ليلة الجمعة شعَّب المشعبون، وهم متكئون بمجالسهم هنا في اليمن، وتخيلوا أنفسهم في استكهولم وباريس وجنيف.. كتبوا في وسائل إعلامهم الإلكترونية أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح في حالة غيبوبة في مملكة السويد!.. وذلك بعد سفرة إلى إحدى الدول للعلاج هناك!.. ثم سافر من السويد إلى جنيف بناء على معلومات موثوقة!.. ومن أين تلقوا المعلومات الموثوقة؟ قالوا: من باريس!. وأيش كمان؟ قالوا: شاهدوه في سويسرا، وهو يسير بموكب كبير على غير العادة! .. وقبل ذلك شاهدوا حوله حراسة مشددة في السويد!.. وكان باقي يقولون إن هذه المراسيم العظيمة في مملكة السويد، وفي سويسرا من الأمور المعتادة عند استقبال أشخاص مصابين بغيبوبة! قبل شهر شاهدوا الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهو يدخل السعودية للعلاج، وبعد ذلك بقليل رأوه في الليل وهو يدخل الحديدة من شمالها بموكب كبير، وهذا الموكب الكبير ترافقه نحو 12 دورية عسكرية! وقبل ذلك أيضا شاهدوه في عمان والإمارات وأثيوبيا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا.. وبينما كانوا مرافقين لشبحه في حله وترحاله في تلك البلدان، كان الزعيم علي عبد الله صالح يعيش داخل قصره بالثنية في صنعاء.. وكان ظهوره أمس في قناة آزال قاضيا ماضيا على الكذابين. ينبغي أن يدرك المواطن، أن الشائعات والأخبار الكاذبة تكثر أوقات الأزمات، لذلك يجب أن يكون يقظاً.. في وقتنا هذا تعيش البلاد أزمة، بل أزمات متعددة، والذين يريدون لفت الأنظار بعيدا عن قضايا معينة يلجأون إلى إشغال المواطنين بأخبار كاذبة وشائعات تدور حول خصومهم السياسيين المهمين، ومن ذلك الشائعات والأخبار الكاذبة التي تدور حول صحة الزعيم علي عبد الله صالح. ويتعين النظر بعناية في نوع واتجاهات الوسائل التي تنقل الأخبار، فما إن تعرف مثلا أن هذه الصحيفة أو ذلك الموقع يتبع حزب الإصلاح أو عيال الأحمر ولوائهم، أعرف لأنها وسائل دجل وشائعات، ويستهدف الزعيم من خلالها بصورة مستمرة لأسباب معروفة، لكن لم يحدث ولو لمرة واحدة أن صدقت في خبر، أو صمدت لها شائعة.. فهذا لا يهم القائمين عليها، لأن فضيلة مثل الصدق والأمانة ليستا من مطالبهم، وما يهمهم هو أن يشغلوا الناس عن فضائع تنظيم القاعدة، وعن الحالة الكارثية التي وصلت إليها البلاد جراء فشل وزارة الداخلية خاصة، وفشل الحكومة عامة، وعن الحالة المزرية التي وصل إليها الإخوان المفلسون!