كان عبد الرحمن الجفري، رئيس حزب الرابطة، يقول إن حزب الإصلاح أقام معسكرات تدريب مليشيات في المحافظات الجنوبية، وإن الموضوع ليس سراً، لأن قيادات في الحزب أكدت له صحة تلك المعلومات، وتم ذلك على مرأى ومسمع الجميع، حيث جلب أشخاصاً على حافلات من مناطق متفرقة، والتدريبات تُجرى في معسكرات، منها معسكر في عدن يقع في جبل خلف جبل شمسان، ومعسكرات محمد علي محسن بحضرموت. والقانص، رئيس مكتب العلاقات السياسية بالبعث، رئيس الهيئة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك حينها، كان يقول إن الرفاق أكدوا أن هناك معسكراً في بيت الصلاحي بخولان، ومعسكراً في الجوف، وإن هناك أشياء تتم بسرية، والقيادي الإصلاحي محمد الحزمي موجود في سوريا منذ أربعة أشهر، ولا يمكن أن يقضي هذه المدة من أجل الإفراج عن الضباط اليمنيين الخمسة الأسرى، وتمنى القانص على القيادي الإصلاحي حمود الذارحي أن يستغل علاقته بجبهة النصرة، ويطلب منها الإفراج عن الضباط. وكان فهد دهشوش يتحدث عن قيام حزب الإصلاح باستحداث معسكرات تدريب، وإرسال المتدربين إلى سوريا، وكانت منظمة حقوقية في الحديدة- لا يحضرني اسمها- تصدر بيانات عن وجود معسكر تدريب في واحدة من ضواحي المدينة، يديره قيادي إصلاحي، وكانت صحف تتحدث عن معسكرات تدريب في عبس وخيران حجة، والساحل التهامي يشرف عليها عسكريون موالون للإصلاح، ولإضفاء الشرعية عليها كانوا يقولون إنها معسكرات حكومية، وكان، وكان، وكان. وكانت تركيا تطير إلى عدن أربع رحلات جوية في الأسبوع الواحد، وعدن ليست دبي، لا في وسط الأزمة ولا قبلها، ولا بعدها، والتأشيرات التركية تمنح بسهولة.. وكان القيادي الإصلاحي العماد مرابطاً في تركيا، وآخرون يتنقلون بين اليمن وقطر وتركياوسوريا، وكانت حملة «انقذوهم» الإصلاحية تجمع التبرعات وترسل إلى سوريا. كل تلك المعسكرات والأنشطة والتحركات الإصلاحية بالدرجة الأولى لمد الجماعات الإرهابية في سوريا بمقاتلين، وقد قدَّر مسئول أمني عددهم هناك بنحو 3500، اليمنيين فقط.. وغير معروف كم عدد الذين وضعوا في الاحتياط، أو صاروا اليوم يقاتلون الجيش والأمن في أبين وشبوة والبيضاء وغيرها. لما كان القائلون السابقون يقولون ما يقولون، لم يلتفت إليهم أحد، وكان حزب الإصلاح يقوم بذلك بسهولة وأمان في المعسكرات، وفي المطارات، بحكم أن وزير الداخلية إصلاحي، وعنده مسئولون عسكريون موالون.. الآن بعض الإرهابيين يعودون من سوريا، وسيعود المزيد منهم، والخبر اليقين عن كيفية دخولهم عند الإصلاح أكيد.