ذبح الإرهابيون 14 جنديا بمجزرة واحدة في حوطة شبام حضرموت، وكان جميع الجنود من محافظة عمران، وقد برر الإرهابي جلال بلعيد لتلك المذبحة، فقال إن الجنود روافض، وإن الجيش اليمني الذي ينتمون إليه "جيش شيعي متحوث"، كما أعلن هو وبعض الإرهابيين الآخرين أن ذبح الجنود كان انتقاماً من الحوثيين الذي قاتلوا أهل السنة في عمران! لقد قوبلت تلك المذبحة بإدانة واستنكار شديدين وواسعين، ولعن الإرهابيون في كل بيت.. قبل أيام استشهد 14 جنديا آخرون وهم يتناولون غداءهم، عندما قام إرهابيون بمهاجمة موقع عسكري للواء الثاني مشاة جبلي في ميفعة شبوة، بسيارة مفخخة.. في حضرموت ذبح الإرهابيون 14 جنديا، وقبل أيام قتلوا 14 جنديا في شبوة.. الإرهابيون هم الإرهابيون، وعدد الجنود الذين قتلوا في كلتا المرتين هو 14 جنديا، وجميعهم دفنوا في مقبرة الشهداء بعد زفاف رسمي لائق. والمختلف هو الأداة، والأسلوب الذي اتبعه الإرهابيون، ففي المرة الأولى، الأداة سكين والأسلوب جز الرقاب، وفي الثانية سيارة مفخخة ورصاص وهجوم انتحاري.. والذي اختلف أيضا- وهنا بيت القصيد- أن العملية الإرهابية الأولى قوبلت بإدانة واستنكار شديدين وواسعين، والثانية لم تحظ بشيء من الإدانة والاستنكار، وقد قيل إن السبب هو أن الجميع مشغول بالأزمة الجديدة، لكم نخشى أن يكون السبب أن الناس لم يقوموا بذلك لأن أسلوب وأدوات الإرهابيين في العملية الثانية لم تكن سكاكين وجز رقاب.. نخشى أن الذي يحرك مشاعر الناس ويثير غضبهم هو المستوى العالي من البشاعة والشناعة والفظاعة لدى الإرهابيين، وأن الذي حركهم في الأولى هو نقل الإرهابيين اليمنيين أسلوب الإرهابيين الدواعش في قطع الرقاب، ووضع رأس الضحية على ظهره أو بطنه. بالمناسبة، أهالي الجنود العمرانيين الذين ذبحوا في حوطة شبام حضرموت، راحوا إلى الرئيس السابق علي عبد الله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام، ثم إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي يعرضون مظلمتهم، ويطالبون بتتبع القتلة والاقتصاص منهم، لكن مالهم، ما عرضوا على الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، يسألوا اليدومي.. فبعد هزيمة حزبه في عمران، هدد بقدوم الدواعش لكي ينتقموا من الحوثيين ومن الذين سكتوا عن أفعال الحوثيين، وبعد كلام اليدومي نفذ الإرهابيون تلك المذبحة، وسجلوا بذلك أول عملية إرهابية في اليمن على الطريقة الداعشية.. وليس هذا فحسب بل إن الإرهابيين قالوا إن تلك المذبحة كانت رداً على ما حدث للإصلاح في محافظة عمران.