تنظيم القاعدة برر فعلته الشنيعة في مجمع العرضي يوم الخميس الماضي بكذبة شنيعة، وهي أن "المجمع يحوي غرفا للتحكم بالطائرات بدون طيار، ويتواجد فيه عدد من الخبراء الأمريكان".. بينما إرهابيو التنظيم قتلوا معظم ال56 آدميا، وجرحوا 215 داخل مستشفى المجمع، والبقية بداية من بوابة المجمع، ومن وجدوهم في طريقهم إلى المستشفى. القضاة والمهندسون والأطباء والممرضون والمرضى ومرافقوهم، كانوا في غرف المستشفى وأروقته، ولم يكونوا في غرف تحكم بطائرات، وليسوا خبراء أمريكيين.. فكيف، وبم سيبرر شيوخ التنظيم الإرهابي هذا القتل؟ ما هو مبرر قتل القاضي عبدالجليل نعمان وزوجته؟ ما هو مبرر قتل عبدالرحمن نعمان وزوجته وابنتهما الصغيرة؟ ما هو مبرر قتل هؤلاء وغيرهم من المرضى ومرافقيهم الذين جاءوا إلى المستشفى مرضى يطلبون العلاج؟ بأي ذنب قتلتم الدكتورة جميلة البحم، والدكتورة سمية الثلايا، والدكتور فنزويلا، وغيرهم من الأطباء والممرضين اليمنيين وغير اليمنيين، وبأي ذنب أثخنتم بقية الرجال والنساء بالجراح؟ وما هو مبرركم لقتل الجنود والضباط، وماذا قدمتم لله وللإسلام والمسلمين بتدمير المستشفى؟.. ما هو مبرركم أمام الله الذي قال، وتقرأون قوله: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"؟.. إذا كان الإسلام دينكم حقا، هاتوا لنا من الإسلام دليلاً واحداً يجيز لكم قتل الناس على ذلك النحو، أو على أي نحو آخر؟ إننا نجزم أن الإرهابيين الذين استباحوا دماء هؤلاء الأبرياء، مسلمون، وكذب من يقول فيهم غير ذلك، وكذب من يقول إن الإرهاب لا دين له، فلو لم يكونوا مسلمين لما سوغوا القتل، ولما أقدموا عليه بذلك الرضا والاستبسال.. هؤلاء الإرهابيون مسلمون، أفسد رجال الدين التكفيريون والمتطرفون دينهم وفطرتهم وأخلاقهم وعقولهم، فحولوهم إلى وحوش تتغذى بلحوم ودماء الأبرياء. أفسدهم رجال دين تكفيريون ومتطرفون يتكلمون باسم الله.. يستقطبون الشباب ويعيدون صياغة عقولهم ليصبحوا إرهابيين وقتلة.. يقولون لهم اقتلوا وانتحروا وفجروا وستكون الجنة مأواكم، والحور العين تنتظركم، فيصدقون أن الله يكافئ القاتل بمكعبات. رجال دين يفترون على الله، يقولون لهم إن قتل الجنود والضباط نصر لله، وضرب لأعداء الله، يقولون لهم اقتلوهم، من أجل الله ومن أجل دين الله، ولإحياء شريعة الله.. وجريمة هؤلاء مضاعفة، لأنهم يبيحون القتل ويحرضون عليه، ولأنهم يقولون إن هذا القتل لله ودينه وشريعته.