والواضح أننا أمة تسير في عماء ذهني كبير وخطير لأننا أصلا تركنا نماذج الحق والعلم والنور والضياء والبناء، ورحنا ندور الله عند شوية فرغ، وما فيش معاهم مهرة غير هذا مجوسي رافضي، قال هذا ناصبي وهات يا طحن الطحين.. وعلى موه يازعم؟ محد داري، المهم يبهذلوا بحياة شعب ويشمتوا بسمعة دين، ويشتوا يقنعونا أن الله سبحانه وتعالى له دخل بهذي المواضيع؟! محمد يدور نور الله عند رجال وشيوخ وقبائل وقادة يتواطئون مع إطفاء الكهرباء كل يوم بهذا الشكل، إلا إحنا أبو يمن. أصلا الظلام داخلنا، وفي عقولنا، مش هو في الخارج، ولا هو في الكهرب. عشان كذا احنا شعب مدبر ابن مدبر. محد يدور شرع الله عند دجالين وقتلة وكذابين ولصوص ومرابين ومنافقين وجهلة، إلا إحنا، وعشان كذا تبدو حياتنا على هذا النحو من التخبط والدهيج وراء رجال دين ما من ابتهم إلا تعكير صفو الحياة بماراثونات الحروب - المستمرة - باسم الله. ليس من صفات الله الفضلى ولا من أسمائه الله الحسنى : الحاشد إلى عمران، والحاشد إلى دماج، والحاشد إلى القاعدة.. والحاشد إلى انتخابات زور، والحاشد للهف انتخابات النقابات، ولهف أنشطة المدارس والجامعات، ولهف المراكز الصيفية، ولهف الوظيفة العامة، ولهف المناصب والتعيينات لأهله ولحزبه ولزمرته ومناصريه، والبقية ينزلوا ملح. هذا الخالق العظيم غزير الحضور ويكفي لمعرفته جل علاه أن نتأمل – فقط- في عظيم أسمائه الحسنى وفي صفاته الفضلى لنعرف – وبسهولة- إنه لا يوجد بين أسماء الله ال : نخاط، والكذاب، والمنافق، والمرابي، والمحتال، والدجال،واللص، والمبهرر، والقاتل، والمتواطئ مع القتل، والساكت عن الحق، والمفتي للخراب، والمجهل للناس، والمهدر للطاقات، والمحاصص لدماء الشهداء، والمطبل للباطل.. والمروع للناس. وباستثناء قلة قليلة من أولئك الصالحين الذين لا يشركون الله في فعائل الإنسان القبيحة، فإن كثيرين من رجال الدين عندنا يظهر من سلوكهم اليومي أنهم لا يتحركون بين الناس بضمير الحق بل بضمير إنهم "الأحق بالله" والآخرون خطأ ينبغي أن يطرحوهم أرضا. الله عظيم ومتعال عن كل تلك التوافه، وعباده الصالحين هم أولئك الذين يمتثلون إلى صفاته الحسنى، وإلى قدسية أسمائه سبحانه الرحيم، ذو الجلال والإكرام. من دون الحاجة إلى معلم جاهل يحشر الله في محل سوء ويخرج إلى الناس وهو متجمل من نفسه أن قدوه فقيه، بالعلم وحده نعرف الله.. وبالعلم وحده أيضا يتطور الدين، مش بالخرافات وال قح بُم.