كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الولاياتالمتحدة الأميركية تنصتت على هواتف زعماء 35 دولة في العالم. ووفق وثيقة سرية جديدة سربها للصحيفة المحلل الاستخباراتي الأمريكي السابق إدوارد سنودن فإن وكالة الأمن القومي الأميركية تحضّ المسؤولين البارزين في مواقع مختلفة كالبيت الأبيض والبنتاغون والوكالات الحكومية على أن يقدموا مالديهم من أرقام هواتف تخص السياسيين البارزين حول العالم لإضافتها إلى قاعدة بياناتها. وكشفت الوثيقة أن مسؤولاً لم يكشف عن هويته قد سلم للوكالة أكثر من مائتي رقم هاتف من بينها أرقام لخمسة وثلاثين من زعماء العالم. وأن موظفين بالوكالة قد تم تكليفهم على الفور بمراقبة اتصالات هذه الأرقام. أضافت "الغارديان" "أن هذه الوثيقة التي يعود تاريخها إلى أكتوبر من عام 2006، ترجح أن المسألة لم تكن حدثاً فردياً". موضوع تنصت الاستخبارات الأميركية على دول العالم تناولته أيضاً صحيفة "الاندبندنت" التي قالت إن "فضيحة التجسس الأمريكية على الاتصالات قفز إلى صدارة المشهد الأوروبي للمرة الأولى أمس لافتة إلى أن الموضوع خيّم على أعمال قمة الاتحاد الأوروبي التي انطلقت في بروكسل لاسيما وأن القمة أتت بعد معلومات عن أن أميركا تنصت على الجهاز المحمول للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعلى اتصالات ملايين الفرنسيين. ورأى الإتحاد الأوروبي أن اهتزاز الثقة بالولاياتالمتحدة بشأن التجسس على حلفائها قد يضر بالحرب على الإرهاب، داعياً إلى وضع ميثاق عمل جديد في هذا الإطار بحلول نهاية العام. وجاء في بيان عقب قمة الإتحاد في بروكسل بحضور الزعماء الأوروبيين أن "انعدام الثقة قد يضر التعاون في جمع الاستخبارات"، مضيفاً أن "أن قضايا التجسس الأخيرة أثارت مخاوف عميقة "وسط المواطنين الأوروبيين".
فرنسا تشتبه بوقوف واشنطن وراء هجوم معلوماتي ضد رئاستها من جهتها ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أمس الجمعة، أن باريس اشتبهت في أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تقف وراء هجوم معلوماتي استهدف الرئاسة الفرنسية في مايو 2012، في حين تتوالى التسريبات حول التجسس الأميركي. وقالت "لوموند" إن مذكرة داخلية "سرية للغاية" من أربع صفحات لوكالة الأمن القومي الأميركية، كشفها المستشار السابق في هذه الوكالة إدوارد سنودن، "تشهد على توترات و ريبة بين باريس وواشنطن" رغم أنهما حليفتان رسمياً. وطلب مسؤولان فرنسيان كبيران من أجهزة الاستخبارات ومن وكالة عامة للأمن المعلوماتي في 12 أبريل 2013 مساءلة وكالة الأمن القومي الأميركية. ويشتبه في أن هذه الوكالة متورطة في قرصنة حواسيب تعود لأبرز مساعدي رئيس الدولة خلال ولاية نيكولا ساركوزي في مايو 2012 بين دورتي الانتخابات الرئاسية في فرنسا. وبحسب خبير تدخل في الحادث ونقلت صحيفة "لوموند" تصريحاته، فإن "الهجوم ليس عملاً تخريبياً يفترض أن يتم إعلانه وإنما بالرغبة في البقاء في قلب الرئاسة". وفي نوفمبر 2012، نشرت مجلة "لكسبرس" مقالاً أشار إلى أن الأميركيين يقفون وراء الهجوم. وفي يناير 2013 اضطر رئيس وكالة الأمن القومي الأميركية، الجنرال كيث الكسندر، أثناء مروره في باريس، للإجابة عن أسئلة أجهزة الاستخبارات الفرنسية حول مسؤولية وكالته في هذه القضية، بحسب "لوموند".