شلَّ الحوثيون حركة السير في العاصمة صنعاء لثلاث ساعات تقريباً، وقت الظهيرة، بمسيرة وُصفت بالحاشدة، تنفيذاً لمرحلتهم التصعيدية الثالثة والأخيرة الرامية لإسقاط الحكومة، فيما وصل إلى صعدة عبدالقادر هلال، أمين العاصمة، مساء أمس كموفد رئاسي للقاء زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر مطَّلع إن هناك بوادر اتفاق لإنهاء الأزمة، مشيراً إلى أن هلال حمل معه موافقة رئاسية مبدئية لتخفيض الجرعة، وبطريقتين، يتم الاتفاق بشأنهما، الأولى بيع المشتقات بالسعر العالمي، وهو ما يضمن تخفيض الزيادة في السعر المحلي (700 ريال)، أو تعويم النفط، تماماً كما حصل مع القمح عندما تم تعويمه وفتح المجال للاستيراد، وأثمرت هذه الاستراتيجية انخفاض الاستيراد من 2 مليون ونصف إلى مليون ونصف، وانخفض معه سعر الكيس القمح. وعن مصير الحكومة، قال المصدر إن أمرها محسوم من المفاوضات السابقة، وأن حكومة باسندوة والقوى التي اختارته لهذا المنصب قد طُويت. وأضاف أن جماعة الحوثي متمسكة بموقفها الرافض المشاركة رسمياً في الحكومة، وإنما لها الحق في التزكية لمن تراه أهلاً لتولي مناصب وزارية، وكذلك وكلاء وزارات ومدراء عموم ومدراء أمن.... إلخ، باعتبارهم أحد مراكز القوى الجديدة في الحكم. إلى ذلك، نظم أنصار الحوثيين المعتصمين في محيط العاصمة، وتحديداً في منطقة الصباحة (المدخل الغربي للعاصمة)، وفي بيت نعم همدان (المدخل الشمالي للعاصمة)، مسيرات وصفت بالحاشدة والمسلحة، وأكدوا في هتافاتهم المضي نحو إسقاط الحكومة والجرعة. كما شهدت مدن أخرى ذات التصعيد، وأبرزها الحديدة، حجة، إب وفي مدينة دمت الضالع. فيما واصلت قوات الأمن في صنعاء، أمس، نشر مزيد من قوات مكافحة الشغب في محيط منشآت حكومية بالتزامن مع بدء المرحلة الثالثة والأخيرة من احتجاجات جماعة الحوثي. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن قوات الأمن الخاصة عززت من تواجدها في مراكز الشرطة ونشرت سرايا من قوات مكافحة الشغب بصورة مستمرة خصوصاً في محيط كلية الطيران ومنطقة التحرير، يضاف ذلك إلى سرايا تم نشرها في وقت سابق من هذا الشهر بصورة مستمرة في محيط مجالس الوزراء والبرلمان والتلفزيون . كما وصل قرابة 20 طقماً من النجدة والأمن الخاصة إلى مقر إدارة أمن العاصمة. فيما شهد معسكر النجدة بصنعاء المقر الرئيس انشقاقات بسبب ما أسموه نهب مستحقاتهم من العلاوات. وقالت مصادر "اليمن اليوم" إن 70 جندياً على الأقل أدوا الصرخة الخاصة بالحوثيين والتحقوا بمخيمات الحوثيين في الجراف، أعقب ذلك تعزيزات عسكرية لحماية الداخلية. وأضافت المصادر إن الرئيس هادي وجّه بتحرك كتيبة دبابات لحماية الداخلية (دبابتين و3مدرعات و5 أطقم 12/7). فيما شهدت ألوية الصواريخ يوم أمس فوضى ومسيرات وإطلاق نار للسبب نفسه المتمثل في خصم العلاوات الشهرية. ولا يزال الآلاف من منتسبي وحدات الجيش مزودين بأسلحة متوسطة وثقيلة ينتشرون في شوارع العاصمة منذ مطلع الأسبوع الماضي. وينتشر أغلب الجنود في المناطق المحاذية لمنزل رئيس الجمهورية في شارع الستين. ويرى مراقبون أن الاستنفار الأمني، بمثابة حالة طوارئ غير معلنة، مع نقل جماعة الحوثي أنصارها المرابطين على مداخل العاصمة إلى ساحات اعتصام للجماعة داخل أحياء العاصمة..