يتردد الإخوان في حزب الإصلاح بين الطيش، والفيشوش، ومن يتابعهم يفهم بسهولة أنهم في اضطراب وحيرة، بينما المخرج سهل، أن لا يناطحوا الدنيا التي باتت تعرف جيدا أنهم قوى مسلحة محاربة، ومعيقة لمخرجات الحوار، و أن ينسوا صفعات الحوثي التي تلقوها بسبب نزعاتهم المذهبية الإقصائية، وأن يتقبلوا وجود منافسيهم الجدد، في الساحة الدينية التي كانوا ملوكها المتوجين ذات عهد.. لكن يبدو أن القوم سيستمرون رهن التصلب، والحقد، والكذب، والمكر، وفي انتظار منقذ.. والمنقذ – كما يفهم من كلامهم- إما انقلاب عسكري، وإما استعادة حلفاء الأمس، الذين أصبحوا يقفون على أرضية مختلفة عن القديمة التي كانت.. واحسبوا الانقلاب العسكري، من الأماني الشيطانية الملازمة للإخوان في حزب الإصلاح.. انظروا خياراتهم، فما أضيقها! تحالف، انقلاب، حرب، والفكرة المدوية في رؤوسهم الضيقة هي: "الحوثيون".. سعوا إلى زج الجيش في حروبهم الخاصة، ولا يزالون يهاجمون الرئيس هادي، لأنه لم يلب مطلبهم، وزعموا أن سقوط جزء من جيشهم الخاص في عمران، بدأ بمؤامرة جنوبية، لكن قد عوضوا الهزيمة بفيشوشة "كتائب الزنداني"، ثم ما نسبوه للقاضي العمراني، الذي فضح كذبهم، وقبحهم، ودمويتهم! سيستغرقون وقتا طويلا، إذا بقوا مترددين، يوم طيشوشة، ويوم فيشوشة.. يوم يتمنون - كما تمنى رئيس كتلتهم النيابية- عودة التحالف بينهم وبين المؤتمر، لاعتقادهم أن ذلك يمكنهم من القضاء على الحوثيين، ويوم يقولون إن المؤتمر والحوثيين جبهة واحدة، و مستمرون في محاولات إيجاد قطيعة بين الرئيس وحزبه، وكم اختلقوا أكاذيب وشائعات عن تمرد صالح وأقارب صالح، على الرئيس، لكن كان الرئيس يعرف المتمردين من البداية، وحتى أمس، وهم يقولون له: قراراتك الأخيرة انقلاب عسكري على الثورة التي صيرتك رئيسا! يوم يريدون تحالفاً، ويوم يريدون انقلاباً، وكلاهما من أجل حرب.. الإصلاحي العكيمي، يدعو أصهاره (أولاد الشيخ الأحمر)، واللواء علي محسن الأحمر، والرئيس السابق علي عبد الله صالح، يدعوهم لإنشاء تحالف جديد، ( وقال جديد!) يقف إلى جانب حزب الإصلاح في نزاعه الطائفي المسلح مع الحوثيين، وعلى الطريق، استعادة " جمهورية" سقطت في عمران! .. الإصلاحي الحطامي، قرحها صريحة.. انقلاب عسكري، يقوده اللواء علي محسن والشرفاء، لإنقاذ حزب الإصلاح من الحوثيين، وعفاش، والخونة! وقد جمع الخونة، وفي باله المفرد، أو من يزعم الإخوان في حزب الإصلاح أنهم قاموا بثورة أوصلته إلى الرئاسة، بينما رئيس الكتلة النيابية لحزب الإصلاح، عرض تعريضا بالخونة، مع بعض الحياء.