حين تصل الخصومة إلى حد الفجور تعمى الأبصار والقلوب والعقول، وتأتي التصرفات والأقوال على مستوى الفجور وليس على مستوى موضوع الخصومة. وكالعادة عندما خرج الإصلاح في ثورته المزعومة خاصم وفجر في خصومته مع كل ماله علاقة بالرئيس السابق وأقاربه، ومنها قوات الحرس الجمهوري الذي تعرض لحرب إعلامية وقتالية بشعة أخرج فيها الإصلاح أسوأ ما يمتلكه من فجور. قاتلوه في الصمع بحجج سمجة، وأسمته وسائل إعلامهم الحرس العائلي، وشنوا عليه أبشع الحملات الكاذبة فقط لأن على رأس هذا الجيش الوطني رجل اسمه أحمد هو ابن علي عبدالله صالح، ولأنه جيش وطني حقيقي وقف حجر عثرة أمام مشروع ابتلاع الإخوان لليمن تحت مسمى ثورة إسقاط النظام. لقد كان الحرس الجمهوري الجيش الوحيد الذي يستحق بجدارة أن تطلق عليه هذه التسمية بالنظر إلى قدراته وإمكانياته وعقيدته الوطنية و ولائه للوطن وليس لشخص أو فئة وقد أثبت ذلك في مواقف كثيرة لاحقة. قوات الحرس التي أفشلت مخطط الإخوان في ابتلاع صنعاء ليتحكموا في رقاب الناس باسم الثورة، وتعرض لما تعرض له من حملات تشويه هو الجيش نفسه الذي يقف اليوم حجر عثرة أمام كل الأطراف التي تسعى للحكم عبر طريق القوة والحشد باسم الثورة والشعب، مؤكدا أنه كان وما يزال حيش الوطن والشعب الحقيقي والحارس الأمين لأركان النظام الجمهوري. وأن عقيدته العسكرية لم تكن لصالح شخص دون الوطن مهما كان لهذا القائد من أفضال وجهود بذلها في سبيل تكون الجيش والوصول به إلى هذا المستوى المتطور في جميع الجوانب واستعادة هيبة الجندي ومكانته. أعتقد أنه حان الوقت لتقدم جميع القوى التي ساهمت في تشويه صورة الحرس والإساءة لعقيدته الوطنية اعتذارها للجيش اليمني وللحرس الجمهوري ولقائده السابق ولكل أم فقدت ابنها في مواقع الشرف بسبب حملتهم القذرة، ولكل طفل فقد راعيه في معسكر الصمع أو في الأمانة أو في تعز أو في أي بقعة من أرض الوطن وهو يدافع عن الوطن ضد من أرادوا أن يبتلعوه أرضا وإنسانا تحت مبررات تافهة. حان الوقت الذي يجب أن نعتذر جميعاً لهذا الجيش الوطني الشجاع الذي يضع الدولة والنظام الجمهوري نصب عينيه، ولم يلتفت يوماً للإساءات والحملات التشهيرية التي قادتها بعض القوى وفي مقدمتها حزب الإصلاح. وعلى النظام الحالي أن يعي حجم المؤامرة التي حيكت وربما ما تزال تطبخ ضد هذه القوة النظامية الحقيقية، وأن يحافظ على المستوى الذي وصلت إليه ويعمل على استمرار تطويره حفاظا على اليمن، أما أحمد علي فقد تركه جيشاً يعتز بوطنيته وانتمائه إلى هذا التراب وليس إلى أحد من كان.