أين أنت يا صخر الوجيه وأين زملاؤك في برلمانيون ضد الفساد وأين المجلس الوطني للمعارضة القديمة؟ فالجميع كانوا يمسكون بالروتي ويتباكون عليه داخل البرلمان، معتبرين ذلك سببا كافيا لإسقاط حكومتي باجمال ومجور. وها نحن نسمعهم يتحدثون عن ثورة ورحيل نظام ومجيء نظام فيما لا شيء تغير سوى استبدال الريش بالشوك حيث يمكن للفساد في اليمن أن يتحول إلى طائر أسطوري. ابتلع الناس الجرعة التي ما تزال تزاحم مجرى الهواء في الحلق فيما بقيت حزمة الإصلاحات الافتراضية تتمتع بفساد سلطة القانون وانكماش سلطة الأخلاق. الذين طالما بكوا وهم يحملون "الروتي" يرفضون اليوم أن يعاودوا ذات البكاء حتى وقد تحول الروتي إلى ما يشبه فرشاة الأسنان، وهم غير مستعدين حتى أن يعترفوا بالقول..هذه هي الظروف ولم يطرأ جديد يعيد الحياة إلى العيش ..لعلنا كنا نكذب أو نتجمل! الأمانة والمحافظات تذكروا أن قرارا صدر عن مجلس الوزراء عام 2007 برقم ذهبي 111 حيث طالعتنا أمانة العاصمة صنعاء ما أسمتها بالمحاضر الموقعة مع شعبة المخابز والأفران بالغرفة التجارية والذي حدد سعر الكيلو جرام العيش بأنواعه المختلفة بسعر 240 ريال ولكن ما الذي يحدث؟ يوم أمس قمت بقص خبر إقرار أسعار الخبز الذي يشير إلى اللائحة التنفيذية بشأن تحديد إنتاج وبيع الخبز بأنواعه المسطح، الروتي ،والكدم فماذا جرى يا هل ترى في المخبز؟ الميزان مصلوب وفي مكان بارز لكن صاحب المخبز يرفض استخدامه، ويصر على البيع على طريقته المعتادة واللي مش عاجبه يغني " واجب على من عشق يطحن " . أخرجت قصاصة الجريدة من جيبي ليس من أجل أن أبلّ الخبر وأشرب منقوعه، ولكن لأقرأه فإذا بصاحبنا يبتسم بخليط من البلاهة والسخرية وهو يراني أخرج نظارتي لأقرأ تفاصيل خبر لم أعثر بداخله على هاتف للشكاوى ! لا خط ساخن ولا حتى بارد. الوحيد الذي كان ساخنا هو قول البائع: حكومة ما فيش مع أبوها عمل واللي ما معوش عمل يشتري له جمل . ولأن الأفواه لا تنتظر فقد اشتريت وفقا لهوى البائع، وليس أمامي كمواطن إلا المزاوجة بين الواقع والفانتازيا ..ومن فضلكم حاولوا أن تكونوا أكثر دقة وأكثر ذمة حتى لا تحرجوا المساكين في المخابز. ها أنا أعود من المخبز لأذكر بأن أكبر مشاكل الحكومة هي عدم إحساسها بالشعب.. يشهد على ذلك الثور والماطور..ويؤكده مسئولون يفعلون كل شيء إلا أداء واجباتهم !