قبل أن تنفجر الحرب في اليومين الماضيين، بين أنصار الله من جهة، ومليشيات حزب الإصلاح من جهة أخرى في الجميمة وحجر بعمران، مدعومة بقوات اللواء 310 مدرع الذي يقوده القشيبي، وهو من ألوية الفرقة الأولى مدرع، ويضم معظم من جنَّدهم الإصلاح في العامين الماضيين، قبل أن تنفجر هذه الحرب، كان مصدر في صحيفة اللواء علي محسن (أخبار اليوم) يحذر الرئيس هادي من السماح للحوثيين بالاعتداء على «الجيش الحر»، وكان ذلك التحذير بمثابة إعلان عن تدابير يتم الترتيب لها، لإشعال الحرب في عمران، وإشراك اللواء 310 (الجيش الحر) فيها في مواجهة الحوثيين، أو أنصار الله، وفتح جبهة جديدة في محاولة للفت الجيش اليمني إليها، وتشغله عن مهامه في أبين وشبوة والبيضاء، وبذلك يتخفف الضغط على الإرهابيين الذين يتعرضون لأكبر هزيمة منذ بُليت بهم اليمن، والأمر لا يقتصر على عمران، فالإصلاح يحارب أتباع الحوثيين أيضاً في هذا الوقت في الرضمة بإب، ومنطقة وازع بذمار، ومتوقع غداً في منطقة أخرى.. إنه وحلفاؤه يسعون أيضاً إلى توسيع دائرة الحرب مع أنصار الله في مناطق مختلفة، في هذا الوقت لإرباك الرئيس، وتخويفه باتساع الفوضى، أو شغله في إطفاء هذه الحرائق، وبالتالي خفض اهتماماته بالحرب ضد الإرهابيين، وهي الحرب التي فرضت على الجيش وقوى الأمن فرضاً، وسعى الإصلاح للضغط على الرئيس من أجل إيقافها دون جدوى، فكان البديل هو إشعال هذه الحروب. لقد أعقب ذلك التحذير الذي يعرف الجميع مصدره الحقيقي تفجير الحرب في عمران، وأشركوا فيها ما سموه الجيش الحر، لكي يقال إن التحذير كان في مكانه، وإن الرئيس سمح للحوثيين بالاعتداء على الجيش الحر فعلاً، رغم أن أكثر القتلى والمصابين من أنصار الله، فضلاً عمَّن يسمونهم الأسرى.. قبل هذا احتجوا على القرارات التي قصد بها الرئيس إحداث تغيير في قيادات بعض الألوية العسكرية، والقوات الخاصة والشرطة، لإدراكهم تأثيرها الإيجابي في فعالية الحرب على الإرهاب.. إنهم يستهدفون إيقاف الحرب على الإرهاب الآن، وزج الجيش في حرب مع أنصار الله طالما أكدوا على حتميتها، وكل تحركاتهم ينبغي أن تفهم في هذا الإطار، والأمر واضح للغاية.. ويتعيَّن على أنصار الله أن يفوِّتوا عليهم الفرصة، ويقدِّموا خدمة جليلة لبلادهم في هذا الوقت، من خلال القبول ببعض التضحيات، ودعوة القوى السياسية والمدنية والقبلية لتكون شاهدة على المعتدي وإيقاف عدوانه.