أتذكر ذات زيارة للهند عندما صعقتني المفاجأة أن الشارع الهندي حتى في العاصمة نيودلهي ليس فيه إثارة الجمال الصارخ الذي عشناه في الأفلام الهندية، لكن عرساً هندياً في فندق الإقامة أخرج "المستخبّي" عند طبقة الأثرياء الهنود. -في ذلك المساء كان لافتاً الجمال الهندي السينمائي على الواقع.. وكان لافتاً أن العريس وعروسته يركبان خيلاً وسط إثارة الأضواء والألوان الهندية التي يشاهدها اليمنيون هذه الأيام في بهارات مسلسل ملكة جانسي.. فيما كان في ذلك العرس من يقذف من فوق الخيول المصاحبة للعريس وعروسته بالأوراق المالية الهندية إلى الأرض، حيث يخوض الفقراء صغاراً وكباراً معركة للفوز بما يصل إلى أيديهم من "روبيات" علها تطعم من جوع. - أما والشيء بالشيء يذكر فكم في أحزابنا وحكومتنا من لصوص النهار الذين يتفوقون في عددهم على لصوص الليل.. ومع ذلك لا يجدون من يطردهم لا من حزب ولا من حكومة.. حيث السارق في اليمن.. أحمر عين.. وابن أمه وأبوه..!!