شهدت محافظة سقطرى، أمس، ارتفاعاً مفاجئاً في أسعار المواد الغذائية، بالتزامن مع بدء شهر رمضان، حيث يقبل سكان الجزيرة كغيرهم على استهلاك المواد الغذائية بصورة كبيرة، غير أن الوضع في الجزيرة يختلف، مما يضاعف المصاعب لسكانها. وأبرز المواد التي ارتفعت أسعارها، منتجات الألبان والخضار بنسبة 50%. كما ارتفعت أسعار السكر إلى 11 ألفاً للكيس بدلاً عن 10 آلاف، بالنسبة لأسعار الخضار والفواكه ترتفع نظراً لانعدام زراعتها في الجزيرة واعتماد سكانها على استيراد تلك المنتجات من خارج المحافظة، وغالبية المنتجات الزراعية المباعة في أسواق سقطرى خارجية. رمضان الماضي اضطر رئيس الجمهورية إلى توجيه الحكومة بنقل كمية من القمح بصورة مستعجلة جواً لإغاثة أبناء الجزيرة. اضطراب الأجواء وساهم في ارتفاع الأسعار، إلى جانب إقبال الناس على تلك المواد، ندرة التنقل بين الجزيرة والمحافظات المجاورة لها، نظراً لاضطراب الأجواء مع بدء موسم الرياح الشديدة. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن التجار من أبناء الجزيرة يضطرون للسفر بواسطة الرحلات الجوية، الأسبوعية، مما يسهم في ارتفاع تكاليف السفر والشحن مقارنة بالسفر عبر قوارب الصيد، المتوقف حالياً مع اضطراب الأمواج. طقوس رمضانية لأبناء سقطرى طقوس خاصة في رمضان، تختلف كثيراً عن طقوس محافظات يمنية مجاورة لها كمحافظة حضرموت، التي ظلت الجزيرة تابعة لها إدارياً قبيل إعلانها، مطلع العام الجاري، محافظة مستقلة. لكن المخاوف الآن من تلاشي مظاهر تلك الطقوس مع امتداد صراعات السياسة، التي تعاني منها اليمن، إلى شواطئ الجزيرة الجميلة. وإلى جانب الخصوصية اللغوية والثقافية يعمد سكان الجزيرة في رمضان إلى اتباع طرق وتقاليد خاصة تتقارب مع طقوس أتباع الطائفة الصوفية المنتشرة في الوادي والصحراء، رغم تفاوتها. يستعد الناس في الجزيرة لرمضان بغسل المنازل والأثاث وتلوين جدران المنازل، كطقوس متوارثة بين أجيال الجزيرة. أبرز الطقوس المتداولة في أوساط العامة، وتقام بصورة جماعية، دق دفوف التصوف في الأحياء وترديد أناشيد الصوفية في المساجد، إلى جانب الاجتماعات التي تعقد عصر أيام الشهر الكريم على مستوى أهالي الأحياء، ويخيِّم على طابعها النقاشات الدينية والأحاديث. أكلات معهودة تفضِّل نساء الجزيرة طحن الذرة الشامية، المستخدمة في وجبة الشفوت وقت الإفطار، بالرحى "يدوياً"، بدلاً عن استخدام المطاحن الكهربائية. ورغم الجهد المطلوب إلا أن نساء الجزيرة يفضلن ذلك، ولديهن قناعة لا تلين بأن طحن الحب "يدوياً" يعطي مذاقاً مختلفاً للأكل، عن غيره من الوسائل. وتسمع أعمال الطحن اليدوي بواسطة المدرهة في معظم البيوت في الجزيرة، نهار رمضان. ويستحضر السقطريون إلى موائدهم الرمضانية وجبات ذات طابع عصري كاللحوم والخضروات والفواكه والحلويات، المصنعة منزلياً، إلى جانب أكلتهم الشعبية المعهودة "مقدارة" التي تعني فتة الذرة، ارهزد عيصد" إحدى تشكيلة وجبات الأرز أو "شعير دعيصد" التي تعني أرز معصود. بروز المعانة رغم الطبيعة الهادئة لأبناء الجزيرة في تصرفاتهم وتعاملاتهم في ما بينهم أو مع الآخرين، وندرة الجريمة في الجزيرة، إلا أن المشكلات المصطنعة تكاد تفتك بثقافة الجزيرة المسالمة. مؤخراً برزت مشكلة الأراضي كإحدى المشكلات الممتدة من خارج الجزيرة. تنامت ظاهرة السطو على أراضي المواطنين عقب قيام الدولة باقتطاع نحو 2 كيلو متر من مزارع المواطنين في حديبو، العاصمة، لتوسعة مطار الجزيرة، وتقاطر بعدها المسئولون للفيد، مما دفع بسلطات الجزيرة، أمس، إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة تداعيات تصاعد احتجاجات المواطنين والحد منها مستقبلاً، خصوصاً مع تهديد الأهالي بإغلاق المطار. تعود الأملاك المصادرة من قبل سلطات الجزيرة، لصالح المطار، لقرابة 30 أسرة من أبناء منطقة موري. كما يعد القات أحد المشاكل التي باتت تهدد مستقبل أبناء الجزيرة. وتعاني الجزيرة حالياً من تكدس القمامة في شوارعها وانتشار الغبار الكثيف مما يتسبب بانعدام الرؤية الليلية نتيجة الرياح.