مافيش وظائف في البلد، ولا في مناشط يفرغ الشباب طاقاتهم فيها، ولا في دولة لديها إحساس بمعاناة هذه الطاقات المهدورة ما يجعل منها طاقات سايبة يلتقطها السيارة ، والسيارة في اليمن كلهم أولاد وسخة ويحيلون هذه الطاقات إلى عضلات حرب وكذب وتطبيل وزيف ، ومافيش جماعة ولا حزب ولا رأس مال محترم يلتقطها ويحيلها إلى عضلات للبناء وللتعمير وللعيش بإحساس العصر . على أن غالبية الجماعات الدينية هنا تتصرف كقوى مغوية وتستخدم الله لتمرير بواطلها وتأكيد حضورها وتلقيط الشباب من كل زغط ليصبحوا عصاها الغليظة من أجل حماية الله ، يحموه من من ؟ والله مالي علم . يلقطوا الشباب العاطل والمسكين والطيب والمتحمس في مهمة العمل ك "بودي جارد " وعر حد يطلع صوت مخالف لما يعتقدون أنه شرع الله . الفكرة مغرية : حماية دين الله .إن مجرد وظيفة مع سافل يطعمك ستجعلك تتحول إلى وحش في مواجهة أي شخص يقترب منه . ما بالكم حينما يوهمون هؤلاء الشباب العاطلين عن العمل بأنهم يقاتلون مع الله . سرحة الجن . الدفاع عن الله مهمة عظيمة ، لكن مسوقيها تجار حرب ولا يفهمون أن حماية الله يعني حماية فضائله الحميدة ، وعمر القتل والكذب والتظليل والاحتيال ما كانت من فضائل الغني الحميد تخيلوا حجم شرف المهمة حين يُقال لمجاميع من الشباب العاطلين الذين أصبحوا يعيشون الحياة بلا حلم وبلا طموح وبلا أمل ، احملوا البنادق وتعالوا اشتغلوا بودي جاردات مع أرحم الراحمين . شيء يجعل الواحد يقشبب ويطرح رأسه من أجل تلك المهمة التي سيكون جزاؤها الجنة . ويا ليت أنه يتم تجميع هؤلاء الشباب ليقوموا بمهام دينية عظيمة كإصلاح ذات البين مثلا ، بل يأخذونهم ليقاتلوا طرفاً آخر يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ! إنه يتم تجميعهم وتعليبهم ليصبحوا مجرد عضلات تذيق بعضها بأس بعض وتنزل قيم الله ملح . والحقيقة أننا بتنا في مسيس الحاجة لظهور جماعة طهورة تحمي الله وشرعه من حقه البودي جردات وكل شيء بيصلح .